افتتاح السفارة الأمريكية في القدس زاد "صفقة القرن" تفاقماً فقط صور

تحليلات 19:50 22.05.2018

آنار صادقوف، العالم السياسي الروسي، والخبير في شئون القوقاز والشرق الأوسط، الدكتوراه في التاريخ ، حصرياً ليوميات أوراسيا

زاد اعتراف الرئيس الأميركي دونالد ترامب بالقدس عاصمة موحدة لإسرائيل ونقل السفارة الأمريكية إليها  الوضع تفاقماً، مما دفع الآلاف من الفلسطينيين للاحتجاج وأدى إلى رفض قيادة الحكم الذاتي لمقترحات واشنطن الجديدة بشأن التسوية .

وجاء في البيان الكتابي الصادر عن رئيس بعثة منظمة التحرير في واشنطن السفير حسام زملط أن نقل السفارة الأميركية إلى القدس "يحيي" الصراع الديني بين الإسرائيليين والفلسطينيين. كانت فلسطين في هذا اليوم الاكثر دموية منذ الحرب على غزة في عام 2014. قتل الجيش الاسرائيلي 65 وجرح 2700 من المحتجين، ومن يوم 30 مارس، عندما اندلعت مظاهرات منتظمة في إطار مسيرة العودة المكرسة للذكرى السنوية ال70 لطرد الفلسطينيين من أراضيهم الأصلية، مما أسفرت عن مقتل 117 وإصابة أكثر من 12 ألف شخص.

وكما جرت التظاهرات الحاشدة  لدعم الفلسطينيين في المناطق الأردنية المتاخمة للضفة الغربية المحتلة، والتي حضرها العديد من السياسيين المعروفين في البلد الذي من إجمالي عدد سكانه ب9.5 مليون نسمة، حوالي 70 % من أصل فلسطيني.

Картинки по запросу посольство сша в иерусалиме беспорядки

ووقت تاريخ افتتاح سفارة الولايات المتحدة في القدس للاحتفال بالذكرى ال70 لإقامة إسرائيل، مما أدى إلى نزوح 700 ألف شخص من بين 1.2 مليون من العرب فلسطينيين الذين كانوا مقيمين في ذلك الوقت في فلسطين. وقال ديفيد بن غوريون، مؤسس إسرائيل: "أنا أؤيد التهجير القسري ولا أرى أي شيء غير أخلاقي فيه". في الواقع ، تم إنشاء إسرائيل في ما يقارب ب78 % من أراضي فلسطين التاريخية من خلال إحراق أو تدمير أكثر من 400 قرية عربية. ومنذ ذلك الحين، لم يسمح للاجئين الفلسطينيين بالعودة إلى ديارهم. ترى الدولة اليهودية أنه من المستحيل العودة من حيث المبدأ ، لأنها قد تؤدي إلى تغير الوضع الديموغرافي في البلاد بشكل ملحوظ.

Картинки по запросу посольство сша в иерусалиме

 ونتيجة لحرب الأيام الستة في عام 1967، ضمت إسرائيل القدس الشرقية، وبالتالي فرضت السيطرة التامة على المدينة، ولكن الأمم المتحدة، وكذلك الغالبية العظمى من المجتمع الدولي لم تعترف بالسيادة الإسرائيلية رسميا على الجزء الشرقي من القدس، دعا القرار 242 الصادر عن مجلس الأمن للأمم المتحدة في 22 نوفمبر 1967 تل أبيب إلى سحب قواتها من الأراضي المحتلة، وهذا ما لم يتم تنفيذه. وعلاوة على ذلك، في 30  يوليو 1980، أعلنت إسرائيل القدس "عاصمة موحدة لها"، في حين رفض مجلس الأمن الدولي بحق الدولة اليهودية في القدس الشرقية، ودعا البلاد - الدول الأعضاء في الأمم المتحدة إلى سحب تمثيلها الدبلوماسي من مدينة (القرار 478 من 20 أغسطس 1980). حتى الآن، لم تكن هناك سفارات أجنبية في القدس، على الرغم من وجود قنصليات في بعض الدول هناك. أعلن فلسطين الجزء الشرقي من المدينة عاصمة له في إطار البيان عن استقلاله في 15 نوفمبر 1988 والذي أقر كالقانون من قبل المجلس التشريعي الفلسطيني  في 2 أكتوبر 1997 والقانون الأساسي لدولة فلسطين والمعتمد في 29 مايو 2002، ولكن السلطات الفلسطينية لم تنقل جهاتها الحكومية إلى القدس الشرقية وأنها ظلت موجودة في رام الله.

