العراق ما بعد الانتخابات وأفغانستان

مقالات 17:00 19.10.2021

محمد أرسلان

انتهت الانتخابات العراقية المبكرة والتي شهدت إقبالاً ضعيفاً من قبل الشعب العراقي الذي لم يعد يثق بالطبقة والأحزاب السياسية التي تناوبت على حكم العراق منذ اجراء أول انتخابات في 2005 وحتى هذه الانتخابات. عقد ونصف والشعب العراقي كان يأمل خيراً بالأحزاب على تغيير الواقع المزري والمشتت المنتشر في العراق، وكل انتخابات لم يكن الحال أفضل عمّا سبقه ولتذهب آمال وطموحات الشعب العراقي أدراج الرياح وتنسى الأحزاب العراقية الوعود التي قطعتها على الناخبين، ولتعود الكرة ثانية إلى التوافق الطائفي والمذهبي والعرقي الذي بات عُرفاً سياسياً لا يمكن الخروج عنه عند تلك الأحزاب.
لم يتغير شيء طيلة فترة غزو العراق ولم تتحسن الظروف المعيشية للشعب، بل تحولت كل أحوال العراقيين نحو الأسوأ بعد كل انتخابات كانت تتم والوعود التي كانت شعاراً لكل طرف ينافس من خلالها الطرف الآخر على مستوى الرياء فيها. 
ما يميز الانتخابات الأخيرة ليست نتائجها بقدر ما كان عزوف الشعب العراقي ومقاطعته الانتخاب لمعرفته المسبقة بعدم جدية الشعارات والأهازيج وأنها ستختفي بعد الانتهاء من الانتخابات. والنتائج التي أُعلن عنها كانت صدمة لبعض الأطراف وفرحة كبيرة للبعض الآخر. تصدر الصدريين الانتخابات لم يرق كثيراً لبعض الأحزاب المحسوبة على الجارة إيران والتي كان لها نصيب الأسد من أي انتخابات كانت تجري في العراق. لكن في الانتخابات الأخيرة لم تحصل سوى على الفتات وصدى الأصوات التي حصدها الصدر وليتصدر من خلالها كافة الأحزاب التي كانت يوماً ما تمسك بزمام الأمور في كل واردة وشاردة تحصل في بغداد. 
صراع طفا على السطح بعدما كانت ناره متقدة تحت رماد التوافقات السياسوية والحزبوية الطائفية المبنية على الفساد المالي والسياسي فيما بينها. صراع سيطفوا أكثر وليتحول لنار متقدة تنشر لهيبها في كل مكان إن لم يتم تغليب العقل على العاطفة السياسية. صراع ليس بالجديد بل متجذر في وجدان العراقيين منذ قرون خلت وهم ينتظرون الفرصة السانحة ليعلنوا عنها وليخرجوا ما في قلوبهم. صراع ما بين مدينتين تسعيان لتكون إحداهما الرمز في وجدان وضمير من يصطفون ويمشون حفاة يلطمون أنفسهم على ما فعلوه يوماً بخليفتهم الذي قُتل غدراً كما يقولون. 
