أين تقف احتجاجات العراق من ثورات "الربيع العربي"؟

لم ترفض الشعوب العربية، ومنها الشعب العراقي، الديمقراطية كشكل من أشكال نظام الحكم وإنما هي ترفض الديمقراطيات الشكلية

تحليلات 10:00 13.10.2019

- بدأت احتجاجات العراق في يوليو 2015 لأول مرة، واستمرت طيلة سنوات في بغداد ومحافظات الوسط والجنوب ذات الكثافة "الشيعية"
- تراكمات عقود طويلة من المعاناة المعيشية والاقتصادية وغياب الحريات عانى ويعاني منها العراقيون منذ حرب الخليج الأولى
- في احتجاجات 2018 ظلت المطالب السياسية بعيدة عن اهتمامات المحتجين الذين ركزوا على الفساد والبطالة وسوء الخدمات وتراجع المعيشة
- تصاعدت مطالب المحتجين إلى إسقاط الحكومة وإلغاء الدستور والذهاب إلى انتخابات تشريعية مبكرة ومطالب أخرى
- قد تثير احتجاجات العراق قلق دول عربية تخشى انتقال الثورات إليها، رغم أن ما يجري عراقيًا بعيد عن توصيف "الربيع العربي"
- قد تجد دول عربية وأطراف إقليمية، في الاحتجاجات فرصة لدعم التيار الشيعي المناهض لطهران بهدف كبح جماح النفوذ الإيراني

لم ترفض الشعوب العربية، ومنها الشعب العراقي، الديمقراطية كشكل من أشكال نظام الحكم، وإنما هي ترفض الديمقراطيات الشكلية وتواصل الاحتجاج على أنظمة الحكم التي تمثلها.

وشهدت دول عربية عدة خلال الأشهر الأخيرة، موجات جديدة من الاحتجاجات، شملت كلا من العراق ولبنان ومصر والسودان والجزائر، احتجاجا على الفساد في منظومة الحكم والقطاع الاقتصادي، وتردي الحالة المعيشية، وعموم النظام السياسي.

وخلال الأشهر القليلة الماضية، تزايدت أعداد المصريين المطالبين بثورة "ثالثة"، وخرج اللبنانيون احتجاجا على المشاكل الاقتصادية.

فيما خرج العراقيون في "موجة رابعة" من الاحتجاجات خلال السنوات الأربع الأخيرة، في حالة شبيهة بدوافع ثورات "الربيع العربي" التي انطلقت في 2011 مع اختلافات جمّة في بُنية الحركة الاحتجاجية، سواء الكتلة البشرية أو المطلبية التي لا يبدو أنها تعبر عن جميع المكونات العرقية والطائفية.

بدأت الاحتجاجات "الشيعية" في العراق يوليو/ تموز 2015 لأول مرة، واستمرت طيلة السنوات الماضية في بغداد ومعظم محافظات وسط وجنوبي البلاد ذات الكثافة "الشيعية" العالية.

وإذا كانت تراكمات عقود طويلة من المعاناة المعيشية والاقتصادية وغياب حرية التعبير في تونس ومصر واليمن وسوريا وليبيا، قد أشعلت الموجة الأولى من ثورات "الربيع العربي"، فإن ذات المعاناة - إن لم تكن أشد قسوة - عانى ويعاني منها العراقيون منذ حرب الخليج الأولى في ثمانينات القرن الماضي.

تراجعت مستويات المعيشة والخدمات الصحية والتعليمية في العراق نتيجة عقود من الصراعات الداخلية والخارجية، الحرب مع إيران طيلة عقد الثمانينات، وما تلاها من غزو الكويت وحرب الخليج الثانية، ثم حصار كامل لمدة 13 عاما انتهى بغزو العراق واحتلاله أمريكيًا عام 2003.

وازدادت الأوضاع في العراق تعقيدا منذ الغزو والحرب الأهلية بين عامي 2006 و2008، ثم سيطرة تنظيم "داعش" على أجزاء واسعة من غرب وشمال غربي البلاد في يونيو/حزيران 2014، وحرب التحالف الدولي طيلة أربع سنوات وما نجم عنها من خراب ودمار في معظم المحافظات السنية.

العراق يمتلك رابع أكبر احتياطي استراتيجي للنفط في العالم، بينما يعيش أكثر من 22.5 بالمئة من سكانه البالغ عددهم نحو 40 مليون نسمة، على أقل من 60 دولار شهريا، وفق بيانات البنك الدولي، فيما تعاني أسرة واحدة من بين ست من انعدام الأمن الغذائي.

وفي احتجاجات عام 2018 التي نظمها "التيار الصدري" بمشاركة قوى من الحزب الشيوعي وعموم التيار المدني، ظلت المطالب السياسية بعيدة عن اهتمامات المحتجين الذين ركزوا على مكافحة الفساد والبطالة وسوء الخدمات وتراجع مستوى المعيشة.

