إقالة وزراء في حكومة العبادي.. إضعاف حكومة وتقوية برلمان؟

تحليلات 21:05 22.09.2016

بعد استقالة وزير الداخلية، وسحب الثقة من وزير الدفاع، صوت البرلمان على سحب الثقة من وزير المالية هوشيار زيباري.

فقد صوت 158 نائبا بالموافقة على إقالة الوزير، فيما صوت 77 نائبا بالرفض، وتحفظ 14 نائبا على التصويت من مجموع 249 نائباً حضروا الجلسة التي تقرر أن يكون التصويت فيها سريا.

 وبإقالة زيباري، أصبحت ثلاث من الوزارات السيادية الأربع في حكومة حيدر العبادي بغير وزراء. وقد تلتحق وزارة الخارجية بالداخلية والدفاع والمالية، ليكون السيد إبراهيم الجعفري هو الوزير الرابع على قائمة الوزراء المقالين. وإذا كان هذا واردا، فإن العبادي وليس المالكي هو من سيكون الرابح من جولة الإقالات والاستقالات.

 وعلى الرغم من أن الأمر قد يكون سيفا ذا حدين. إذ قد يكون المالكي هو من يدير مشهد الإقالات المتتابعة ليضرب أكثر من عصفور بحجر واحد. وإقالة زيباري والعبيدي قد يَعدُّها بعضٌ ضربة للعبادي، لأنه أقال محمد سالم الغبان من منصبه وزيراً للداخلية بعد تفجير الكرادة.

 وتأتي إقالة العبيدي وزيباري، كما يرى بعضٌ، وسيلة للضغط عليه لتعيين بديل له من "منظمة بدر". وتعد إقالة زيباري من جهة اخرى، ضربة لأربيل ولعلاقة العبادي برئيس إقليم كردستان العراق مسعود بارزاني التي تحسنت اخيراً.

وإن صح ذلك، وبغداد وأربيل على أبواب تحرير نينوى، فقد يكون نوري المالكي، كما يشير مراقبون، يهدف من إقالة زيباري ومن قبله العبيدي، إلى إعاقة عجلة التقدم باتجاه تحرير نينوى، أو على الأقل الانتقام من خصومه في أربيل وبغداد، الذين حمَّلوه مسؤولية سقوط نينوى، وأبعدوه عن موقعه في رئاسة الوزراء ورئاسة الجمهورية.

 لكن ومع ذلك، فإن إقالة وزراء الوزارات السيادية على أبواب تحرير نينوى، قد يخدم العبادي كثيرا. إذ قد يفتح الطريق أمامه للإيفاء بوعده، الذي أعلنه في التاسع من فبراير/شباط الماضي، حين أعلن عن نيته القيام بتغيير جوهري عبر الخروج من المحاصصة السياسية وتشكيل حكومة تكنوقراط.

وإن حدث ذلك والتحقت الخارجية بالدفاع والمالية والداخلية، وتم تحييدها عن الأحزاب، حتى تتوفر فرصة وزراء تكنوقراط بعد حين، فإن العبادي سيتخلص ربما من داء الدولة العضال في حكومته، ويفتح الطريق أيضا لعراق فيدرالي واقعا ودستورا. خصوصا أن رياح معركة نينوى قد جرفت بطريقها أو تكاد العثرات بين بغداد وأربيل، وعاد العبادي من نيويورك بدعم مفتوح من المجتمع الدولي.

 من جانب آخر، فإن إقالة الوزراء قد تعيد إلى مجلس النواب دوره المفقود منذ 2006، كسلطة تشريعية ورقابية حقيقية وليست شكلية. إذ إن متابعين يؤكدون أن الحكومة تغولت على البرلمان في ولايتي المالكي من 2006-2014، واستمر الحال كذلك حتى جاءت الإقالات الأخيرة.

 وتعطلت العملية السياسية بتعطيل دور البرلمان الرقابي والتشريعي أيضا، حين سحبت منه الحكومة صلاحية اقتراح القوانين. وإذا صلح دور البرلمان، فإن العملية السياسية قد تستعيد عافيتها والعراق يقترب من عهد ما بعد "داعش".

 وسواء كانت الإقالات المتتالية للوزراء ستخدم المالكي أو العبادي أو البرلمان أو الحكومة، فإن للحدث أبعادا أعمق من ذلك بكثير. فالملفت أن سبب نجاح هذه الإقالات هو تفكك تحالفات العملية السياسية التقليدية التي تشكلت منذ 2005 إلى اليوم.

