تحدث الوالي عرفان بلكان أغلو عن محاولة الانقلاب في تركيا بتاريخ 15 يوليو وآثارها على الوضع السياسي للبلاد وكذلك، القدرات الاقتصادية لولاية أوردو وإمكانياتها السياحية.
يقدم موقع Eurasia Diary التحليلي الإخباري نص المقابلة
أوميد ميرزاييف: انطبع تاريخ 15 يوليو في الذاكرة كيوم رهيب لمحاولة تحقيق الانقلاب في تركيا. كيف تذكر ذلك اليوم؟ هل كان في الإمكان ألا يقع هذا الحادث؟ ما هو هدف اللذين أرادوا إثارة الشغب في تركيا؟
عرفان بلكان أغلو: يعتبر يوم 15 يوليو معاب لا يحمى في تاريخ تركيا. لأنه في الدولة الديمقراطية يتم انتخاب السلطة عن طريق الانتخابات. وعند انتهاء مدة صلاحياتها يحضر الشعب صنادق الانتخاب والذي وصل إلى الحكم بالانتخابات يتركها أيضاً بالانتخابات. ولكن هناك في تركيا ما يسمى ب"عادة" منذ فترة طويلة. إذ قلنا بالعبارة التركية "ترفع العسكرية طناجر" أي يريدون الاستيلاء إلى الحكم بسبب ما. كما يدل لنا التاريخ أن الجيش كله في هذه الحالة يؤيد الحملة ونحن نسميه ب"ضربة". وأما محاولة الانقلاب يوم 15 يوليو فأنها كانت موجهة على الشعب التركي والجيش التركي على حد سواء. لم تكن أغلبية القيادة العسكرية التركية على علم بهذه الحملة وكانوا ضد محاولة الانقلاب أيضاً. بالبساطة، حاولت عصابة داخل الجيش التركي الاستيلاء إلى قيادة الجيش وكذلك الاستيلاء إلى الحكومة وفي النهاية الاستيلاء إلى جمهورية تركيا برمتها. بفضل الفكر السليم وذكاء الرئيس التركي والشعب التركي وكذلك بعون الله تعالى لم يتمكن قطاع الطرق هؤلاء من تحقيق خطتهم. وجه الرئيس النداء إلى الشعب وخرج الناس إلى الشوارع ووقفوا أمام الدبابات والمدافع. وقام بهذا العمل عشرات ألاف من الناس . وأنهم استولوا على الدبابات واضطر قطاع الطرق إلى التراجع. واعتقل رجال الشرطة هؤلاء القراصنة وساعد الشعب للشرطة في هذا. وفشلت محاولة الانقلاب.
وأنهم سيتمثلون أمام العدالة. ولكن شاهدنا مشاهد مرة أيضاً من خلال هذه الأحداث. هناك الشهداء من أبناء الوطن. تصوروا، الأسلحة التي تم شراؤها لمكافحة العدو الخارجي بأموال الشعب وجهت ضد الشعب نفسه في ذلك اليوم. أطلق النار على الناس الأبرياء وقصف مبنى البرلمان بالمدفعية وهاجموا رجال الشرطة وقصفوا مراكز الشرطة. أستشهد 52 رجلاً للشرطة وعموماً لدينا حوالي 250 شهيد و1500-2000 جريح.
كانت النتيجة معقدة لنا. وانطبع هذا الحادث في الذاكرة كحادث مر بفضل الدعم الشعبي وإقدام الحكومة. ولكن طالما لم تنته المخاطر والتهديدات والشعب والحكومة متيقظان.
أوميد ميرزاييف: مضت 24 يوماً من تلك الأحداث. واليوم كل في تركيا صغاراً وكباراً كلهم واقفون على قدم وساق في الميادين. هل المخاطر لا تزال قائمة؟ لمن موجهة هذه الرسائل في الميادين؟
عرفان بلكان أغلو: هؤلاء القراصنة ذئاب في جلد الخروف وتمكنوا من الاختفاء. ويعود السبب الأساسي لترقيهم في سلم سلطات الدولة إلى هذا. ولا يزال الخطر قائماً وبيننا ذيولهم. طالما لم يتم العثور على كل واحد منهم ولم يتم تصفيتهم لم ينته التهديد والخطر. لأنه أقرب صديق لك أو حارس لك قد يكون خائناً. وقد يعتدي عليك بدل حمايتك أو يعتقلك. وقد يقوم بهذا أقرب إنسان لك أو عضو لعائلتك.
