أجرت البوابة Eurasia Diary مقابلة صحفية مع الدكتور في العلوم التاريخية والأستاذ في كلية العلاقات الدولية في جامعة ساكنت بطرسبورغ الحكومية نياز نيازوف في موضوع اغتيال السفير الروسي في أنقرة. وأبدى الدكتور نيازوف رأيه عن جهة مستفيدة من هذا الحادث وتداعياته المحتملة والصدفة العجيبة بين هذا الحادث وإلغاء الرئيس بوتين حضوره في مشاهدة المسرح للكاتب والسفير الروسي في إيران غريباييديف المقتول في القرن ال19.
Eurasia Diary: تفضلوا بقبول التعازي الخالصة من هيئة تحرير البوابة بسبب وفاة السفير الروسي وأنه صدمة لقرائنا
نياز نيازوف: أشكركم جزيل الشكر لتعازيكم وبدوري أنقل تعازيّ الخالصة إلى عائلة المرحوم. وأعتقد أن أغلبية سكان روسيا بصرف النظر عن انتمائهم الديني والعرقي يستنكرون هذه الجريمة المروعة للإرهابي الذي أطلق النار على الدبلوماسي غير المسلح.
Eurasia Diary: هل يمكن أن تعلق على هذه الجريمة البشعة ويا ترى، أي جهة تقف وراء جريمة القتل ومن هو مستفيد منها وما هي تداعياتها المتوقعة؟
نياز نيازوف: هناك الاحتمالات العديدة: هذا العمل قد يقوم به إرهابي منفرد متعصب ديني أوأنه عمل إرهابي دبرته مجموعة من الأشخاص الساعين لعرقلة تواصل التقارب الروسي التركي مهما كان ثمنه أو القوى المكافحة ضد السلطات التركية الحالية. لا يمكن استبعاد وقوف وراء هذا العمل الإرهابي تنظيم الدولة الإسلامية المحظور في الاتحاد الروسي وجمهورية أذربيجان والدول الأخرى. والرد الصحيح على هذه الأسئلة يعود إلى الجهات الأمنية المعنية لتركيا وروسيا.
Eurasia Diary: بسبب اغتيال السفير لم يحضر الرئيس بوتين مشهد مسرح غريباييدوف، الكاتب والدبلوماسي الروسي المقتول في إيران. كيف يمكن تفسير هذا التشابه؟
نياز نيازوف: يعتبر اغتيال سفير البلد تحدياً لأي دولة كانت ولم تكن روسيا استثناءاً في هذا. بطبيعة الحال فور تسلمه الخبر ألغى الرئيس بوتين حضوره في المسرح وعقد اجتماع مجلس الأمن وأقام الاتصال مع الرئيس التركي أردوغان.
وأما وقوع عرض مسرح غريباييدوف فأنه من باب الصدفة والصدفة العادية. كما لا نربط اغتيال السفير كارلوف مع العمل الإرهابي الواقع في نفس الوقت في برلين. وهذا أيضاً صدفة مأساوية.
Eurasia Diary: في حينه افتدي شاه إيران بألماس مقابل قتل السفير غريباييدوف. بما تفتدي الآن تركيا في رأيك؟
نياز نيازوف: يبدو لي هذا السؤال غير لبق حيث وقع قتل غريباييدوف في الظروف التاريخية المختلفة ولم تشبه العلاقات بين روسيا وإيران في ذلك الوقت للعلاقات الروسية التركية الحالية. في ذلك الوقت كان هناك دولتان متخاصمان ويكاد أن تتفقا على إقرار السلام بينهما. والآن هناك التطورات قد تؤدي إلى تكوين التحالف السياسي القوي الروسي التركي الذي له أسس اقتصادية متينة. ولذلك أرى ممكناً التنسيق الوثيق بين الجهات الأمنية التركية والروسية في الكشف عن جميع الخلفيات للحادث حيث يكون الجانب التركي مفتوحاً تماماً في هذا التعاون مع الجانب الروسي أي لم يجدث هناك تمثيل التنسيق بين الجانبين.
مع ذلك، ستسعى تركيا لإقامة التعاون الوثيق مع الاتحاد الروسي في حل القضايا الإقليمية بما فيها تسوية النزاع السوري.
أجرت المقابلة الصحفية ناتاليا كولييفا
الترجمة من الروسية: الدكتور ذاكر قاسموف