وتتخذ كل الخطوات الأخرى، وأنه يفضل سياسة الصداقة والأخوة مع أذربيجان، ولكن وراء الكواليس ستجد أرمينيا وروسيا تقاطعات وتبني سياستهما في هذا الاتجاه.
إيران مجبرة على التخلي عن سياستها المتحيزة السابقة تجاه أذربيجان والإدلاء بتصريحات حول حسن الجوار، لأن عدم قدرتها في الحصول على الدعم الذي تريده من روسيا وحتى أرمينيا ضد أذربيجان أجبرها على تغيير لهجتها، فلقد أدركت أنه حتى لو استمر هذا، فإنها ستواجه خطر خسارة أرمينيا، وعلى الرغم من أنها تدرك أن تقارب أرمينيا مع تركيا وأذربيجان لن يكون في صالح إيران، لذلك فإن إيران لن تكون قادرة على منع هذا التقارب، لذلك فهي تفضل البقاء مع هذه الدول عن الابتعاد عن الأحداث في المنطقة، ولكنها لا تزال تسعي من أجل تحقيق أقصى استفادة من هذه العمليات.
إن الوضع الجيوسياسي في المنطقة بعد الحرب التي استمرت 44 يوماً، وخاصة الدور المتنامي لتركيا وأذربيجان في أن تصبح لاعبين أكثر نشاطاً، هو شرط لا يمكن لكل من أرمينيا وإيران الاتفاق عليه، فهاتان الدولتان مهتمتان كثيراً بتحويل الأحداث لمصلحتهما وتتخذان خطوات في هذا الاتجا، ولكن جهودهم ليس لها تأثير في منع الواقع الجديد الذي يتم إرساؤه في المنطقة، فاحتمالات تطوير العلاقات الإيرانية- الأرمنية لا تشكل عقبة كبيرة أمام العمليات المتسارعة في القوقاز، لأن هذه العلاقات غير مرحب بها من قبل الدول الفاعلة على المستويين الإقليمي والدولي، بما في ذلك روسيا،فاستمرت العلاقات العسكرية والسياسية والاقتصادية المتنامية بين إيران وأرمينيا لن يكون له تأثير كبير علي أذربيجان، وفي حالة تطبيع العلاقات الأذربيجانية التركية من جهة مع أرمينيا من جهة أخري، فإن ذلك سوف يبقي إيران لوحدها، ولذلك فإن دعم إيران لأذربيجان أكثر أهمية وتحقيقاً لمصالحها من دعمها لأرمينيا.
جلنار سالموفا
يجب الاستناد إلي Ednews (يوميات أوراسيا) في حالة استخدام المادة الإخبارية من الموقع