النجف وقمّ، صراع على السلطة الطائفية التي لم ولن تهدأ ناراها طالما بقي من يؤمن بأن التوجه للنجف سيراً وحفاة علّه يخفف من آلامهم ومظلوميتهم. من هي المدينة لها الأحقية في أن تكون المرجعية لهم ومركزاً تُدار منه الطقوس والشعائر والفتاوي وتُجمع الخُمس. إذاً، ما أفرزته الانتخابات الأخيرة ما هو إلا لوحة عن الصراع الشيعي – الشيعي أو صراع ما بين النجف العراقية وقمّ الإيرانية. والسؤال المطروح والذي يمكن أن يغير الخارطة الدينية الطائفية الباحثة عن حقيقتها بعد اغتراب طال كثيراً على يد أهل البيت أنفسهم؛ هل سنشهد حمام دم ما بين الأخوة الفرقاء العراقيين فقط لاختلافهم حول قصة مدينتين؟ وهل سيكونوا وقوداً وقرباناً لتصفية حسابات امتلاك النووي من عدمه ما بين ايران وامريكا؟
قادم الأيام ستعطينا الجواب الذي ينتظره الكل ويده على قلبه مما ستكون عاقبة تعنت طرف حينما يُشهر سيف الطائفية والمناطقية وليعود العراق كما عهدناه لمستنقع من الدماء لحرب ليست بحربهم، إنما كرمىً لعيون أمريكا وإيران فقط وتنفيذ أجنداتهم لسرقة ما تبقى.
عراق ما بعد الانتخابات لن يكون مختلفاً ومغايراً كثيراً للعراق ما بعد الحرب على أفغانستان. إنها دوامة الحرب والاقتتال نفسها تعيد ذاتها ثانية لنشر الفوضى والاقتتال في المنطقة وكأن أنياب الرأسمالية وقوى الهيمنة وذيولهم في المنطقة لم تشبع مما امتصته حتى الآن. أفغانستان بعد الانسحاب الأمريكي لن تكون هي أيضاً مختلفة عن أفغانستان ما بعد تفجير برجي التجارة العالمي في نيويورك. في أكتوبر من عام 2001 تم اجتياح أفغانستان من قبل أمريكا وقوات التحالف للقضاء على طالبان والقاعدة حسب وصف القادة الأمريكيين الذين اتهموا أسامة بن لادن على أنه العقل المدبر لذاك التفجير، وأن طالبان لن تسلمه لأمريكا كي تتم محاكمته هناك. والذي كان سبباً لاحتلال أفغانستان منذ ذلك الوقت. والحدث الذي تلاه مباشرة في 2003 كان عزو العراق تحت حجة البحث عن أسلحة كيمياوية تهدد مصالح وشعوب قوى الهيمنة. منذ تلك اللحظة وأفغانستان والعراق مرتبطان مع بعضهما البعض. إنها لعبة الاعلام الغربي الذي يعرف كيف يُلهي العالم ويشد انتباه على حدث ثانوي لتكون الضربة في مكان آخر تماماً.
أفغانستان حينما احتلها التحالف الغربي بزعامة أمريكا كانت العتبة التي دخلت منها نفس قوى الهيمنة لتغزو العراق والتي منها بدأ التحضير لثورات ما عُرف بالربيع العربي والمستمرة حتى الآن. اللعبة الآن معكوسة نوعاً ما بالأسلوب طبعاً ليكون الهدف هو هو لم يتغير. الآن كانت عملية الانسحاب الأمريكي من أفغانستان الذي اعتبرها البعض هزيمة ساحقة للامبريالية وانتصار ماحق لطالبان وأخواتها من كافة التنظيمات الاسلاموية والتي باركت هذا الانتصار لكل القطيع السائر خلفهم.
فرحت الانسحاب الأمريكي من أفغانستان لم تدم طويلاً لبعض القوى وخاصة إيران وروسيا والصين التي وضعت يدها على قلبها لتدرك أن هذا الانسحاب ليس إلا لعبة أكبر ربما تنشر الفوضى في أسيا الوسطى برمتها، لتلعب أمريكا بالأوراق التي بيدها لتضرب وتتوعد أطراف عدة بنفس الوقت. 

