نصائح للحريري في المرحلة الجديدة

تحليلات 09:36 08.12.2017

ستستمرّ من دون شكّ لفترة تالية عمليةُ البحث أو «التنقيب»، حسب بعض المراجع السياسية، عن أسرارٍ واكبت إنتاجَ «تسوية تريّث» الرئيس سعد الحريري، وأيضاً، وهي الأهم، تلك التي تواكب حالياً تحصينَ موقعه داخلياً وعربياً بعد عودته عن الاستقالة.ثمّة أسئلة لا تزال من دون إجابة شافية، وأبرزها: لماذا عرّج الحريري الى قبرص اليونانية بعد اجتماعه بالرئيس المصري عبد الفتاح السيسي في طريق عودته من السعودية فمصر وصولاً الى لبنان؟.

هناك كثير من الأجوبة التي قدّمت على هذا الصعيد، وكلها اتّسمت بأنها من باب الإستنتاجات، بعضها ربط بينها وبين رغبته بالتمهيد لأبرز ملف ستعمل عليه حكومته بعد عودته عن الاستقالة، وهو ملف الغاز اللبناني الذي هناك عزمٌ داخلي مصحوب بتشجيع دولي، وأوروبي خصوصاً، على السير به تلزيماً ومن ثمّ تنقيباً فإنتاجاً.

من المعروف أنّ لدى لبنان اشكالية مع قبرص على صلة بأنّ الأخيرة رسّمت حدودها البحرية المشتركة مع اسرائيل والتي بضمنها توجد حدود لبنان البحرية، وذلك من دون أخذ موقف بيروت، ما طرح مشكلة بين لبنان وقبرص تحتاج الى معالجة.

ثمّة تفسير ثانٍ وهو إضافي للتفسير الأول، ومفاده أنّ هبوط طائرة الحريري في قبرص اليونانية التي تكنّ خصومة لأنقرة، كانت مطلوبةً مصرياً وحتى أوروبياً، وذلك لإطلاق إشارة تفيد أنّ تموضعَ الحريري الإقليمي لن يطرأ عليه أيُّ تغيير انقلابي في مرحلة ما بعد عودته من السعودية، والمقصود هنا نفي ما شاع من أنه قد يستبدل غطاءَه الاقليمي السعودي بغطاء تركي قد تكون واشنطن تفضّله.

واتّصالاً بهذه الأجواء التي يطرحها السؤال الأول عن سرّ «تعريجة» الحريري على قبرص خلال عودته الى لبنان، يتمّ ايضاً طرح سؤال عن دور مصر في مسار انتاج تسوية إدخال استقالته مرحلة التريّث، واستدراكاً لتتمّات هذا الدور في مرحلة ما بعد عودته عن الاستقالة؟.

وفي معرض الإجابة عن هذا السؤال، تتوافر معلومات عن جملة وقائع اساسية برزت خلال مواكبة الحراك المصري لعملية انتاج « تسوية بيان النأي بالنفس»، ويفيد ابرزها أنّ مصر تدخّلت لمعالجة أزمة استقالة الحريري ليس من باب طرح نفسها بديلاً إقليمياً عربياً للدور السعودي في لبنان، بل هي تتصدّى لمهمة ذات شقّين: الشقّ الأول يتصل بدعم الاستقرار في لبنان الذي ترى مصر انه يتّصل مباشرة بأمنها القومي، خصوصاً وأنّ معلومات استخباراتها تتابع وجودَ صلات بين ما يحدث في سيناء وبين حراك الجماعات الارهابية المعولمة في مخميات فلسطينية في لبنان.