 وقد تكون إقالة هوشيار زيباري هي إعلان موت، بل وتشييع للتحالف الرباعي التقليدي، الذي تأسس في تموز 2007 إلى مثواه الأخير. و"التحالف الرباعي" كان عمود العملية السياسية، وقد تأسس من "حزب الدعوة" و"المجلس الأعلى الإسلامي" من جهة، و"الاتحاد الوطني" و"الحزب الديمقراطي الكردستاني" من جهة أخرى.

 كما أن إقالة زيباري، وهو من كبار قيادات "الحزب الديموقراطي الكردستاني"، ما كانت لتنجح لولا تصويت "الاتحاد الوطني الكردستاني" و"حركة التغيير" على سحب الثقة عنه. وهذا يعبر عن الشرخ الكبير في علاقة أحزاب التحالف الكردي بعضها مع بعض.

 كذلك، فإن نواب "المجلس الأعلى" قد صوتوا لمصلحة زيباري بعكس بقية نواب "التحالف الوطني". ومع وجود تنافس وتباين بين مكونات "التحالف الوطني"، فإن استجواب وإقالة إبراهيم الجعفري إن تمت، فقد تعمق الشرخ القائم بين أطراف "التحالف الوطني".

 وعلى الرغم من أن "تحالف القوى العراقية" قد صوت ضد إقالة زيباري، فإن زيباري اتهم رئيس البرلمان سليم الجبوري بالتواطؤ مع كتلة "دولة القانون" ضده خدمة للمالكي وضد أربيل والعبادي. وإن صح اتهام زيباري لسليم الجبوري، فإن هذا قد يشير إلى تقارب بين كتلة سليم الجبوري وكتلة "دولة القانون" في البرلمان العراقي وتباعد "ديالى هويتنا" عن كتلة "متحدون" ضمن "تحالف القوى العراقية". وخاصة أن إقالة العبيدي قد ضعضعت من تماسك "تحالف القوى العراقية"، إذ ما كانت لتتم لولا وجود تفكك داخل تحالف القوى. وقد باعدت إقالة العبيدي أكثر فأكثر بين أسامة النجيفي زعيم كتلة "متحدون"، وبين رئيس البرلمان سليم الجبوري، رئيس كتلة "ديالى هويتنا" ونائب الامين العام "للحزب الاسلامي". وهو تباعد بدأ منذ أن وقفت كتلة "الحزب الإسلامي" في مجلس محافظة نينوى وراء إقالة أثيل النجيفي، شقيق أسامة النجيفي، من منصب محافظ الموصل.

 وسواء كان شعار مكافحة الفساد الذي ترفعه الكتل التي تقف خلف الإقالات مرادا لذاته أو لغيره، وما لم تكن خلف الإقالات خطة لإضعاف البرلمان وضرب الحكومة وتخريب علاقة بغداد بأربيل، فإن الإقالات المتتالية قد فتحت الباب أمام تفكك تحالفات عراق 2003 التقليدية، والعراق على أبواب تحرير نينوى.

 وتفكك هذه التحالفات قد يفتح الباب لتطبيق الدستور الاتحادي، ويكون ضمانا وأمانا من أي تقسيم عرقي أو طائفي للعراق.

 وإذا عضد هذا التفكك، تحييد للوزارات السيادية عن تلك التحالفات أو الأحزاب، مع عودة البرلمان إلى دوره، وانتفاء دور فصائل "الحشد الشعبي" بعد رحيل "داعش"، فإن هذا قد يفتح الباب أمام روح جديدة وتحالفات قد تعيد الحياة إلى العملية السياسية وتفتح أمامها الطريق المسدود الذي وصلت اليه.

 عمر عبد الستار – بغداد

خبير عسكري : إذا توقفت عملية ترسيم الحدود...