من بداية المواجهة العسكرية في عام 1948، تتابع اسرائيل باستمرار سياسة تهجير الفلسطينيين من القدس والضفة الغربية، تقوم بتوطين مستوطنيها في الأراضي المجردة من سكانها الأصليين. دمرت القوات المسلحة الاسرائيلية 39 قرية حول القدس في عام 1948 وأجبرت حوالي 198.000 فلسطيني على ترك منازلهم . كما هدمت في عام 1967 حوالي 5000  منزلاً للفلسطينيين في القدس الشرقية، وتهجير نحو 70 ألفا من الفلسطينيين إلى الخارج و حرمانهم من حق العودة. أعلن وزير البناء والاستيطان الإسرائيلي  يواف غالانت في 24  ديسمبر2017 عن خطط لبناء 300 منزلاً جديدة في القدس الشرقية، تحت عنوان "الإسكان في أرض القدس الموحدة - عاصمة إسرائيل". ومن المقرر زيادة عدد المستوطنين في القدس الشرقية والضفة الغربية ب1 مليون شخص في فترة قصيرة من الزمن.

تجاهل إسرائيل اعتراضات من المنظمات الدولية الرئيسية لحقوق الإنسان، وتواصل  سياستها في هدم منازل الفلسطينيين تحت ذرائع مختلفة، وبالتالي تجرد هذه الأراضي من سكانها لتوطين المستوطنين فيها.

20 малоизвестных фактов из истории Израиля

تفترض خطة السلام لترامب والتي وصفها هو بنفسه ك"صفقة القرن"، إقامة عاصمة فلسطينية مستقبلية في أراضي أربعة أحياء عربية في القدس الشرقية، والتي سببت رد الفعل المؤلم للغاية في تل أبيب. ووفقاً لصحيفة "جيروزاليم بوست" تم نقل هذا الاقتراح إلى وزير الدفاع الإسرائيلي أفيغدور ليبرمان خلال زيارته لواشنطن. من المفترض أن يتم الإعلان عن تفاصيل خطة ترامب بحلول نهاية شهر يونيو بعد نهاية شهر رمضان المبارك. أكد ممثلو السلطة الفلسطينية أن أبو ديس، وهي ضاحية من ضواحي القدس الشرقية ضمن المنطقة "ب" ، قد اقترحت كعاصمة فلسطينية مستقبلية، لكن هذا غير مقبول بالفعل للفلسطينيين أنفسهم. وعلاوة على ذلك ، فإن اعتراف ترامب بالقدس كعاصمة موحدة لإسرائيل يعرض عملية السلام بأكملها للخطر، وبعد إعلان هذا القرار، قال محمود عباس إنه سيرفض أي اقتراح قدمه الأمريكيون، رغم الضغوط التي تأتي من واشنطن والرياض.

وقال وزير شؤون القدس زئيف إلكين إن إسرائيل تستبعد إمكانية التوصل إلى تسوية سلمية للصراع مع الفلسطينيين، إن لم تكن القدس عاصمة للدولة اليهودية،

في هذا الوقت انقسمت المدينة إلى ثلاثة قطاعات التي تشكل 60% من الأراضي، وتسيطر إسرائيل بموجب تصنيف "C" عليها عسكرياً وإدارياً، وكذلك على 93% من مواردها المائية، والأهم من كل ذلك، قد تنص خطة ترامب  على نقل هذه المنطقة بالكامل أو جزء كبير منها تحت سيادة الدولة اليهودية، و ستبقى لدى3 ملايين فلسطيني مساحة صغيرة بموارد محدودة.

قال نتنياهو، بدوره، إنه يجب على إسرائيل أن تحتفظ بالسيطرة على الأمن في الأراضي الفلسطينية في إطار أي اتفاق السلام. من الواضح أن الدولة اليهودية انتهكت جميع المعايير الدولية وقرارات مجلس الأمن الدولي والاتفاقات التي تم التوصل إليها في وقت سابق.

