على الرغم من أنه يتحدث عن السلام ، إلا أنه يعيش في حلم "دولتين أرمينيتين".
احتفلت أرمينيا ، بالذكرى الثلاثين "لاستقلالها من الاتحاد السوفيتي السابق" الاحتفال الرسمي لارمينيا كان حدادًا للسياسيين الارمن.
على الرغم من أن عددًا كبيرا من السياسيين الأرمن المغامرين على الساحة الارمينية ، بمن فيهم رئيس الوزراء نيكول باشينيان ، يحاولون مرة أخرى إعطاء آمال لا أساس لها من الصحة للشعب الأرمني الذي يطالب بحياة كريمة في بلده ولكن وعود قادة الارمن في الاحتفال الوطني كانت وعود فارغة جملة وتفصيلا ، لان تلك الوعود لن يغير من الواقع الاجتماعي والاقتصادي والسياسي الارمني اية شيء.
لأن غالبية المجتمع الأرمني على دراية بالوضع في بلدهم بعد الانتصار العسكري الكبير لأذربيجان في حرب الـ 44 يومًا في قره باغ وتعزيز دور تركيا بعد في منطقة قوقاز .
لهذا السبب ، صوت أكثر من نصف الناخبين الأرمن لحزب رئيس وزراء نيكول باشينيان في الانتخابات البرلمانية الاخيرة في 20 يونيو 2021 وفاز بها وشكل حكومة جديدة بعد ذلك .
بعبارة أخرى ، اختار الشعب الارمني ورئيس وزراء نيكول باشينيان السلام على الحرب -بالرغم من أن باشينيان لا يزال لا يفهم تمامًا جوهر دعم الشعب الارميني له خلال تلك الانتخابات ، وعلى الرغم من أنه لم يتخذ الى الان خطوات حقيقية نحو السلام والمصالحة مع جيرانه منذ مدة 11 شهرًا بعد انتهاء الحرب في منطقة قره باغ وتوقيع الاتفاق الثلاثي مع اذربيجان وروسيا.
على سبيل المثال ، في خطابه في احتفالات يوم الاستقلال في ساحة الجمهورية في يريفان ، أعلن باشينيان رسميًا مرة أخرى مطالباته بالاراضي الاذربيجانية في قره باغ التي احتلتها قبل 30 عاما و خسرتها في حرب التحرير للجيش والقوات المسلحة الاذربيجانية في 44 يوم ، ولم يختلف خطابه عن خطاب الشخصيات الأرمنية الراديكالية الانتقامية ولم يصغي الى نداءات ورغبة الشعب الأرمني في العيش بالسلام والامن والرفاهية . وقال في خطابه "علينا تحويل هزيمتنا إلى نصر".
وتابع حديثة بالقول طالما هناك دولتان أرمنيتان محررتان حسب قول وادعاء باشينيان ، فإن أبطال الارمن أحياء وليسوا أموات . طبعا هذا الكلام يعتبر هراء لباشينيان المهزوم في حرب قره باغ لان الاحداث والوقائع على الارض تقول عكس ذلك وهذا ماشاهدناه بغليان الشعبي الارمني في شوارع العاصمة يريفان منذ اليوم الاول للحرب.
الامر الغير طبيعي مستوحاة من خطاب باشينيان عبارة "الدولتين الأرمنيتين" ، وكانه (تم تأسيس أحدهما ، بقي الآخر) ويقول بانه يريد تحقيق السلام مع جيرانه اذربيجان و تركيا ، ويطلب لقاء الزعيم أردوغان عبر وساطة دولية من جورجيا...
يشار إلى أنه في نفس اليوم من خطاب باشينيان ، أدلت السفيرة الأمريكية في يريفان لين تريسي في مقابلة مع قناة أرمينيا التلفزيونية العامة ، بتصريح استفزازي من اجل تأجيج مطالبات أرمينيا في احتلالها للاراضي الاذربيجانية وتغذية النزعة الانتقامية لديهم. واعتبرت السيدة تريسي البيان الثلاثي الموقع بين الاطراف الصادر في 10 نوفمبر / تشرين الثاني غير مهم ، واصفة إياه ببساطة بأنه "وثيقة لوقف إطلاق النار".
ومع ذلك ، فإن الرئيس الامريكي جو بايدن ووزير الخارجية أنطوني بلينكين لا يستخدمون مثل هذه العبارات التي تغذي النزعة الانتقامية للارمن من جيرانهم .
هنا لابد من التذكير بالمثل الشعبي "القافلة تسير والكلاب تنبح ".
