ورشة "المنامة" وصفقة القرن.. البدء بالشق الاقتصادي لتغييب السياسي

لا يزال الشق الاقتصادي من خطة السلام الأمريكية "صفقة القرن" هو الأكثر وضوحا في أحاديث المسؤولين الأمريكيين الذين يركزون على هذا الجانب في مقابل تركيز عربي، مصري وأردني خاصة، على الشق السياسي الذي لم يعلن عنه بعد

تحليلات 12:00 02.06.2019

لا يزال الشق الاقتصادي من خطة السلام الأمريكية "صفقة القرن" هو الأكثر وضوحا في أحاديث المسؤولين الأمريكيين الذين يركزون على هذا الجانب في مقابل تركيز عربي، مصري وأردني خاصة، على الشق السياسي الذي لم يعلن عنه بعد.

وخلال جولة "جاريد كوشنر"، مستشار الرئيس الأمريكي وصهره، في المنطقة، في فبراير/شباط الماضي، اطلع قادة الدول التي شملتها الجولة (الإمارات وسلطنة عُمان والبحرين وقطر والسعودية وتركيا) على الجانب الاقتصادي من المبادرة دون التطرق إلى ملفات حساسة تتعلق بالوضع النهائي للقدس، أو الإجابة على السؤال الأهم فيما إذا كانت "الصفقة" ستؤدي إلى قيام دولة فلسطينية مستقلة عاصمتها القدس الشرقية.

تلتزم الدول العربية بالدعوة لإقامة دولة فلسطينية عاصمتها القدس الشرقية انسجاما مع مبادرة السلام العربية التي تبنتها الدول العربية في قمة بيروت عام 2002، وهي المبادرة التي طرحها ملك السعودية السابق "عبد الله بن عبد العزيز آل سعود".

مقايضة مسار المال والتنمية الاقتصادية للفلسطينيين وتشجيع الاستثمار في الأراضي الفلسطينية، بالمسار السياسي هو العنوان الأبرز لخطة السلام الامريكية بدءا من البحرين المقرر لها استضافة مؤتمرا اقتصاديا خلال الأسبوع الأخير من يونيو/حزيران المقبل ستشارك فيه أوساط أعمال إقليمية ودولية، إضافة إلى وزراء خارجية ومالية ومسؤولين من بعض الدول.

"السلام من اجل الازدهار" هو عنوان المؤتمر أو الورشة الاقتصادية الدولية "ورشة المنامة" التي سيلتقي فيها يومي 25 و26 يونيو/حزيران المقبل ممثلو حكومات وقادة اعمال ومنظمات مجتمع مدني للمساعدة في الشروع بالجانب الاقتصادي من خطة السلام الامريكية "صفقة القرن" التي اوكل الرئيس الأمريكي "دونالد ترامب" مهمة رسمها والاشراف على تنفيذها للمستشار في البيت الأبيض "جاريد كوشنر" والمبعوث الخاص "جيسون غرينبلات" والسفير الأمريكي في إسرائيل "ديفيد فريدمان".

من المقرر أن يشارك في ورشة "المنامة" عدد من رجال الأعمال والمستثمرين من الدول العربية ومختلف أنحاء العالم، بالإضافة إلى عدد من وزراء المالية، حيث سيستعرضون الأفكار والفرص الاستثمارية في المنطقة.

وستناقش الورشة إمكانات النمو الاقتصادي الكامنة، وتنمية رأس المال البشري، وإيجاد بيئة الاستثمار المحفزة في المنطقة بشكل عام، وفي فلسطين بشكل خاص.

وتهدف ورشة "المنامة" التشجيع على الاستثمار في الأراضي الفلسطينية وحشد الدعم الإقليمي والدولي لمزيد من الاستثمارات الاقتصادية المحتملة التي يمكن أن توفرها خطة السلام المنتظر الإعلان عنها هذا الصيف.

تعتقد الإدارة الامريكية أنّ الفلسطينيين سيشعرون بالرضا عن استثمارات وحوافز اقتصادية تنتشلهم من الواقع الاجتماعي والاقتصادي المتراجع كبديل "مفترض" عن الدولة المستقلة التي يطالب بها الفلسطينيون كشرط لأي مفاوضات سلام دائم مع الإسرائيليين.

