أمين سر "فتح" بالقاهرة لـ"سبوتنيك": قرارات ترامب كانت "وعد بلفور" جديد ضد الفلسطينيين

تحليلات 14:00 04.11.2018

بالتزامن مع الذكرى رقم 101 لوعد بلفور الشهير، وأيضا بالتزامن مع فتح كثير من الملفات الشائكة لدى الفلسطينيين، بداية من ملف المصالحة الذي يتجدد حاليا، وكذلك الأزمة الكبيرة بين الفلسطينيين وأمريكا، بعد قرارات ترامب المجحفة، بداية من نقل السفارة ووصولا إلى إنكار حق العودة، كان لـ"سبوتنيك" لقاء مع الدكتور محمد غريب، أمين سر حركة فتح الفلسطينية بالقاهرة.

الدكتور محمد غريب، كشف لـ"سبوتنيك" الأسباب الحقيقية وراء تعطيل ملف المصالحة حتى الآن، ووضع توصيفات دقيقة لما أسماه "المنغصات"، راسما الطريقة المثلى لتحقيق المصالحة والمصلحة معا، كما تحدث عن الأزمة بين فلسطين والولايات المتحدة.. إلى نص الحوار:

سبوتنيك: دعنا نبدأ من ملف المصالحة الفلسطينية… ما الذي تم في هذا الملف حتى الأن؟ وما هو الدور الذي تلعبه كأمين سر حركة فتح في مصر التي ترعى المصالحة؟

المصالحة الفلسطينية لها أولوية كبيرة، ليس فقط لدى حركة فتح، ولكن لدى معظم الفصائل الفلسطينية، وهذا هو ما نؤكد عليه للأخوة في مصر التي ترعى ملف المصالحة، خاصة في ظل الظروف القاسية التي يتعرض لها المشروع الوطني الفلسطيني، القائم على مبدأ الاستقلال وإقامة دولة فلسطينية عاصمتها القدس الشريف.

ومصر تحاول بقدر المستطاع وتبذل جهودا كبيرة لرفع المعاناة عن الشعب الفلسطيني، ودعم الشعب الفلسطيني في كل المجالات. وحركة فتح من ناحيتها أعطت موافقة لمصر منذ أيام، لتطبيق اتفاقية المصالحة الموقعة في أكتوبر/ تشرين الأول 2017، والتي تمت أيضا برعاية مصرية، وقامت في الأساس على اتفاق المصالحة في إبريل/ نيسان 2011، والتي تنص بالأساس على تمكين حكومة الوفاق الوطني، المشكلة حاليا بموافقة كافة الفصائل الفلسطينية، بما فيها حركة حماس، من أداء دورها كاملا في قطاع غزة.

وبالنسبة للحكومة فهي مطلوب منها العمل في عدة اتجاهات، تحتاج إلى تمكين، هناك ملف الموظفين، ومن الملفات الشائكة أيضا إعادة بناء الأجهزة الأمنية والاستعانة بذوي الاختصاص.

نحن معنيون بإنهاء هذا الانقسام الأن وليس لاحقا، لأنه يشكل رافعة كبيرة لتحقيق المشروع الوطني الفلسطيني وتكريس الوحدة الفلسطينية، التي تعد مصدر قوة للشعب الفلسطيني، الذي تعرض لظروف قاسية بعد قرارات ترامب المجحفة والظالمة ضد القضية الفلسطينية، والتي تقف ضد كثير من القرارات والمشروعات الدولية التي أقرت بحق اللاجئين وأن القدس الشرقية عاصمة للدولة الفلسطينية.

ونطالب الأخوة في حماس أن يبادروا بإعلان تأييدهم لاتفاقية أكتوبر/ تشرين الأول، وتمكين حكومة الوفاق بشكل كامل، وفي تقديري لابد أن نبدأ تطبيق المصالحة بشكل كامل دون منغصات، فالبنود التالية سيكون من السهل التعامل معها، لأن هذا سيكون مؤشرا جيدا أننا نجحنا، وبعدها سيكون سهل أن نبدأ في الأمور الأخرى.

سبوتنيك: هلا أوضحت لنا ما تقصده بـ"المنغصات" فيما يتعلق بالمصالحة… ما هي الأمثلة عليها؟

 

كمثال.. اتفاق أكتوبر/ تشرين الأول 2017، الذي تم في القاهرة برعاية مصرية، بدأت حكومة الوفاق الوطني بالنزول لغزة لممارسة عملها، ففوجئنا أن هناك محاولة اغتيال لرئيس الوزراء ولمدير المخابرات، وهذه المحاولة تمت في مناطق تقع تحت النفوذ والسيطرة الأمنية لحركة حماس كاملا، وهذا مؤشر.

المؤشر الأخر أن معظم القائمين على إدارة القطاع من قبل حماس، ظلوا يديرون القطاع في وجود الوزراء. فعندما يأتي الوزير من الضفة أو أي مكان، لن يأتي معه 300 مساعد مثلا، هناك مساعدون من حماس ومن غيرها لابد أن يلتحقوا بأعمالهم، ولكن لم يتم منح أي وزراء فرصة لترتيب أوضاعهم، ولكن فوجئنا أنهم جعلوا من الحكومة مجرد حبر على ورق، ولم تمارس حقها في كل المجالات، فالوزير لن يجلس على كرسيه فقط، بل هناك مالية وجباية وغيرها من الأمور.