في حديثه في جلسة للجمعية العامة للأمم المتحدة في نيويورك ، من مسقط راس السفيرة الامريكية لين تريسي ، قال الزعيم التركي رجب طيب أردوغان مخاطبا العالم أن جمهورية أذربيجان الشقيقة قد استخدمت حقها في الدفاع عن النفس لإنهاء الاحتلال وفقًا لقرارات مجلس الأمن الدولي المعروفة بشأن قره باغ والتي لم يتم تنفيذها منذ 30 سنة الماضية.
إنها أيضًا رسالة واضحة للزعيم التركي للولايات المتحدة وسفيرها الموالي للأرمن في يريفان بأن "القطار قد فاتتهم " منذ فترة طويلة ، ولا تتعذبوا بتمزيق اطواقكم غضبا، وتوقفوا عن دعم الانفصاليين الارهابيين والفاشية الأرمنية ذات عقلية غاصبة ، ثم احترموا وحدة أراضي الدول ،وقرارات الأمم المتحدة التي صوتم لها ذات مرة والتي تنص بان الاراضي التي احتلتها ارمينيا في منطقة قره باغ هي اراضي اذربيجانية لاغبار عليه..!
امريكا والغرب لديهم ازدواجية المعايير، أو الكيل بمكيالين لهم موقف من روسيا في موضوع قضية شبه جزيرة القرم التترية ،وحتى تم فرض عقوبات اقتصادية وسياسية على موسكو منذ اكثر من مدة ثماني سنوات. ولكن نرى ان الأمر عندما يتعلق بالانفصاليين الارمن في قره باغ و بأرمينيا المحتلة لاراضي الاذربيجانية ، لماذا ينقلب المسؤولون الأمريكيون والاوربيون رأسا على عقب وينظرون إلى أذربيجان على أنها "محتلة لاراضي ارمينية" ؟
لماذا لايأمل الانفصاليون الأرمن في تحقيق سلام شامل في المنطقة ، مما يعيق مصالحة جمهورية أرمينيا مع جيرانها الرئيسيين ، تركيا وأذربيجان.
هل يريدون بتحشيد وتجييش الشباب الأرمني من جديد؟
في غضون ذلك ، قال المحلل والخبير السياسي الروسي غريغوري تروفيمتشوك ، متحدثًا عن إمكانية الحوار والتقارب بين أنقرة ويريفان وباكو ويريفان ، لإن باشينيان يحاول حاليًا تصحيح وضعها الداخلي أو بعبارة اخرى حاول ابتزاز موسكو بشكل غير مباشر لتجنب النفوذ الروسي.
"في الواقع الحالي ، طالما يتصرف رئيس وزراء الارميني باشينيان بهذا الأسلوب ، هنا لا يوجد شيء غير عادي ابدا .
الأكثر إثارة للاهتمام هنا هو خروج أنقرة من الظل بعد حرب قره باغ الثانية وتقديم مقترحات إلى رئيس وزراء الارميني باشينيان. غير ان باشينيان استوفى شروطا معينة من تلك المقترحات ".
وبالتالي ، وفقًا لتروفيمتشوك ، حددت أنقرة "فترة اختبار" لباشينيان ، وعليه أن يثبت سريعًا حسن نيته في تنفيذ تلك المقترحات وأنه مستعد لتلبية هذه الشروط. "أولا وقبل كل شيء ، نحن نتحدث عن فتح ممرات وطرق الاتصالات وهو أيضا جزء من خطة موسكو في المنطقة .
وبمجرد فتح قنوات الحوار بين بلدان المنطقة ذات الصلة وتنفيذ مقترحات الرئيس التركي من جانب الارميني ، فانه لن يكون هناك متسع من الوقت لباشينيان للشكوى هنا وهناك .وشدد المحلل والخبير السياسي الروسي غريغوري تروفيمتشوك على أن"تركيا ستحاول انتزاع أرمينيا من موسكو عندما يكون هناك توازن معين للقوى".
دعونا نضيف الى هنا قول المحلل السياسي الروسي المشهور إيغور كوروتشينكو ، بان رئيس وزراء الارميني نيكول باشينيان ليس شخصا موثوقا به بانه سوف يترك روسيا في أول فرصة تسنح له .من المحتمل جدا أن تنكتشف ذلك في المستقبل القريب جدا.
في الوقت الحالي ، يلعب باشينيان ، مثل أسلافه ، لعبة "مزدوجة".
واعدا بكارثة أخرى للشعب الأرميني الفقير ، وهي لعبة مخيفة بدأت تفوح منها رائحة البارود ...
الدكتور مختارفاتح بي ديلي
طبيب-باحث في الشأن التركي واورسيا