لم يقدم خطاب رئيس الوزراء عادل عبد المهدي، حلولا جذرية لمعالجة الأسباب التي استدعت خروج المحتجين في بغداد والمحافظات الجنوبية، ولا يبدو أن الحكومة قادرة على تلبية مطالب المحتجين، ليس لافتقارها إلى القدرات أو الإمكانيات، وإنما لأسباب تتعلق بسوء إدارة الأزمة رغم أنه لا خلاف على أن عبد المهدي ورث مشاكل متراكمة خلفتها الحكومات السابقة.

واصطبغت الاحتجاجات بطابع العنف المتبادل بين محتجين يشتبكون مع القوات الأمنية ويحرقون الممتلكات العامة والمقرات الحزبية، وقوات أمنية تطلق نيرانها على المحتجين والقنابل الصوتية والدخانية، وتقارير متداولة عن عمليات قنص ينفذها عناصر من فصائل "الحشد الشعبي" وسط بغداد.

المعالجة الأمنية للاحتجاجات باستخدام القوة المفرطة أدت إلى تفاقم الأزمة وبلوغها طريقا مسدودا في التوفيق بين إرادة الحكومة على الإصلاح الحقيقي، ومطالب المحتجين الذين ارتفع سقف مطالبهم.

وتصاعدت مطالب المحتجين إلى إسقاط الحكومة وإلغاء الدستور والذهاب إلى انتخابات تشريعية مبكرة، ومطالب أخرى قد تقف وراءها جهات سياسية لا تتمتع بثقل كاف لتجسيدها إلى مطالب لعامة المحتجين.

ورغم الشعارات التي رفعها المحتجون والهتافات التي أطلقوها طيلة الأيام الماضية بإخراج إيران من العراق، فإن اليقين بمناهضة هؤلاء لطهران لا يزال في طور التكوين ولم يتبلور بعد، إنما يقينا هم مناهضون للقوى السياسية والمسلحة والدينية الحليفة لإيران.

ولذلك، فإن غضب المحتجين على إيران قد يكون ناجما عن غضبهم الحقيقي على القوى الحليفة لطهران في الحكومة المركزية ومجلس النواب و"الحشد الشعبي" والمنظومة الدينية.

وإضافة إلى المطالبة بإسقاط الحكومة، برزت في الاحتجاجات الراهنة مطالب بإجراء تغيير في كامل نظام الحكم، والانتقال عبر استفتاء شعبي من النظام البرلماني المعمول به إلى النظام الرئاسي بانتخابات عامة تشرف عليها الأمم المتحدة والمنظمات الدولية ذات الصلة.

العراق بلد مركزي من بلدان الشرق الأوسط بالنسبة لسياسات الولايات المتحدة والدول الإقليمية، مثل السعودية وإيران وإسرائيل وغيرها.

ومنذ تصاعد التوتر قبل أشهر بين الولايات المتحدة وإيران، وجد العراق نفسه في دائرة الصراع بين البلدين، وعرضةً لأن تتحول أراضيه إلى ساحة صراع مفتوح بين الدولتين.

فحاول العراق موازنة موقفه مع الولايات المتحدة التي يستضيف الآلاف من جنودها ويرتبط معها باتفاقية أمنية، وإيران الدولة الحليفة التي تساند حكومة بغداد التي تهيمن عليها قوى سياسية ومسلحة حليفة لطهران.

قد تثير احتجاجات العراق قلق الكثير من الدول العربية التي تخشى انتقال ثورات "الربيع العربي" إليها، رغم أن ما يجري في العراق لا يزال بعيد جدا عن توصيف "الربيع العربي".

وفي معظم دول "الربيع العربي"، لجأت تلك الأنظمة إلى إجراءات قمعية باستخدام القوة "المفرطة" من قبل الجيش والشرطة والأجهزة الأمنية ضد المحتجين، والتضييق على المحتجين بإغلاق الطرق الرئيسية المؤدية إلى مناطق الاحتشاد المألوفة، وقطع الاتصالات أو حجب وسائل التواصل الاجتماعي.

بالإضافة إلى إعلان حالة التأهب القصوى في صفوف القوات الأمنية أو إعلان حالة الطوارئ، وفرض حظر التجوال في المدن الكبرى، وهو ما حدث في العراق أيضا مع المحتجين حاليا.

وكما في أي حركة احتجاجية شهدتها المنطقة العربية بعد عام 2011، كانت الدول والمنظمات الدولية تكتفي بإدانة القمع الحكومي للمحتجين والتعبير عن القلق دون اتخاذ إجراءات ضد المسؤولين عن تلك الحملات، سواء في مصر أو سوريا أو العراق.

قد تجد دول عربية؛ السعودية والإمارات، وأطراف إقليمية؛ إسرائيل، في الاحتجاجات الراهنة فرصة لدعم التيار الشيعي المناهض لإيران، في سياق استراتيجيات بعيدة تهدف إلى كبح جماح النفوذ الإيراني والقوات الحليفة لها في العراق، ودول أخرى مثل لبنان وسوريا واليمن.