وتتضمن خطة السلام في شقها الاقتصادي "المعلن" مساعدة الفلسطينيين على تعزيز اقتصادهم وتوفير مستقبل أفضل للفلسطينيين، بينما يتضمن الشق السياسي "غير المعلن" ما يتعلق بالقضايا الجوهرية مثل حق العودة والمستوطنات والوضع النهائي للقدس وقضايا أخرى تفضل الإدارة الامريكية تأجيل البت بها ومناقشتها في المرحلة الراهنة.

تعتقد البحرين أنّ استضافتها لهذا المؤتمر بالشراكة مع الولايات المتحدة تاتي في سياق السعي لتعزيز المصالح الفلسطينية والحاجة إلى "مناقشة الاستراتيجيات وحشد الدعم للاستثمارات والمبادرات الاقتصادية المحتملة التي يمكن تحقيقها من خلال اتفاقية السلام".

وتندرج استضافة البحرين لورشة "السلام من أجل الازدهار" ضمن "نهجها المتواصل والداعم للجهود الرامية لتمكين الشعب الفلسطيني من النهوض بقدراته وتعزيز موارده لتحقيق تطلعاته المشروعة"، وهو الهدف الوحيد للبحرين التي ليس لها "أي هدف آخر من استضافة هذه الورشة".

ووفقا للوكالة البحرينية الرسمية فإنّ إقامة هذه الورشة الاقتصادية "تعد فرصة محورية لاجتماع قادة الحكومات ومؤسسات المجتمع المدني وقطاع الأعمال، لتبادل الأفكار والرؤى، ومناقشة الاستراتيجيات، لتحفيز الاستثمارات والمبادرات الاقتصادية الممكنة مع تحقيق السلام في المنطقة".

وتتمسك البحرين، وفق بيان لوزير خارجيتها "خالد بن أحمد" في 21 أيار/ مايو، بموقفها "الرسمي والشعبي الذي كان وسيظل ثابتا ومناصرا للشعب الفلسطيني في استعادة حقوقه المشروعة في أرضه وإقامة دولته المستقلة وعاصمتها القدس الشرقية ودعم اقتصاد الشعب الفلسطيني في كل موجب دولي وثنائي".

وفي حين لم تصدر مواقف رسمية لعدد كبير من الدول العربية، نقلت وسائل إعلام إسرائيلية اعتزام وزير المالية الإسرائيلي "موشيه كحلون" حضور المؤتمر.

وأعلنت المملكة العربية السعودية، رسميا تلبيتها دعوة البحرين للمشاركة في ورشة عمل بعنوان "السلام من أجل الازدهار" التي تنظمها مملكة البحرين بالشراكة مع الولايات المتحدة يومي 25 و26 يونيو/ حزيران القادم.

وستشارك السعودية بوفد يرأسه وزير الاقتصاد والتخطيط "محمد بن مزيد التويجري"، حسب وكالة الأنباء السعودية التي قالت أنّ مشاركة الوزير تأتي استمرارا لمواقف المملكة العربية السعودية الثابتة والداعمة للشعب الفلسطيني الشقيق، ولما يحقق له الاستقرار والنمو والعيش الكريم، ويحقق آماله وطموحاته، وبما يعود على المنطقة بشكل عام بالأمن والاستقرار والرخاء". 

كما أعلنت دولة الإمارات رسميا ترحيبها بالإعلان عن ورشة "المنامة" مؤكدة مشاركتها من منطلق وقوفها "مع كافة الجهود الدولية الرامية إلى ازدهار المنطقة وتعزيز فرص النمو الاقتصادي، والتخفيف من الظروف الصعبة التي يعيشها الكثير من أبناء المنطقة خاصة أبناء الشعب الفلسطيني".

وتؤكد الإمارات على موقفها السياسي الثابت "بإقامة دولة فلسطينية مستقلة عاصمتها القدس الشرقية".