أما الشق الثاني فيتّصل برغبة مصر في «تحصين التسوية» التي ادّت الى عودة الحريري عن استقالته، أي المساعدة على ضمان حسن تنفيذ روحيّة بيان النأي بالنفس، وبالتالي إنهاء كل ذيول المشهد الأول والحاد من الإشتباك السعودي - اللبناني.
والثاني، ويبدو أنه الأهم، يتمثل بالقيام بدور المساعد، ايضاً، في «تحصين موقع الحريري» بعد عودته عن الاستقالة، أي مساعدته على تجاوز التبعات الكثيرة التي طاولت خلال ازمة الاستقالة حيثيّته السياسية، سواءٌ ببعدِها السعودي ـ الخليجي، او ببعدِها الداخلي في لبنان.
وتجدر الملاحظة هنا أنّ ثمّة اسئلة عربية، وحتى داخلية، تُطرَح على الحريري حول هوية تموضعه السياسي الداخلي في مرحلة ما بعد عودته عن الاستقالة: هل سيبادر الى إعادة إحياء 14 آذار، ويذهب بالتالي الى إنتخابات تحت العناوين نفسها التي كان طرحُها في آخر انتخابات نيابية حيث ركّز على «موضوع سلاح حزب الله» و«ثوابت قوى الخط السيادي»؟ أم إنه سيستمرّ في نهجه الداخلي نفسه الذي سار عليه منذ عودته الاخيرة الى لبنان حتى ما قبل يوم الرابع من الشهرالماضي؟
يتمهّل الحريري في تقديم اجوبة نهائية عن هذه الاسئلة، فهو بعدما أنهى «فترة تريّث» حسم بعدها قرار عودته الى رئاسة الحكومة، يدخل الآن «فترة تريّث» جديدة على مستوى درس أيِّ تموضع سياسي جديد يجب أن يتمركز فيه.
غير أنّ مصادر مواكِبة لهذا الجزء الخفي من الاتّصالات الجارية بهدف هندسة مرحلة ما بعد طيّ ملف الاستقالة، بحيث «يسودها استقرارٌ سياسي داخلي وعربي»، تؤكّد أنّ الحريري تلقّى نصائح عربية وداخلية بضروة أن لا يستمرّ في سياسة «إهمال» أو «إدارة الظهر» لحلفائه في 14 آذار، ولا سيما منهم أولئك الذين أخذوا عليه في الفترة الماضية أنه استبدلهم بعلاقة قوية نسجها مع «التيار الوطني الحر».
ولا يرى اصحاب هذه النصائح أنّ المطلوب من الحريري إعادة إحياء 14 آذار والعمل على تجميعها كتيار سياسي، بل كل المطلوب هو المبادرة الى إدارة حوارات مع اطيافها والبقاء على تشاور معها، فردياً او شبه جماعي.
وفي مقابل هذه النصائح التي ينطلق موجّهوها من حرصهم على تحصين موقع الحريري في مرحلة ما بعد عودته عن استقالته، تشير مصادر سياسية محلّية وخارجية، مهتمّة ايضاً بالموقع الذي سيتموضع فيه الحريري في المرحلة الجديدة، الى حدثين اساسيّين، احدهما حصل فعلاً ويتمثّل بلقائه مع الوزير جبران باسيل في باريس، والثاني لا يزال هناك إحتسابٌ له، وفحواه يعكسه سؤال مطروح بكثافة في كواليس سياسية داخلية وخارجية، وهو: أيّ حيوية سياسية ستعتمدها السعودية تجاه لبنان في مرحلة ما بعد عودة الحريري عن الاستقالة؟
الإجابة عن هذا السؤال لا تزال غامضة، خصوصاً أنّ هناك تأكيدات أنّ الرياض وافقت على مضض على بيان «النأي النفس» واعتبرته غيرَ كاف، لكنها نتيجة تداخلات معها قرّرت إعطاء «فترة سماح» لترى كيف سيكون التزامُ «حزب الله» به.
أما عن حدث لقاء الحريري ـ باسيل في باريس، فهناك تسريباتٌ توضح أنّ نتائجَه كانت ايجابية على غير مستوى، خصوصاً في جانبها المتعلّق بإرساء رؤية أبعد أثراً من مجرد تلبية متطلبات وتحدّيات هذه المرحلة. ويصف بعض المصادر هذه النتائج بأنها ذات سمة استراتيجية، إذ حدّدت مستقبل تعاونهما في شأن قضايا تتعدّى المرحلة الراهنة وتحدّياتها لتطاولَ مرحلة ما هو مقبل على لبنان من فرص خلال السنوات المقبلة.
يبقى من المهم الاشارة في هذا المجال الى أنّ «حزب الله» من جهته، يرى أنّ المعركة ضده التي بدأت ببيان استقالة الحريري انتهى الجزءُ اللبناني منها، ولكنّ الجزءَ السعودي لا يزال مستمراً، وقد تكون له تتمّات ساخنة في المرحلة المقبلة في حال فشلت شراكة القاهرة ـ باريس في فرملة اندفاعته.
 
خبير عسكري : إذا توقفت عملية ترسيم الحدود...

