نزل الصحفي العسكري الليتواني، عضو اتحاد الصحفيين الليتوانيين ريتشارد لابيتيس ضيفاً على رئيس مؤسسة أوراسيا الدولية للصحافة (IEPF) أومود ميرزوييف في باكو.
يعود تاريخ صداقتهما إلى سنوات محن الحرب واحتلال قاره باغ الجبلية و7 مناطق أخرى لأذربيجان من قبل الأرمن ووقوع مأساة خوجالي. اجتاز الصحفي ريتشارد لابيتيس جمبع فترات حرب قاره باغ من 1992 إلى 1994 وزار الجبهة أكثر من مرة. ويواصل ريتشارد لابيتيس زياراته في يومنا هذا إلى مناطق المواجهة قرب الأراضي الأذربيجانية المحتلة ويساعد النازحين. منح الصحفي بشهادة " للشجاعة والموضوعية في تغطية وقائع حرب قاره باغ الجبلية". ويعتبر ريتشارد لابيتيس بطلاً رئيسياً في فيلم " الممر بلا نهاية" الوثائقي.
أجرت Eurasia Diary الحوار مع ريتشارداس لابيتيس مستفيدة من هذه الفرصة. تجدر الإشارة إلى أن ريتشارد هو أيضاً ممثل مؤسسة أوراسيا الدولية للصحافة في ليتوانيا.
- أتيت إلى قاره باغ عام 1992 طوعاً. أنت واحد من القلائل الذين التقوا قائد مفرزة التخريب عباد حسينوف الذي قاتل الغزاة وعمل مفرزته. لقد رأيت الكثير بحيث يمكنك تأليف رواية عن أذربيجان. لكن بشكل عام، ماذا تعني لك أذربيجان؟
- بالنسبة لي، أصبحت أذربيجان عزيزة علي من عام 1992. استقرت روحي هنا. أذربيجان بالنسبة لي هي دم ولحم. هي الأرض والناس وأفكارهم. عندما أرى أذربيجانياً، أنظر إلى عينيه. أنا أفهم مشاعره عندما هو سعيد أو حزين. عندما يقول الأذربيجاني لي أن وطنه قد فقد سبع مناطق، أفهمه جيداً. باختصار، أذربيجان ليست مجرد شعور بالنسبة لي. هذا شيء أكثر. بالنسبة لي من الأيام الأولى كان كل شيء هنا مثيراً للاهتمام. سافرت إلى أذربيجان دون أي اعتماد ودون أي مساعدة. وصلت في قطار عادي إلى بارده، ومن هنا ركبت سيارات على طريق. وصلت إلى أغدام ليلاً. لم أتمكن من العثور على الفندق حيث أقيم، وكان في كل مكان متضلرون من الحرب. نمت على الأرض في المسجد، كان في محيطي الكثير من الناس الذين نجوا من المأساة. كانت ليلة رهيبة، لكن ما حدث في اليوم التالي كان أسوأ. رأيت أول جثثث الناس الأبرياء. منذ ذلك الحين، أصبحت رجلاً لقاره باغ. انظر الي، أتصور نفسي واحداً منكم. عمري 51 سنة. لدي رغبة في البقاء هنا والعيش لعدة سنوات. هنا الهالة الخاصة والهواء الخاص. تمكن الناس الرائعين من بناء دولتهم باقتصاد ناجح في وقت يقع فيه جزء من أذربيجان تحت الاحتلال.
- هل يمكنني أن أطرح لك سؤالاً: بينك وبين أومود ميرزاييف علاقات جيدة. ما الذي يربطك بمؤسسة أوراسيا الدولية للصحافة؟
- هناك الكثير من العمل المثير للاهتمام مع جيل الشباب. و قصتي مع المؤسسة وأومود معلم طويلة جدا. ويمكن القول، أنها تشمل على بضعة عقود. لم يكن أحد يعرفنا - نحن الصحفيين الليتوانيين في عام 1992. وإننا لم نكن نعرف كيف نغطي الحرب. ساعدنا أومود معلم في اعتماد الاتجاه الصحيح. إذن لصداقتنا مع أومود مرزييف والمؤسسة لها منابع. أصبحت هذه المؤسسة بيتاً ثانياً لي. في الآونة الأخيرة، أقيم الحدث بخصوص خوجالي في جنوب ليتوانيا. اتصلت مع أومود معلم بصدده. مع العلم أنه كان محملاً بالعمل، لم أكن أتصور أنه سيتخلى عن كل شيء ويأتي إلى ليتوانيا ليلقي خطاباً في الحدث. أعتقد أن المؤسسة هي المقر الرئيسي لكثير من الصحفيين. هذه المنظمة تختلف اختلافاً كبيراً عن غيرها. ربما لأن رئيس المؤسسة لا يعرف عما وقع في خوجالي وفي قاره باغ من أقوال الآخرين. لا أعرف ما إذا كان أومود معلم يريد ذلك أم لا، لكنني سأقول إن صديقي كان يمكن أن يصبح رجلًا ثريًا أو كاتبًا وشاعراً. لكنه اختار طريقاً مختلفاً وصعباً لكن نبيلاً. بالنسبة له، فإن الهدف الرئيسي في الحياة هو تحرير وطن الأم قاره باغ العزيزة. ومع هذا لا ينسى أصدقاءه. إذا وقعت معي واقعة، فأنا أعلم أن صديقي سيبحث عن أي طرق ليساعدني. عندما دقت الحرب على باب ليتوانيا، أرسل إلينا صحفياً منه لجمع المعلومات وكتابة الحقيقة. إنه يساعد الناس في موسكو وفي سانكت بطرسبرج. لا أعتقد أننا ندور حول قاره باغ وحدها. نقوم بشيء أكثر من هذا. شكراً لوالدي أمود معلم على تربيته بشكل صحيح. انه ينقل رؤيته للعالم إلى الشباب. وهذا مهم جداً في أوقاتنا الصعبة، عندما ابتعد الشباب من السياسة ويعيشون حياتهم الخاصة.
