في السابع من شهر آب الماضي، دخل قرابة خمسة الاف مسلح الى مجمع الكليات الحربية جنوب شرقي حلب، وسيطروا خلال ساعات قليلة على الكليات الثلاث، وهي على التوالي المدرسة الفنية الجوية، كلية التسليح والمدرسة المدفعية.
وبسيطرة المسلحين على مجمع الكليات تمكنوا من فتح طريق امداد بطول سبعمئة متر عند حي العامرية الملاصق لمدخل المدرسة الفنية الجوية والمحاذي أيضًا لكلية التسليح ومدخلها من جهة الشرق. لم يكن هذا الهجوم ليحصل في هذه المنطقة المنبسطة والمفتوحة في كثير من مساحاتها حقول رماية، لولا تمكن المسلحون من احتلال خان طومان قبلها بشهرين وتقدمهم الى قرية الخالصة في الجنوب الشرقي لحلب، على حدود الحاضر، وحصل هذا التقدم بعدما انتقلت قوات من الجيش السوري كانت مرابطة في المنطقة الى طريق اثريا الرقا، نتيجة ضغوط روسية، بعدما تقدمت المفاوضات الروسية الامريكية، في نقطتين:
1. محاربة داعش
2. قبول امريكا بوضع جبهة النصرة على لائحة المنظمات الارهابية التي سوف يتم قصفها في سوريا.
استغلت جبهة فتح الشام (النصرة سابقا) وحركة نور الدين زنكي وحركة صقور الشام، الوضع وتقدمت باتجاه خان طومان فأصبحت احياء حلب التي تحت سيطرة المسلحين موصولة بالخارج عبر خط بفرعين الاول في الملاح والكاستيلو والثاني خان طومان ادلب، قبل ان يسيطر الجيش السوري على طريق الكاستيلو ومزارع الملاح ويطبق الحصار على مسلحي حلب
وتشكل هذه الكليات مركزًا مهما للمستودعات ومقرات خلفية للجيش وحلفائه، وللتشكيلات العسكرية السورية العاملة في حلب.
الهجوم الذي استخدم فيه انغماسيون وعمليات انتحارية وصواريخ تاو الامريكية الموجهة ، حشد له من كل انحاء الشمال السوري ( انظر مقالتي العهد بتاريخ 9 اب الماضي) وشارك فيه خمسة الاف مسلح بدأو منذ اللحظة الاولى عميلة تثبيت مواقع لهم داخل الكليات وحفر الانفاق والخنادق البرميلية التي تمكنهم من الاحتماء من الغارات الجوية، بنفس الوقت ربطوا الاحياء المحاصرة بالعامرية، قبل ان يبدأ الجيش السوري وحلفاؤه عملية تجميع للقوات في المنطقة، التي اطلق فيها الهجوم المضاد على دفعات وبشكل بقع ومربعات، وكانت اول عمليات التقدم تلك التي حصلت في العامرية وتحديدا في كتل الابنية التي تطل على الكليات، حيث أصبح خط امداد المسلحين في الكليات مكشوفا حسب قول مصدر ميداني في المعارضة ما اضطرهم لاستعمال خط بديل طويل بالمسافة والمشي سبعة كيلومترات للوصول الى نقاط المرابطة مضيفا اصبحنا نخسر مقاتلين على الطريق بسبب القصف المتواصل للجيش وبسبب اعمال القنص التي كانت تستنزفنا.
تزامنت هذه التطورات مع مباحثات امريكية روسية في جنيف على المستويين الدبلوماسي والعسكري، كانت موسكو خلاها تصدر اشارات التفاهم، على لسان دبلوماسييها. بينما كانت امريكا تشير الى اتفاق غير منجز، ما جعل الروس يستمرون في الضغط على حلفائهم لتهدئة الجبهات لانجاز الاتفاق الروسي الامريكي، كانت واشنطن تشعر بالغضب من التدخل العسكري التركي ضد الاكراد في سوريا بينما دعمت موسكو هذا الامر، وهنا كمن احد اسباب الخلاف.
ظهر للروسي ان الامريكي يكسب الوقت وان الاتفاق على وضع جبهة النصرة هدفا للقصف، كان اكثر ما قدمته واشنطن لموسكو التي ضغطت على حلفائها خلال الشهرين الماضيين ما مكَّن المسلحين من التقدم في محيط حلب، وداخلها وشكل الهجوم الواسع الذي شنته الجماعات المسلحة في ريف حماه الشمالي واوصلها الى مشارف جبل طيبة الامام عند مداخل مدينة حماه نقطة تحول ميداني عند الروسي، وقد اتى هذا الهجوم عشية انعقاد قمة العشرين الكبار في الصين، والتي كان مقررا ان يلتقي على هامشها الرئيس الروسي فلاديمير بوتين ونظيره الامريكي باراك اوباما لبحث اتمام التوافق في حلب، غير ان الهجوم في حماه ظهر انه تصعيد امريكي سعودي جديد دبلوماسيا وعسكريا.
على الصعيد الميداني، ما ان بدأت معركة حماه حتى انسحب كل قاطع حماه من الفصائل المسلحة المتواجدة في الكليات والتحقوا بمعركة حماه يقول المصدر الميداني المعارض ويشرح ان كلمة قاطع يستخدمها جيش الفتح وهي تعني مجموع الفصائل التي تنتمي الى منطقة واحدة ويضيف المصدر ان حوالي ثلاثة الاف مقاتل من قاطع حماه انسحبوا اواخر شهر اباب من حلب وهم يتبعون جيش فتح الشام ( النصرة سابقا) واحرار الشام وفيلق الرحمن فاصبحت نقاط الرباط ضعيفة، اضافة للاستنزاف الذي حل بنا كوننا خسرنا الالف مقاتل تقريبا بين قتيل وجريج خلال ايام الرباط.
نضال حمادة-العهد