أحدث الأخبار

رئيس الوزراء السنغالي ينتقد تواجد القواعد العسكرية في بلاده
12:00 17.05.2024
كاليدونيا الجديدة... طوارئ ومطالب بالاستقلال عن فرنسا
11:46 17.05.2024
صندوق النقد يتوقع نمو الاقتصاد العراقي 1.4 % في 2024 و5.3 % في 2025
11:30 17.05.2024
روسيا والصين تعملان معاً من أجل خلق نظام عالمي عادل
11:15 17.05.2024
حماس ترحب بإعلان قمة البحرين وتوجه دعوة للدول العربية
11:00 17.05.2024
بطريرك القدس للاتين يزور مدينة غزة
10:45 17.05.2024
الهند المعارضة تتهم مودي بإصدار تصريحات تشهّر بالمسلمين
09:30 17.05.2024
الرئيس الموريتاني السابق يغادر السجن لتقديم ملف ترشحه للرئاسية
09:15 17.05.2024
مصر ترفض مقترحاً إسرائيلياً حول معبر رفح
09:00 17.05.2024
دبي تعتمد استراتيجية جودة الحياة في الإمارة
18:00 16.05.2024
ما تأثير الأحداث الجارية في جنوب القوقاز علي أذربيجان؟
17:26 16.05.2024
خبير سياسي : الإتحاد الأوروبي لن يساعد أرمينيا
16:00 16.05.2024
خبير سياسي : الغرب يسعي إشعال حرب بين جورجيا وروسيا
15:59 16.05.2024
انطلاق "قمة المناخ والمياه" في جامعة أضا
انطلاق "قمة المناخ والمياه" في جامعة أضا
14:52 16.05.2024
ما تأثير الأحداث الجارية في دول الجوار علي أذربيجان؟ أومود ميرزايف يجيب
13:52 16.05.2024
فيسبوك تحذف منشورات عن لقاء رئيس وزراء ماليزيا وإسماعيل هنية
12:45 16.05.2024
فرنسا تنشر الجيش لضمان أمن مرافئ ومطار كاليدونيا الجديدة
12:30 16.05.2024
مخيمات غزة تعاني ظروفاً مهينة للإنسانية
12:15 16.05.2024
مصر تتسلم 14 مليار دولار من الإمارات قيمة الدفعة الثانية من صفقة رأس الحكمة
12:00 16.05.2024
مقتل 12 جندياً إسرائيلياً في عملية بمخيم جباليا
11:45 16.05.2024
طهران تعلن تسوية نصف القضايا العالقة مع الذرية الدولية
11:30 16.05.2024
زيلينسكي يلغي زيارته لأسبانيا والبرتغال بسبب تدهور الوضع في خاركيف
11:15 16.05.2024
فارض اسماعيل زاده: مشكلة المياه واحدة من أخطر المشاكل في أذربيجان
10:53 16.05.2024
الهند تقلّل من أهمية عقوبات واشنطن إثر اتفاقها لتطوير ميناء تشابهار الإيراني
10:30 16.05.2024
أردوغان إسرائيل قد تضع عينها على الأناضول بعد غزة
10:15 16.05.2024
العالم عند مفترق طرق
10:00 16.05.2024
الرئيس الفرنسي يعلن حالة الطورائ في كاليدونيا الجديدة
09:45 16.05.2024
الحكومة التركية تبذل قصارى جهدها لخفض معدل التضخم
09:30 16.05.2024
إطلاق نار على رئيس وزراء سلوفاكيا ونقله إلى المستشفى
09:15 16.05.2024
أردوغان يتهم حركة جولن بتدبير محاولة انقلاب جديدة
09:00 16.05.2024
الأمم المتحدة تفتح تحقيقاً بمقتل أول موظف دولي في رفح
17:30 15.05.2024
خبير عسكري : إذا توقفت عملية ترسيم الحدود...
16:45 15.05.2024
علييف : فرنسا تربك المجتمع الدولي
16:00 15.05.2024
خبير سياسي : أرمينيا لن تنضم للاتحاد الأوروبي
15:00 15.05.2024
بوريل: عملية رفح ستؤثر بقوة على علاقات أوروبا مع إسرائيل
14:00 15.05.2024
طائرة ترامب تتعرض لحادث في فلوريدا
13:00 15.05.2024
هل منطقة جنوب القوقاز علي مشارف حرب أوكرانية ثانية؟
12:19 15.05.2024
تحذيرات إسرائيلية من انسحاب مصر من الوساطة في مفاوضات غزة
12:00 15.05.2024
بوتين العلاقات التجارية والاقتصادية بين روسيا والصين تتطور بسرعة
11:30 15.05.2024
قبيل استضافتها للقمة العربية.. كيف تعاملت البحرين مع الحرب في غزة؟
11:15 15.05.2024
جميع الأخبار