-يحلو لي أن أصغي إلى مثل هذه الردود المتحمسة. يحس المرء أنها ليست بكلمات فارغة، فهي تأتي من أعماق القلب. لكن لدي سؤال: كيف تتصور تعاونك مع Eurasia Press؟ ما هي المشاريع التي يمكننا تنفيذها مع ليتوانيا؟ على سبيل المثال، متابعة المشروع حول فاره باغ، أوزبكستان؟
- نعمل في إنتاج فيلم يدعى "القبور المعرضة لإطلاق النار عليها". رأيت في قاره باغ الكثير من هذه المشاهد على القبور. هذا تبدو مخيفة. لم يرحم الغزاة حتى الموتى. ثم سنقدم الفيلم في ليتوانيا. ولكن هذا يطلب العمل الدؤوب. نحن بحاجة إلى التفكير في كيفية إخراج فيلم عن طلبة أذربيجان وليتوانيا. عما يفكر الشباب وما يريدون تحقيقه. ماذا تعني الكلمات مثل قاره باغ والوطن الأم وليتوانيا وأذربيجان بالنسبة لهم؟ يجب أن نتطلع إلى المستقبل. العالم يمضي قدماً. بقيت أرمينيا فقط في العصور الوسطى. من الضروري اليوم فتح الصفحات من الذاكرة كثقافة وتراث تاريخي ونقلها إلى أذهان الشباب. وأنهم سيعيشون من بعدنا ومن المهم بالنسبة لنا أن نعرف اليوم كيف ستكون اتجاهات حياتهم. أنا مهتم بتطلعات الناس الذين يعيشون من منطقة فضولي إلى كازاخ. إذا تم اختياري ضمن مجموعة من الأشخاص يحملون لافتة لحفظ السلام إلى هذه المنطقة، فعندئذ أطلب إيفادي إلى هناك. لقد فعلت الكثير هناك في التسعينيات، لكن ليس كل شيء. أريد أن أنهي. رأيت في تارتر أن الأطفال في المدرسة في فصل الرسم كانوا جميعهم تقريباً يرسمون مشاهد الحرب. وكل ذلك لأنهم لا يعرفون الآخر. في مأساة هذا الطفل، عندما يكبر الأطفال بسرعة. يجب أن يروا العالم من الجانب الآخر أيضاً.
- تنظم مؤسستنا الدولية مسابقة "كيف يرى الأطفال المستقبل؟" هذا مشروع مثير للاهتمام. تحدثت عن اللطف. دعونا نحاول إبراز رؤية الأطفال لعالم اليوم وإثارة أحلامهم. وأنت، عما تريد أن تكتب؟
- مفاجأة! أنا، ليتواني، أجد نفسي في موقف صعب. يبدو لي أنني في الموقف القتالي الذي رأيته في الحرب. يا شباب! يربط بيننا التاريخ! في عام 1920، كان شاعرنا ميكفيتشيوس يحكي حكايات شرقية. في الأيام المظلمة من يناير الأسود، كان الليتوانيون هنا مرة أخرى. وعندنا في ليتوانيا، وقف الأذربيجانيون في صفوف المدافعين عن الحرية. يبدو لي أنني أحس بروح الأذربيجانيين. فأنا ذئب، لكنني في أحسن الأحوال. اجتمعنا اليوم لفتح ساحة التماس للمجتمعات الأذربيجانية والأرمنية. كنا نحتاج إلى جهود كبيرة للقيام بذلك. خلال السنوات الماضية، لم تتمكن منظمة الأمن والتعاون في أوروبا ومجموعة مينسك من فعل أي شيء. نحتاج إلى مشاريع جديدة وخطط حقيقية جديدة، حيث سيتم تحديد المواعيد النهائية بدقة لترك المحتلين منطقة الصراع في قاره باغ. وستساعدك ليتوانيا في هذا. في شخصي ترى ليتوانيا ... أنت سألت ماذا سأكتب. سأكتب كتاب. أبدأ من كاراباخ ... وسأبدأ بهذا... أتذكر تلك الليلة من عام 1992 ...
أجرى الحوار شهرت بارلاس
Shukhrat Barlas
الترجمة: د. ذاكر قاسموف
Zakir Qasımov