بصرف النظر عن الدول التي ستشارك في مؤتمر المنامة الاقتصادي "السلام من أجل الازدهار"، يواجه المؤتمر حراكا عربيا رافضا لعقده أو المشاركة فيه.

الخميس الماضي، استضافت العاصمة الأردنية لقاءات جمعت العاهل الأردني برئيس السلطة الفلسطينية ولقاءا ثلاثيا ضمهما إلى جانب الرئيس العراقي لتأكيد مركزية القضية الفلسطينية كرأس أولويات السياسة الأردنية التي تشدد على وضع كل إمكانات الأردن تحت تصرف الفلسطينيين لتحقيق حقوقهم "المشروعة والعادلة" في إقامة دولة فلسطينية مستقلة على حدود ما قبل يونيو/ حزيران 1967 وعاصمتها القدس الشرقية، وهو جوهر مبادرة السلام العربية لعام 2002 التي ترفضها إسرائيل.

وعلى لسان أكثر من مسؤول فلسطيني، أعلنت السلطة الفلسطينية أنّها ستقاطع المؤتمر الاقتصادي "ورشة المنامة"، وهو "موقف فلسطيني جماعي، من الرئيس محمود عباس واللجنة التنفيذية لمنظمة التحرير الفلسطينية إلى جميع الحركات والفصائل السياسية الفلسطينية والشخصيات الوطنية والقطاع الخاص والمجتمع المدني".

ويتمسك الفلسطينيون بثوابت مبادرة السلام العربية لعام 2002 التي تنص على إقامة دولة فلسطينية مستقلة على حدود الرابع من يونيو/ حزيران 1967 وعاصمتها القدس الشرقية استنادا إلى قرارات مجلس الأمن الدولي التي لا تعترف باحتلال إسرائيل لمدينة القدس عام 1967 ولا بقرار ضمها إليها عام 1981. 

وتؤكد السلطة الفلسطينية أنّها "لم تلزم أي شخص بالتفاوض نيابة عنها" في حين يجب على "المعنيين والذين يرغبون خدمة الشعب الفلسطيني احترام الموقف الجماعي" لهم الرافض لمثل هذه المؤتمرات مع التشديد على أنّ "إمكانات فلسطين الاقتصادية الكاملة لا يمكن تحقيقها إلا بإنّهاء الاحتلال الإسرائيلي، واحترام القانون الدولي وقرارات الأمم المتحدة".

ويحذر الفلسطينيون بشكل متكرر منذ إعلان الرئيس الأمريكي القدس عاصمة لإسرائيل من أنّ الإدارة الامريكية تحاول شراء مواقفهم السياسية باستثمارات كبيرة مقابل تجميد مطالبتهم بإقامة دولة مستقلة.

وترفض السلطة الفلسطينية الاستجابة لأي دعوات أمريكية تتعلق بملف السلام من رؤية لها تفيد بانحياز الإدارة الامريكية لصالح إسرائيل.

وإذا كانت ورشة "المنامة" الاقتصادية هي الخطوة العملية الأولى لخطة السلام الامريكية فإنّ غياب الشق السياسي وتقديم الشق الاقتصادي مع غياب كامل للسلطة الفلسطينية المخولة بالحديث عن مصالح الشعب الفلسطيني يعني أنّ ورشة كهذه لن تكون خطوة على طريق السلام العادل الذي لن يتحقق دون نيل الشعب الفلسطيني كامل حقوقه المشروعة في إقامة دولته المستقلة.

خبير عسكري : إذا توقفت عملية ترسيم الحدود...