Картинки по запросу нетаньяху о палестине

يثير موقف  بعض الدول العربية استغراباً حيث أنها تدعي رسمياً عن رفضها لقرار دونالد ترامب حول الاعتراف بالقدس عاصمة لإسرائيل ونقل السفارة الأميركية إليها، في الواقع،  تجري المفاوضات السرية مع تل أبيب، وتبرز استعدادها لإهمال القيم والمصالح الإسلامية المشتركة. يعود هذا الموقف في المقام الأول للمملكة العربية السعودية والإمارات العربية المتحدة ، اللتين انضمت إليهما مصر والبحرين، اللذان أرسلا وفديهما في ذروة الاحتجاجات الفلسطينية في ديسمبر 2017 إلى إسرائيل، وصرح وزير خارجية المملكة الصغيرة في الخليج خالد بن أحمد آل خليفة، في حسابه على تويتر، أنه ما يجري في القدس هو "قضية جانبية مقارنة مع النضال ضد إيران الفاشي." يبدو أن هذا البيان يعبر عن الرأي الجماعي للبلدان العربية المذكورة أعلاه.

لا يزال قطاع غزة في محاصرة منذ 11 عاما من قبل إسرائيل ومصر، ويعاني القطاع من مشاكل كبيرة في الكهرباء والماء، فإن معدل البطالة حوالي 40%، يسكن مليونان من الناس في مساحة صغيرة، و80% منهم هم لاجون مشردون من قبل إسرائيل. مطلب إسرائيل بنزع سلاح حماس غير مقبول، لأن هذا التظيم العسكري السياسي لن يقبل ذلك أبداً. وعلاوة على ذلك، فإن الرئيس الحالي للسلطة الفلسطينية، محمود عباس، لديه شعبية منخفض، وإذا أجريت الانتخابات في الأيام القريبة، وعلى الأرجح سيفوز رئيس الكتلة السياسية لحماس إسماعيل هنية فيها، ليس في غزة فقط، بل في الضفة الغربية، والقدس الشرقية.   

Картинки по запросу махмуд аббас

استأنفت ايران تعاونها مع حماس وتنظيم حركة "الجهاد الإسلامي"،  والذي توقف في وقت سابق بسبب دعمهما للمعارضة السورية، وفقاً لصحيفة "الشرق الاوسط" السعودية، تمنح إيران 100 مليون دولار لهما سنويا. وقال مستشار وزير الخارجية لجمهورية  الإسلامية  الإيرانية حسين شيخ الإسلام أن دعم طهران للحركة الفلسطينية قرار استراتيجي ولا عودة عنه، مضيفاً: "إن الهدف من إيران هو تعزيز محور المقاومة في الأراضي الفلسطينية وسوريا في مواجهة محور الولايات المتحدة وإسرائيل ". بدوره، قال المتحدث باسم حماس في طهران خالد القدومي: "إيران هي الحليف الذي أيد الفلسطينيين خلال سنوات عديدة في المجالات العسكرية والسياسية والدبلوماسية والمالية"، مشيراً إلى أن قرار دونالد ترامب يؤدي إلى زيادة التوتر في الشرق الأوسط.

وبالنظر إلى أن حزب الله اللبناني يزيد قدراتها العسكرية بمساعدة إيران حيث أطلق مؤخراً صواريخه على مرتفعات الجولان المحتلة في سوريا، وفاز في الانتخابات الأخيرة في برلمان البلاد، بعد أن تلقى دعم السكان، يزيد عزمه على مواجهة عسكرية محتملة مع الدولة العبرية، وأكد زعيم التنظيم حسن نصر الله عليه مراراً ، فإن قرار دونالد ترامب حول الاعتراف بالقدس عاصمة موحدة لإسرائيل ونقل السفارة الأمريكية إليها، يؤدي إلى تفاقم الوضع، وتأجيل عملية السلام واعادة تكثيف العمليات العسكرية ضد إسرائيل.

 

 

خبير عسكري : إذا توقفت عملية ترسيم الحدود...