سامي الحاج: "أذربيجان ستكون إحدى الدول الرائدة في العالم"

أحدث الأخبار

بيان صحفي: ديمقراطية من؟ برلمان الشباب من أجل أهداف التنمية المستدامة ينظم فعالية في مكتب الأمم المتحدة
16:15 10.10.2024
تركيا تعلن توقيف عميل للموساد
19:00 04.09.2024
منظمات الإغاثة تحذّر من أزمة جوع تاريخية في السودان
18:00 04.09.2024
ممر زانجازور يعكر صفو التحالف الروسي ــ الإيراني
17:30 04.09.2024
فيلادلفيا... رد مصري حاد يزيد الضغط على نتنياهو
17:00 04.09.2024
بزشكيان يتحدث عن حاجة إيران إلى جراحات كثيرة
15:00 04.09.2024
رئاسة كوب 29 تطلق منصة للشفافية لدعم الدول النامية في مواجهة تغير المناخ
14:00 04.09.2024
تضامن خليجي مع مصر ضد استفزازات إسرائيل
13:00 04.09.2024
استقالات بالجملة في أوكرانيا تمهيداً لتعديل وزاري واسع
12:00 04.09.2024
بوتين في منغوليا متحديًا الجنائية الدولية
11:00 04.09.2024
السيسي يزور تركيا في أول زيارة له منذ توليه الحكم في مصر
10:00 04.09.2024
طالبان تطمح إلى الحصول على معدات دفاعية روسية
20:30 03.09.2024
زعماء أفارقة إلى الصين بحثاً عن استثمارات
20:00 03.09.2024
أونروا: تطعيم 87 ألف طفل ضد شلل الأطفال في مخيمات وسط غزة
19:30 03.09.2024
اليابان تحتج بعد دخول سفينة صينية مياهها الإقليمية
19:00 03.09.2024
الشيخة حسينة من رئيسة وزراء بنغلادش الى معضلة دبلوماسية للهند
18:30 03.09.2024
السعودية وقبرص تبحثان تعزيز التعاون في النقل والخدمات اللوجيستية
18:00 03.09.2024
التضخم السنوي في تركيا يسجل تراجعاً كبيراً في أغسطس
17:00 03.09.2024
الأمم المتحدة ستواصل التعامل مع طالبان في أفغانستان
17:00 03.09.2024
فنزويلا تفرج عن عشرات المراهقين الذين اعتقلوا خلال مظاهرات
16:00 03.09.2024
لماذا تشكل مدينة بوكروفسك الأوكرانية أهمية استراتيجية؟
15:00 03.09.2024
ماليزيا ونيوزيلندا تدعوان إلى وقف فوري لإطلاق النار في غزة
14:00 03.09.2024
إصابة سفينتين تجاريتين بهجومين قبالة سواحل اليمن
13:00 03.09.2024
ارتفاع بورصات الخليج الرئيسية بفضل آمال خفض الفائدة
12:00 03.09.2024
اتفاقية شاملة للتعاون العسكري بين سوريا وإيران
11:00 03.09.2024
بوتاش التركية اتفقت مع شل على توريد الغاز المسال لمدة 10 سنوات
10:00 03.09.2024
مصر تؤكد لمجلس الأمن رفض السياسات الأحادية الإثيوبية حول سد النهضة
09:16 03.09.2024
روسيا تحيي ذكرى مرور 20 عاما على مجزرة بيسلان
19:00 02.09.2024
بولندا إحياء الذكرى 85 لاندلاع الحرب العالمية الثانية
18:00 02.09.2024
الجيش الصومالي يعلن سيطرته على منطقة هلجن الحدودية مع إثيوبيا
17:30 02.09.2024
إسرائيل تشهد إضراباً شاملاً تضامناً مع أهالي المحتجزين في غزة
17:00 02.09.2024
إيران ترفض تفتيشاً دولياً يتجاوز معاهدة حظر الانتشار
16:30 02.09.2024
قطر للطاقة تشيد مجمعا عالميا لإنتاج سماد اليوريا
16:00 02.09.2024
تأكيد سعودي- قطري على تعزيز العلاقات الثنائية نحو آفاق أرحب
15:30 02.09.2024
خمسة مشاريع ضمن طرق الحرير الجديدة في أفريقيا
15:00 02.09.2024
الرئيس المكسيكي يختتم ولايته بإصلاح قضائي يثير التوتر مع واشنطن
14:00 02.09.2024
التحقيق النهائي في مروحية رئيسي يؤكد سقوطها لسوء الأحوال الجوية
13:00 02.09.2024
الإمارات تهنئ أوزبكستان بذكرى استقلالها
12:00 02.09.2024
مصر ترفض تصريحات رئيس وزراء إثيوبيا بشأن سد النهضة
10:00 02.09.2024
أردوغان يؤكد مضي تركيا قدما في تطوير مشروع القبة الفولاذية
21:00 01.09.2024
جميع الأخبار