أحدث الأخبار

لافروف يكشف تفاصيل المفاوضات بين بوتين وشي جين بينج
19:00 19.05.2024
حمدوك وعبد الواحد نور يوقعان إعلاناً يدعو لوقف الحرب في السودان
18:00 19.05.2024
حالة رئيس الوزراء السلوفاكي تقترب من التوقعات الإيجابية
17:30 19.05.2024
تواصل أعمال الشغب في كاليدونيا الجديدة
17:00 19.05.2024
انسحاب البعثة العسكرية الأوروبية من مالي
16:00 19.05.2024
النمسا ستستأنف تمويل الأونروا
15:00 19.05.2024
الحزب الشيوعي الفيتنامي يختار تاو لام ليصبح رئيسا جديدا للبلاد
14:00 19.05.2024
الأونروا عدم فتح المعابر ينذر باستمرار الظروف الكارثية في غزة
13:00 19.05.2024
مئات الآلاف أجبروا على الفرار من رفح
12:00 19.05.2024
عشرات القتلى في فيضانات جديدة ضربت أفغانستان
11:00 19.05.2024
4.4 مليار دولار فائض الميزان التجاري لسلطنة عمان بنهاية فبراير
10:00 19.05.2024
إسطنبول تستضيف قمة تركية عربية اقتصادية في يونيو
09:00 19.05.2024
كتائب القسام تعلن قتلها 15 جندياً إسرائيلياً شرق رفح
15:00 18.05.2024
جنوب إفريقيا نرفض الاتهامات الإسرائيلية للمؤسسات الأممية
14:00 18.05.2024
أرمينيا تؤكد التزامها بالسلام الدائم والمستقر في القوقاز
13:00 18.05.2024
تشاد تحديات عديدة أمام ديبي بعد انتخابه رئيسا للبلاد
12:00 18.05.2024
بوتين يسعى إلى تعاون أكبر في مجال الطاقة مع الصين
11:00 18.05.2024
المركزي التركي يتوقع تراجع التضخم وسعر الصرف
10:00 18.05.2024
أردوغان يصدر عفواً صحياً عن جنرالات انقلاب 28 فبراير
09:00 18.05.2024
نضال سليم : سبب مشكلة الجفاف العالمية هي زيادة الطلب علي المياه
17:33 17.05.2024
ماذا يحدث في جنوب القوقاز؟
17:00 17.05.2024
خبير سياسي : الاتحاد الأوروبي يسعي إلي السيطرة علي المنطقة
16:00 17.05.2024
خبير سياسي : "الغرب يستخدم أرمينيا ضد روسيا"
13:00 17.05.2024
رئيس الوزراء السنغالي ينتقد تواجد القواعد العسكرية في بلاده
12:00 17.05.2024
كاليدونيا الجديدة... طوارئ ومطالب بالاستقلال عن فرنسا
11:46 17.05.2024
صندوق النقد يتوقع نمو الاقتصاد العراقي 1.4 % في 2024 و5.3 % في 2025
11:30 17.05.2024
روسيا والصين تعملان معاً من أجل خلق نظام عالمي عادل
11:15 17.05.2024
حماس ترحب بإعلان قمة البحرين وتوجه دعوة للدول العربية
11:00 17.05.2024
بطريرك القدس للاتين يزور مدينة غزة
10:45 17.05.2024
الهند المعارضة تتهم مودي بإصدار تصريحات تشهّر بالمسلمين
09:30 17.05.2024
الرئيس الموريتاني السابق يغادر السجن لتقديم ملف ترشحه للرئاسية
09:15 17.05.2024
مصر ترفض مقترحاً إسرائيلياً حول معبر رفح
09:00 17.05.2024
دبي تعتمد استراتيجية جودة الحياة في الإمارة
18:00 16.05.2024
ما تأثير الأحداث الجارية في جنوب القوقاز علي أذربيجان؟
17:26 16.05.2024
خبير سياسي : الإتحاد الأوروبي لن يساعد أرمينيا
16:00 16.05.2024
خبير سياسي : الغرب يسعي إشعال حرب بين جورجيا وروسيا
15:59 16.05.2024
انطلاق "قمة المناخ والمياه" في جامعة أضا
انطلاق "قمة المناخ والمياه" في جامعة أضا
14:52 16.05.2024
ما تأثير الأحداث الجارية في دول الجوار علي أذربيجان؟ أومود ميرزايف يجيب
13:52 16.05.2024
فيسبوك تحذف منشورات عن لقاء رئيس وزراء ماليزيا وإسماعيل هنية
12:45 16.05.2024
فرنسا تنشر الجيش لضمان أمن مرافئ ومطار كاليدونيا الجديدة
12:30 16.05.2024
جميع الأخبار