 

سيناريوهات كثيرة يتم تصديرها بين الفينة والأخرى حول صراع محتمل سيكون مركزه أفغانستان لينتقل فيما بعد إلى دول الجوار من دون استثناء. الأيام القليلة القادمة ستجبرنا على متابعة حلقات من مسلسل صراع الجبابرة أو صراع العروش أو صراع الآلهة، كلها مسميات لصراع واحد وهو الصراع على السلطة والنفوذ في العالم. فهل نحن شعوب المنطقة جاهزين لنكون عنصراً فاعلاً في هذا الصراع وعملية التغيير أم أننا سنبقى كما نحن مفعول بهم وفيهم؟  

 

سامي الحاج: "أذربيجان ستكون إحدى الدول الرائدة في العالم"

أحدث الأخبار

بيان صحفي: ديمقراطية من؟ برلمان الشباب من أجل أهداف التنمية المستدامة ينظم فعالية في مكتب الأمم المتحدة
16:15 10.10.2024
تركيا تعلن توقيف عميل للموساد
19:00 04.09.2024
منظمات الإغاثة تحذّر من أزمة جوع تاريخية في السودان
18:00 04.09.2024
ممر زانجازور يعكر صفو التحالف الروسي ــ الإيراني
17:30 04.09.2024
فيلادلفيا... رد مصري حاد يزيد الضغط على نتنياهو
17:00 04.09.2024
بزشكيان يتحدث عن حاجة إيران إلى جراحات كثيرة
15:00 04.09.2024
رئاسة كوب 29 تطلق منصة للشفافية لدعم الدول النامية في مواجهة تغير المناخ
14:00 04.09.2024
تضامن خليجي مع مصر ضد استفزازات إسرائيل
13:00 04.09.2024
استقالات بالجملة في أوكرانيا تمهيداً لتعديل وزاري واسع
12:00 04.09.2024
بوتين في منغوليا متحديًا الجنائية الدولية
11:00 04.09.2024
السيسي يزور تركيا في أول زيارة له منذ توليه الحكم في مصر
10:00 04.09.2024
طالبان تطمح إلى الحصول على معدات دفاعية روسية
20:30 03.09.2024
زعماء أفارقة إلى الصين بحثاً عن استثمارات
20:00 03.09.2024
أونروا: تطعيم 87 ألف طفل ضد شلل الأطفال في مخيمات وسط غزة
19:30 03.09.2024
اليابان تحتج بعد دخول سفينة صينية مياهها الإقليمية
19:00 03.09.2024
الشيخة حسينة من رئيسة وزراء بنغلادش الى معضلة دبلوماسية للهند
18:30 03.09.2024
السعودية وقبرص تبحثان تعزيز التعاون في النقل والخدمات اللوجيستية
18:00 03.09.2024
التضخم السنوي في تركيا يسجل تراجعاً كبيراً في أغسطس
17:00 03.09.2024
الأمم المتحدة ستواصل التعامل مع طالبان في أفغانستان
17:00 03.09.2024
فنزويلا تفرج عن عشرات المراهقين الذين اعتقلوا خلال مظاهرات
16:00 03.09.2024
لماذا تشكل مدينة بوكروفسك الأوكرانية أهمية استراتيجية؟
15:00 03.09.2024
ماليزيا ونيوزيلندا تدعوان إلى وقف فوري لإطلاق النار في غزة
14:00 03.09.2024
إصابة سفينتين تجاريتين بهجومين قبالة سواحل اليمن
13:00 03.09.2024
ارتفاع بورصات الخليج الرئيسية بفضل آمال خفض الفائدة
12:00 03.09.2024
اتفاقية شاملة للتعاون العسكري بين سوريا وإيران
11:00 03.09.2024
بوتاش التركية اتفقت مع شل على توريد الغاز المسال لمدة 10 سنوات
10:00 03.09.2024
مصر تؤكد لمجلس الأمن رفض السياسات الأحادية الإثيوبية حول سد النهضة
09:16 03.09.2024
روسيا تحيي ذكرى مرور 20 عاما على مجزرة بيسلان
19:00 02.09.2024
بولندا إحياء الذكرى 85 لاندلاع الحرب العالمية الثانية
18:00 02.09.2024
الجيش الصومالي يعلن سيطرته على منطقة هلجن الحدودية مع إثيوبيا
17:30 02.09.2024
إسرائيل تشهد إضراباً شاملاً تضامناً مع أهالي المحتجزين في غزة
17:00 02.09.2024
إيران ترفض تفتيشاً دولياً يتجاوز معاهدة حظر الانتشار
16:30 02.09.2024
قطر للطاقة تشيد مجمعا عالميا لإنتاج سماد اليوريا
16:00 02.09.2024
تأكيد سعودي- قطري على تعزيز العلاقات الثنائية نحو آفاق أرحب
15:30 02.09.2024
خمسة مشاريع ضمن طرق الحرير الجديدة في أفريقيا
15:00 02.09.2024
الرئيس المكسيكي يختتم ولايته بإصلاح قضائي يثير التوتر مع واشنطن
14:00 02.09.2024
التحقيق النهائي في مروحية رئيسي يؤكد سقوطها لسوء الأحوال الجوية
13:00 02.09.2024
الإمارات تهنئ أوزبكستان بذكرى استقلالها
12:00 02.09.2024
مصر ترفض تصريحات رئيس وزراء إثيوبيا بشأن سد النهضة
10:00 02.09.2024
أردوغان يؤكد مضي تركيا قدما في تطوير مشروع القبة الفولاذية
21:00 01.09.2024
جميع الأخبار