اتسعت أمس رقعة المواجهات والاحتجاجات وارتفعت حدتها ضد «صفقة القرن» الأمريكية، لتشمل الضفة الغربية المحتلة من شمالها إلى جنوبها وقطاع غزة.
وأسفرت المواجهات في الضفة عن استشهاد شاب من بلدة قفين شرق مدينة طولكرم شمال الضفة، ليكون الشهيد الخامس منذ يوم الأربعاء الماضي، كما جرح العشرات.
واستؤنفت مسيرات العودة على حدود قطاع غزة الشرقية، تحت عنوان «الفجر العظيم» تيمنا بـ «الفجر العظيم» الذي بدأه المرابطون في المسجد الأقصى المبارك، حيث يؤدون صلوات الفجر فيها منذ أسابيع تحديا لسلطات الاحتلال ودفاعا عن مصلى «باب الرحمة» الذي تخطط سلطات الاحتلال لإغلاقه مجددا تمهيدا لوضع اليد عليه وبناء كنيس يهودي في مكانه.
ومع اتساع رقعة المواجهات الميدانية، يواصل الرئيس الفلسطيني محمود عباس تحركاته السياسية لإفشال الصفقة الأمريكية.
«جمعة الفجر العظيم»: اتساع رقعة المواجهات مع قوات الاحتلال وغزة تتلف أجزاء من السياج الفاصل
ويحمل الرئيس عباس معه إلى الأمم المتحدة في نيويورك، الأسبوع المقبل، وثيقة أعدتها منظمة التحرير الفلسطينية تتحدث عن «300 خرق» للقانون الدولي تضمنتها الخطة الأمريكية.
وسيتوجه عباس إلى نيويورك بعد غد، حيث سيقدّم الفلسطينيون في اليوم التالي مشروع قرار للتصويت عليه في مجلس الأمن ضد خطة الرئيس دونالد ترامب. وتشير الخطة إلى أن الانتهاكات تمس بقرارات الأمم المتحدة ذات الصلة بالقضية الفلسطينية، ويتعلق أبرزها بالقدس حيث «لا تتمتع إسرائيل بأي حقوق سيادية»، ولم يعترف المجتمع الدولي بضمها، والاستيطان، والأمن، وحقوق اللاجئين، والأسرى.
وفي ما يعزز الموقف الفلسطيني الرافض للضفقة وجه 108أعضاء في الكونغرس الأمريكي من الحزب الديمقراطي، رسالة إلى ترامب بشأن خطته. وجاء في الرسالة أن «مخطط ترامب يمكن أن يجلب تجدد العنف في إسرائيل والأراضي الفلسطينية، وعدم الاستقرار في الأردن، ويعرض اتفاقات السلام بين إسرائيل ومصر والأردن للخطر» .
وأضافت الرسالة ان المخطط يمهد الطريق لاحتلال دائم للضفة الغربية، وسيؤذي الفلسطينيين والإسرائيليين على حد سواء.
وتواصلت المظاهرات المناهضة لـ«صفقة القرن» التي أعلنها الرئيس الأمريكي دونالد ترامب في 28 يناير/ كانون الثاني الماضي، والتي تسقط العديد من الملفات، منها القدس والحدود واللاجئون.
وللأسبوع الثاني على التوالي شارك آلاف الأردنيين، أمس، في وقفة احتجاجية قرب السفارة الأمريكية في العاصمة عمان، بدعوة من التحالف الوطني لمجابهة «صفقة القرن». وأفاد مراسل الأناضول بأن الأمطار الغزيرة لم تمنع الناس من المشاركة وسط وجود أمني كثيف.
وقال صالح العرموطي، عضو كتلة الإصلاح في مجلس النواب (الغرفة الأولى للبرلمان)، للأناضول: «اليوم نقول إننا ندين موقف ترامب ونعتبره مجرما… أخل بالأمن والسلم العالميين، وخرق كل الاتفاقيات… يجب أن يحال إلى المحكمة الجنائية الدولية، وعلى الشعوب العربية التحرك في كل مكان».
وأكد ظاهر عمرو، الأمين العام السابق لحزب الحياة (تأسس عام 2008)، للأناضول «أن الفعالية هي إحساس بأن الشعب حي، لا تمثلنا قيادات العالم العربي… لا تخوفنا أمريكا ولا أوروبا، وإنما جماعتنا المتآمرون على قضيتنا».
وتظاهر عشرات التونسيين من سكان حي «الكرم» في العاصمة تونس، احتجاجًا على الصفقة. ويأتي التحرك بدعوة من بلدية المدينة، رفضًا للصفقة. ورفع المحتجون شعارات من قبيل «لا عودة عن حق العودة» و «لا لصفقة القرن ونعم للحق الفلسطيني»، و« لا للتطبيع بكل أشكاله»، وأحرقوا العلم الإسرائيلي.
وفي تصريح للأناضول قال رئيس البلدية فتحي العيوني إن «الشعوب اليوم تحكم وتريد وهي تقرر، فمثلما قررت في تونس والجزائر ودول عربية وإسلامية فهي ستقرر مصير الأمة والشعب الفلسطيني».وزاد: «هذه الصفقة (الأمريكية) لا تتقدم، بل تتأخر ومن يساندها هم الحكام العرب وهم اليَوم في معزل عن شعوبهم» .
ومن المقرر أن تشهد العاصمة المغربية الرباط مظاهرة ضخمة تشارك فيها كل الاحزاب ضد «صفقة القرن».