أوميد ميرزاييف: إذا نجح الانقلاب وأنجزت خطتهم ماذا سيحدث؟ كيف يمكن تصف ما يجري في المنطقة؟
عرفان بلكانأغلو: حولنا العديد من الدول التي تنعدم فيها الأنظمة والقوانين. إحداها سوريا التي تجري فيها الحرب الأهلية. والأوضاع في العراق وأفغانستان وليبيا لم تختلف عما في سوريا. تصور، قد تتحول تركيا إلى إحدى من هذه الدول. المواجهات المسلحة والاصطدامات بين الجيش والشرطة وحرب الشوارع قد تؤدي إلى الحرب الأهلية بكلمة واحدة. وقد يحاول "بي كا كا" الاستفادة من هذه التطورات لزيادة عدد الأعمال الإرهابية وتقسيم البلاد. وكانت تركيا منذ عهد السلاجفة والعثمانيين تساعد الشعوب المضطهدة وبينهم إلى جانب المسلمين المسحيون واليهود الهاربون من إسبانيا. هناك في إسطنبول منطقة اسمها "بولونيزكوي". ويسكنها الهاربوم من الثورة في بولاندا وقد احتضننا اللاجئين من روسيا البيضاء أيضاً. التجأ بلادنا قبلهم الشراكسة والتاتار والشيشان. وحالياً هناك أكثر من مليونين نازح سوري وإننا نعتني بهم. مع أنكم ترون معاملة النازحين السوريين في أوروبا ويكاد أن يطلقوا النيران عليهم في خط الحدود! تصوروا، ماذا قد يحدث إذا وقعت تركيا في الشغب؟ في الواقعة، كان يأتي أي إرهابي مسلح ليطلب من المسئول المنتخب شرعياً أن يترك منصبه. لذلك أنهم يخوفون الحكومة ويعتدون عليها بسلاح. ولا يجوز حدوث مثل هذه الحالات في عصرنا الحديث. إذا نجت تركيا، هذا يعني نجت المنطقة كلها.
أوميد ميرزاييف: احتمل أصدقاء تركيا أيضاً مثل تركيا نفسها بالتجربة المعقدة. كيف يؤثر ما جرى من الأحداث على علاقات تركيا مع شركائها الإستراتيجيين؟
عرفان بلكان أغلو: الصديق في الضيق. دائما نتعهد بعضنا للبعض أننا سندعمكم في الضيق. دعمتنا بعض الدول الصديقة في محاربة الجماعات الإرهابية. ولكن لم نر هذا الدعم المطلوب من بعض الدول التي نسميها بأصدقاء إستراتيجيين. وكان من المهم هو أن نرى هذا الدعم في الأيام الصعبة لنا. وإرسال إشارات الدعم والصداقة بعد انتهاء الأزمة يدل على ضعف الصداقة. لم تتحمل أوربا التجربة المهمة لنا. ولكن هناك العديد من الدول التي دعمتنا. اتصلوا معنا. يعينهم الله!
أوميد ميرزاييف: عقد الاجتماع بين رئيس تركيا رجب طيب أردوغان والرئيس الروسي. من أي ضرورات ينطلق هذا الاجتماع؟ ماهي نتائج التقارب بين تركيا وروسيا للمنطقة؟ ماذا يمكن أن تقول في هذا الصدد؟
عرفان بلكان أغلو: قال فيلاسوف صيني معروف أنه إذا لديك خصم واحد هذا كثير و1000 صديق عندك قليل أيضاً. ليس لمصلحة تركيا أن تكون جانبها الدول غير الصديقة لها. وروسيا صديقتنا منذ السنوات العديدة وأنها شريكنا في جميع المجالات وشريكنا التجاري وتؤيد مشاريع تركيا الإستراتيجية. بين القيادة التركية والقيادة الروسية علاقات ودية قريبة وتحدث الاختلافات وعدم التفاهم حتى بين الشقيقين أيضاً. واختلفت مواقفنا مع وقوع الأزمة السورية. لأن سوريا جارتنا وانعدام الاستقرار هناك يؤثر علينا أيضاً بصورة مباشرة. مثلاً، اضطر أكثر من 3 ملايين نازح أن يلتجأ إلى تركيا. هناك في سوريا أبناء أمتنا أيضاً. ولذلك اضطررنا إلى التدخل في القضية. ولكن مع ذلك أبقت تركيا العلاقات الدبلوماسية مع روسيا حتى النهاية ووقع حادث غير مريح حيث تم إسقاط مقاتلة روسية وقتل طيارها. مع ذلك وبعد الأحداث الأخيرة، تبحث الحكومة في هذا الحادث أيضاً بصورة جدية.
تتبع...
ترجم من اللغة الأذربيجانية ذاكر قاسموف