أحدث الأخبار

خبير سياسي : "الغرب يستخدم أرمينيا ضد روسيا"
13:00 17.05.2024
رئيس الوزراء السنغالي ينتقد تواجد القواعد العسكرية في بلاده
12:00 17.05.2024
كاليدونيا الجديدة... طوارئ ومطالب بالاستقلال عن فرنسا
11:46 17.05.2024
صندوق النقد يتوقع نمو الاقتصاد العراقي 1.4 % في 2024 و5.3 % في 2025
11:30 17.05.2024
روسيا والصين تعملان معاً من أجل خلق نظام عالمي عادل
11:15 17.05.2024
حماس ترحب بإعلان قمة البحرين وتوجه دعوة للدول العربية
11:00 17.05.2024
بطريرك القدس للاتين يزور مدينة غزة
10:45 17.05.2024
الهند المعارضة تتهم مودي بإصدار تصريحات تشهّر بالمسلمين
09:30 17.05.2024
الرئيس الموريتاني السابق يغادر السجن لتقديم ملف ترشحه للرئاسية
09:15 17.05.2024
مصر ترفض مقترحاً إسرائيلياً حول معبر رفح
09:00 17.05.2024
دبي تعتمد استراتيجية جودة الحياة في الإمارة
18:00 16.05.2024
ما تأثير الأحداث الجارية في جنوب القوقاز علي أذربيجان؟
17:26 16.05.2024
خبير سياسي : الإتحاد الأوروبي لن يساعد أرمينيا
16:00 16.05.2024
خبير سياسي : الغرب يسعي إشعال حرب بين جورجيا وروسيا
15:59 16.05.2024
انطلاق "قمة المناخ والمياه" في جامعة أضا
انطلاق "قمة المناخ والمياه" في جامعة أضا
14:52 16.05.2024
ما تأثير الأحداث الجارية في دول الجوار علي أذربيجان؟ أومود ميرزايف يجيب
13:52 16.05.2024
فيسبوك تحذف منشورات عن لقاء رئيس وزراء ماليزيا وإسماعيل هنية
12:45 16.05.2024
فرنسا تنشر الجيش لضمان أمن مرافئ ومطار كاليدونيا الجديدة
12:30 16.05.2024
مخيمات غزة تعاني ظروفاً مهينة للإنسانية
12:15 16.05.2024
مصر تتسلم 14 مليار دولار من الإمارات قيمة الدفعة الثانية من صفقة رأس الحكمة
12:00 16.05.2024
مقتل 12 جندياً إسرائيلياً في عملية بمخيم جباليا
11:45 16.05.2024
طهران تعلن تسوية نصف القضايا العالقة مع الذرية الدولية
11:30 16.05.2024
زيلينسكي يلغي زيارته لأسبانيا والبرتغال بسبب تدهور الوضع في خاركيف
11:15 16.05.2024
فارض اسماعيل زاده: مشكلة المياه واحدة من أخطر المشاكل في أذربيجان
10:53 16.05.2024
الهند تقلّل من أهمية عقوبات واشنطن إثر اتفاقها لتطوير ميناء تشابهار الإيراني
10:30 16.05.2024
أردوغان إسرائيل قد تضع عينها على الأناضول بعد غزة
10:15 16.05.2024
العالم عند مفترق طرق
10:00 16.05.2024
الرئيس الفرنسي يعلن حالة الطورائ في كاليدونيا الجديدة
09:45 16.05.2024
الحكومة التركية تبذل قصارى جهدها لخفض معدل التضخم
09:30 16.05.2024
إطلاق نار على رئيس وزراء سلوفاكيا ونقله إلى المستشفى
09:15 16.05.2024
أردوغان يتهم حركة جولن بتدبير محاولة انقلاب جديدة
09:00 16.05.2024
الأمم المتحدة تفتح تحقيقاً بمقتل أول موظف دولي في رفح
17:30 15.05.2024
خبير عسكري : إذا توقفت عملية ترسيم الحدود...
16:45 15.05.2024
علييف : فرنسا تربك المجتمع الدولي
16:00 15.05.2024
خبير سياسي : أرمينيا لن تنضم للاتحاد الأوروبي
15:00 15.05.2024
بوريل: عملية رفح ستؤثر بقوة على علاقات أوروبا مع إسرائيل
14:00 15.05.2024
طائرة ترامب تتعرض لحادث في فلوريدا
13:00 15.05.2024
هل منطقة جنوب القوقاز علي مشارف حرب أوكرانية ثانية؟
12:19 15.05.2024
تحذيرات إسرائيلية من انسحاب مصر من الوساطة في مفاوضات غزة
12:00 15.05.2024
بوتين العلاقات التجارية والاقتصادية بين روسيا والصين تتطور بسرعة
11:30 15.05.2024
جميع الأخبار