سبوتنيك: هل يمكن أن نتوقع إتمام ملف المصالحة في وقت قريب… خلال العام الجاري أو المقبل؟

أنا أتمنى كما قلت أن يكون إنجاز ملف المصالحة الآن قبل غدا، فمصر لا تزال تبذل جهدا كبيرا جدا إلى اليوم، وستظل تبذل جهدا كبيرا، على أعلى مستوى، برعاية مباشرة وتوجيهات من الرئيس عبدالفتاح السيسي، وبالتالي نقول نتمنى من الغد.

ولكن هناك تحفظات لدى حركة حماس، وهذه التحفظات لا مكان لها، فمثلا لابد من إنجاز ملف الموظفين الأن، أو ملف الجباية، ولكن أنا أرى أنه علينا أن نتجاوز هذه الأمور حاليا ونبدأ بملف التمكين، كتمهيد لبناء جسور الثقة، وعندما تبنى جسور الثقة بين طرفين، بالتأكيد سيكون هذا دافعا لإنجاح المحاولات التالية.

سبوتنيك: شاهدنا للمرة الأولى تحفظا من جانب حركة حماس، وإدانة لهجوم بالصواريخ ضد إسرائيل… في أي إطار ترى هذه التصريحات؟

أنا أتعجب من مثل هذه التصريحات، التي أعتبرها غير موفقة ولا تخدم المشروع الوطني الفلسطيني، بل على العكس هي تخدم المحتل، وتعطيه ذرائع لممارسة المزيد من العنف، والمزيد من الإجحاف والإساءة للشعب الفلسطيني، وأيضا هي توتير للأجواء، فلماذا نحاول الآن أن نتيح أجواء للمصالحة؟ فالمصالحة تحتاج للهدوء. وأنا أرى أن هذه التصريحات توتر أجواء المصالحة.

وأنا أرى أن من حقنا وحق الشعب الفلسطيني علينا، أن نطالب حركة حماس بالتوقف عن إطلاق أي تصريحات غير مدروسة ولا تخدم إلا تعكير وتوتير أجواء المصالحة والوحدة الوطنية، وتخدم المشروع الإسرائيلي.

سبوتنيك: إلى أي مدى وصلت حالة التوتر بين الفلسطينيين والولايات المتحدة الأمريكية؟

 

ببساطة شديدة، دعني أقول إن الموضوع ليس توترا، بقدر ما هو موضوع إحقاق لحق، وشرعية وقرارات دولية، أمريكا يفترض — ودعنا نركز على كلمة يفترض- أنها الراعي الأول والرئيسي لعملية السلام، وهي طرحت نفسها على هذا الأساس، وهذا ما حدث من الحكومة والإدارات الأمريكية السابقة، التي كانت تحاول أن تلعب دور الراعي، وتحاول بقدر المستطاع أن تظهر نفسها كراع نزيه إلى حد ما.

ما حدث أنها مؤخرا — بعد تولي دونالد ترامب — وإعلانه المشؤوم أن القدس عاصمة لإسرائيل، ونقل سفارته، ومحاولة إلغاء حق العودة، وتسطيح قضية اللاجئين، وأيضا محاولة إفشال وإنهاء عمل "الأونروا"، التي تخدم في مجالين مهمين هما التعليم والصحة، كلها أمور من شأنها أن توتر العلاقات.

الشعب الفلسطيني يكتفي بنحو 21% من أراضي فلسطين التاريخية، ليقيم عليها دولته، وهذا أقل من ما أقره مشروع التقسيم الذي وافقت عليه الأمم المتحدة عام 1947، أي أننا نرتضي بدولة على حدود 1967، وحتى هذه الدولة الصغيرة تحاول إسرائيل وأمريكا أن تمنع ولادتها، وهذا ببساطة كان موضوعا لا يقل خطوة عن وعد بلفور، الذي منح من لا يملك ما لا يستحق، فعلى أي أساس تمنح القدس لإسرائيل، وهي عربية منذ آلاف السنين.

سبوتنيك: بالحديث عن وعد بلفور ونحن الآن في ذكراه الـ 101… لماذا لم تعتذر بريطانيا عن هذا الوعد حتى الآن؟

هذا السؤال يطرح نفسه كثيرا، خاصة أن بريطانيا سبق لها أن اعتذرت عن واقعتين في القرن التاسع عشر، الأولى هي المجاعة في أيرلندا، وأزمة العبيد، حيث اعتذروا عما حدث في الواقعتين.

أما بلفور فقد منح ما لا يملكه لمن لا يستحقه، وهب وطنا عمره آلاف السنين للإسرائيليين، فما حدث من مئات المجازر بأيدي العصابات الصهيونية التي دعمتها بريطانيا بالمال والسلاح، كل ذلك يجعل الدماء في رقبة بريطانيا، بالإضافة إلى وطن كامل تم تهجيره.