أحدث الأخبار

خبير سياسي : "الغرب يستخدم أرمينيا ضد روسيا"
13:00 17.05.2024
رئيس الوزراء السنغالي ينتقد تواجد القواعد العسكرية في بلاده
12:00 17.05.2024
كاليدونيا الجديدة... طوارئ ومطالب بالاستقلال عن فرنسا
11:46 17.05.2024
صندوق النقد يتوقع نمو الاقتصاد العراقي 1.4 % في 2024 و5.3 % في 2025
11:30 17.05.2024
روسيا والصين تعملان معاً من أجل خلق نظام عالمي عادل
11:15 17.05.2024
حماس ترحب بإعلان قمة البحرين وتوجه دعوة للدول العربية
11:00 17.05.2024
بطريرك القدس للاتين يزور مدينة غزة
10:45 17.05.2024
الهند المعارضة تتهم مودي بإصدار تصريحات تشهّر بالمسلمين
09:30 17.05.2024
الرئيس الموريتاني السابق يغادر السجن لتقديم ملف ترشحه للرئاسية
09:15 17.05.2024
مصر ترفض مقترحاً إسرائيلياً حول معبر رفح
09:00 17.05.2024
دبي تعتمد استراتيجية جودة الحياة في الإمارة
18:00 16.05.2024
ما تأثير الأحداث الجارية في جنوب القوقاز علي أذربيجان؟
17:26 16.05.2024
خبير سياسي : الإتحاد الأوروبي لن يساعد أرمينيا
16:00 16.05.2024
خبير سياسي : الغرب يسعي إشعال حرب بين جورجيا وروسيا
15:59 16.05.2024
انطلاق "قمة المناخ والمياه" في جامعة أضا
انطلاق "قمة المناخ والمياه" في جامعة أضا
14:52 16.05.2024
ما تأثير الأحداث الجارية في دول الجوار علي أذربيجان؟ أومود ميرزايف يجيب
13:52 16.05.2024
فيسبوك تحذف منشورات عن لقاء رئيس وزراء ماليزيا وإسماعيل هنية
12:45 16.05.2024
فرنسا تنشر الجيش لضمان أمن مرافئ ومطار كاليدونيا الجديدة
12:30 16.05.2024
مخيمات غزة تعاني ظروفاً مهينة للإنسانية
12:15 16.05.2024
مصر تتسلم 14 مليار دولار من الإمارات قيمة الدفعة الثانية من صفقة رأس الحكمة
12:00 16.05.2024
مقتل 12 جندياً إسرائيلياً في عملية بمخيم جباليا
11:45 16.05.2024
طهران تعلن تسوية نصف القضايا العالقة مع الذرية الدولية
11:30 16.05.2024
زيلينسكي يلغي زيارته لأسبانيا والبرتغال بسبب تدهور الوضع في خاركيف
11:15 16.05.2024
فارض اسماعيل زاده: مشكلة المياه واحدة من أخطر المشاكل في أذربيجان
10:53 16.05.2024
الهند تقلّل من أهمية عقوبات واشنطن إثر اتفاقها لتطوير ميناء تشابهار الإيراني
10:30 16.05.2024
أردوغان إسرائيل قد تضع عينها على الأناضول بعد غزة
10:15 16.05.2024
العالم عند مفترق طرق
10:00 16.05.2024
الرئيس الفرنسي يعلن حالة الطورائ في كاليدونيا الجديدة
09:45 16.05.2024
الحكومة التركية تبذل قصارى جهدها لخفض معدل التضخم
09:30 16.05.2024
إطلاق نار على رئيس وزراء سلوفاكيا ونقله إلى المستشفى
09:15 16.05.2024
أردوغان يتهم حركة جولن بتدبير محاولة انقلاب جديدة
09:00 16.05.2024
الأمم المتحدة تفتح تحقيقاً بمقتل أول موظف دولي في رفح
17:30 15.05.2024
خبير عسكري : إذا توقفت عملية ترسيم الحدود...
16:45 15.05.2024
علييف : فرنسا تربك المجتمع الدولي
16:00 15.05.2024
خبير سياسي : أرمينيا لن تنضم للاتحاد الأوروبي
15:00 15.05.2024
بوريل: عملية رفح ستؤثر بقوة على علاقات أوروبا مع إسرائيل
14:00 15.05.2024
طائرة ترامب تتعرض لحادث في فلوريدا
13:00 15.05.2024
هل منطقة جنوب القوقاز علي مشارف حرب أوكرانية ثانية؟
12:19 15.05.2024
تحذيرات إسرائيلية من انسحاب مصر من الوساطة في مفاوضات غزة
12:00 15.05.2024
بوتين العلاقات التجارية والاقتصادية بين روسيا والصين تتطور بسرعة
11:30 15.05.2024
جميع الأخبار