أذر رشيد اوغلو
يدل ما يحدث من التطورات بين إيران والمملكة العربية السعودية، وكذلك الخطوات التي يتخذها الرئيس الأميركي في حق إيران على أحتمال زيادة التوتر شدة في المنطقة الشرق الأوسطية في المستقبل القريب.
وجاءت أهم أخبار لهذا الأسبوع من المملكة العربية السعودية. وفي ظل قيادة محمد بن سلمان أمرت الهيئة العليا لمكافحة الفساد باحتجاز الأشخاص ذوي النفوذ. من بينهم أعضاء العائلة المالكة والوزراء والضباط ورجال الأعمال.
وانخفضت أسعار النفط في المملكة العربية السعودية إثر هذه الأحداث إلى مستوى قياسي منذ يوليو 2015. وستنظر منظمة الدول المصدرة للنفط /OPEC/ فى تمديد خفض الانتاج خلال الاجتماع فى فيينا فى نهاية نوفمبر.
يؤثر ما يحدث في السعودية على التطورات في العالم العربي كله. يقتنع الخبراء في مواصلة الحرب داخل القصر الملكي في المملكة العربية السعودية. واعتقال11 من الأمراء ومصادرة ممتلكاتهم يعني القضاء على جميع المنافسين لولي العهد الشاب محمد. وسيكون بن سلمان ملكاً جديداً. ونتيجة لهذه العملية، هناك الرابحان وهما الولايات المتحدة وإسرائيل. إن صراع السعوديين مع إيران هو في مصلحة إسرائيل. ستحصل الولايات المتحدة على مكاسب المادية. وتعتبر الامارات العربية المتحدة من الجهات المديرة للأحداث في السعودية. وهناك تقارير تفيد بأن محمد بن سلمان سيتولى العرش بمساعدة دولة الإمارات العربية المتحدة. تؤكد الاعتقالات الأخيرة للأمراء على بلوغ العملية مرحلتها النهائية. وبالتوازي مع كل ذلك، تتجه السعودية وإيران نحو الحرب. أصبحت اليمن بالفعل ساحة لمواجهة الأطراف التي تدعمها هذان البلدان.
وقد وصف الرئيس الامريكى دونالد ترامب ايران مؤخراً بانها تشكل تهديداً كبيراً للسلام. وحذر خلال حملتها الانتخابية من أن إيران ستحتل اليمن وسوريا. ووقع الرئيس الاميركي اتفاقاً عسكرياً كبيراً مع السعوديين ورفض ادانة الجرائم التي ارتكبوها ضد حقوق الانسان. من ناحية أخرى، فإن الحرب في سوريا وحدت روسيا وإيران اللتان اتخذتا جانب بشار الأسد. إن ما يحدث بين إيران والمملكة العربية السعودية، وكذلك الخطوات التي يتخذها الرئيس الأمريكي ضد إيران يشير إلى أن التوتر في الشرق الأوسط سيزداد أكثر في الفترة القادمة.
وعلاوة على ذلك، فإن نهاية الحرب الكبيرة في العراق وسوريا، وكذلك ما يحدث داخل المملكة العربية السعودية، تعني أنه لا مفر من إيجاد الغرب لمصدر التوتر الجديد في المنطقة. لم يعد جعل مصادر جديدة للتوتر داخل الدول الحليفة للغرب في المنطقة بأي احتمالات جيدة. ولذلك، فإن نقل محطة التوتر إلى إيران مهم بالنسبة للولايات المتحدة في هذه المرحلة. ومن وجهة النظر هذه، يمكننا أن نفترض أن التوتر سيزداد. وإلا فإن ما يحدث داخل السعودية، فضلاً عن انتهاء الحرب في العراق وسوريا، قد يسبب مشاكل خطيرة لدول الخليج العربية. يمكن أن لبنان أو فلسطين تشاركان في الحرب إلى جانب إيران وهذا يعني أن العمليات العسكرية ضد إيران تتطلب المزيد من المخاطر. في فلسطين، ألفت التوصل إلى السلام بين فتح وحماس الأنظارإلى لبنان. وأقرب حليف لإيران في الشرق الأوسط هو لبنان التي يعتبرحزب الله قوة رئيسية فيها. ولهذا السبب، فإن الهدف الرئيسي لكل من إسرائيل والدول المناهضة لبشار الأسد هو حزب الله. إن استقالة رئيس الوزراء في لبنان خطوة جادة نحو إشعال أزمة سياسية. إن استقالة سعد الحريري ستزيد ضعف الاستقرار الهش في لبنان. وإذا كان نجح هذا السيناريو فإن الأزمة السياسية الداخلية في لبنان والتدخل الإسرائيلي في هذا البلد سيكون أمراً لا مفر منه في الأشهر المقبلة. وتحاول إسرائيل الآن تدمير القوة الرئيسية لإيران في لبنان. من ناحية أخرى، فشلت إسرائيل في مواجهة حزب الله بالذات. تعتبر الحرب القادمة لإسرائيل ضد لبنان، في الأصل حرباً انتقامية من لإسرائيل على حزب الله.
يبقى السؤال مفتوحاً: ماذا تعد الحرب السعودية الإيرانية لأذربيجان إذا تحولت إلى الحرب الطائفية المفتوحة؟ للوهلة الأولى، الشيعة أغلبية في أذربيجان. ولكن السؤال ما زال مفتوحا:على أي طرف تعطف أذربيجان؟ وعلى ضوء التوتر القائم في العلاقات بين طهران بين باكو تعتبر السعودية حليفة لأذربيجان ولا تقيم العلاقات الدبلوماسية مع أرمينيا في الحين تتعاون إيران بشكل وثيق مع يريفان. لكن المنطق السليم يفرض بأن تبقى أذربيجان محايدة في التوتر بين السعودية وإيران. ومع ذلك، فإن هذه المسألة عميقة جدا بحيث لا تستبعد مشاركة باكو في شكل أو آحر في العمليات. إن المواجهة العرقية أو الدينية في أذربيجان قد تكون أمراً لا مفر منه. يؤدي ضعف الاعتدال إلى التطرف وفي النتيجة إلى المواجهة الدينية والعرقية. هناك الجماعات التي تسعى تعريف السلطات الحالية كممثلة للجماعة السلالية الرئيسية في البلاد وتحميلها ذنب نشوب أي مواجهة سلالية. لذلك يعتبر بقاء باكو بعيداً عن مثل هذه المواجهات أكثر مقبولاً. ولكن يمكن أن يؤثر أي حرب طائفية على أذربيجان. ومن وجهة النظر هذه، فإن تحول باكو إلى عاصمة التقاط الثقافات يمكن أن يكون مخرجاً من هذا الوضع ...
الترجمة من الأذربيجانية: د.ذاكر قاسموف