 أجرى الحوار: أحمد بدر

 

 

 

 
 

 

 
خبير عسكري : إذا توقفت عملية ترسيم الحدود...

أحدث الأخبار

خبير سياسي : "الغرب يستخدم أرمينيا ضد روسيا"
13:00 17.05.2024
رئيس الوزراء السنغالي ينتقد تواجد القواعد العسكرية في بلاده
12:00 17.05.2024
كاليدونيا الجديدة... طوارئ ومطالب بالاستقلال عن فرنسا
11:46 17.05.2024
صندوق النقد يتوقع نمو الاقتصاد العراقي 1.4 % في 2024 و5.3 % في 2025
11:30 17.05.2024
روسيا والصين تعملان معاً من أجل خلق نظام عالمي عادل
11:15 17.05.2024
حماس ترحب بإعلان قمة البحرين وتوجه دعوة للدول العربية
11:00 17.05.2024
بطريرك القدس للاتين يزور مدينة غزة
10:45 17.05.2024
الهند المعارضة تتهم مودي بإصدار تصريحات تشهّر بالمسلمين
09:30 17.05.2024
الرئيس الموريتاني السابق يغادر السجن لتقديم ملف ترشحه للرئاسية
09:15 17.05.2024
مصر ترفض مقترحاً إسرائيلياً حول معبر رفح
09:00 17.05.2024
دبي تعتمد استراتيجية جودة الحياة في الإمارة
18:00 16.05.2024
ما تأثير الأحداث الجارية في جنوب القوقاز علي أذربيجان؟
17:26 16.05.2024
خبير سياسي : الإتحاد الأوروبي لن يساعد أرمينيا
16:00 16.05.2024
خبير سياسي : الغرب يسعي إشعال حرب بين جورجيا وروسيا
15:59 16.05.2024
انطلاق "قمة المناخ والمياه" في جامعة أضا
انطلاق "قمة المناخ والمياه" في جامعة أضا
14:52 16.05.2024
ما تأثير الأحداث الجارية في دول الجوار علي أذربيجان؟ أومود ميرزايف يجيب
13:52 16.05.2024
فيسبوك تحذف منشورات عن لقاء رئيس وزراء ماليزيا وإسماعيل هنية
12:45 16.05.2024
فرنسا تنشر الجيش لضمان أمن مرافئ ومطار كاليدونيا الجديدة
12:30 16.05.2024
مخيمات غزة تعاني ظروفاً مهينة للإنسانية
12:15 16.05.2024
مصر تتسلم 14 مليار دولار من الإمارات قيمة الدفعة الثانية من صفقة رأس الحكمة
12:00 16.05.2024
مقتل 12 جندياً إسرائيلياً في عملية بمخيم جباليا
11:45 16.05.2024
طهران تعلن تسوية نصف القضايا العالقة مع الذرية الدولية
11:30 16.05.2024
زيلينسكي يلغي زيارته لأسبانيا والبرتغال بسبب تدهور الوضع في خاركيف
11:15 16.05.2024
فارض اسماعيل زاده: مشكلة المياه واحدة من أخطر المشاكل في أذربيجان
10:53 16.05.2024
الهند تقلّل من أهمية عقوبات واشنطن إثر اتفاقها لتطوير ميناء تشابهار الإيراني
10:30 16.05.2024
أردوغان إسرائيل قد تضع عينها على الأناضول بعد غزة
10:15 16.05.2024
العالم عند مفترق طرق
10:00 16.05.2024
الرئيس الفرنسي يعلن حالة الطورائ في كاليدونيا الجديدة
09:45 16.05.2024
الحكومة التركية تبذل قصارى جهدها لخفض معدل التضخم
09:30 16.05.2024
إطلاق نار على رئيس وزراء سلوفاكيا ونقله إلى المستشفى
09:15 16.05.2024
أردوغان يتهم حركة جولن بتدبير محاولة انقلاب جديدة
09:00 16.05.2024
الأمم المتحدة تفتح تحقيقاً بمقتل أول موظف دولي في رفح
17:30 15.05.2024
خبير عسكري : إذا توقفت عملية ترسيم الحدود...
16:45 15.05.2024
علييف : فرنسا تربك المجتمع الدولي
16:00 15.05.2024
خبير سياسي : أرمينيا لن تنضم للاتحاد الأوروبي
15:00 15.05.2024
بوريل: عملية رفح ستؤثر بقوة على علاقات أوروبا مع إسرائيل
14:00 15.05.2024
طائرة ترامب تتعرض لحادث في فلوريدا
13:00 15.05.2024
هل منطقة جنوب القوقاز علي مشارف حرب أوكرانية ثانية؟
12:19 15.05.2024
تحذيرات إسرائيلية من انسحاب مصر من الوساطة في مفاوضات غزة
12:00 15.05.2024
بوتين العلاقات التجارية والاقتصادية بين روسيا والصين تتطور بسرعة
11:30 15.05.2024
جميع الأخبار