المبادرات الدولية لرئيس طاجيكستان إمام علي رحمان - ednews.net

الاثنين، 27 مارس

(+994 50) 229-39-11

المبادرات الدولية لرئيس طاجيكستان إمام علي رحمان

مقالات A- A A+
     أقامت طاجيكستان علاقات دبلوماسية مع العديد من دول العالم بعد الاستقلال عام 1991. وقد اقترنت هذه العلاقات الدبلوماسية علاقات شراكة وتعاون مع المجتمع الدولي في إطار المنظمات الدولية والإقليمية، وتواصلت منذ ذلك الحين وبشكل مستمر تطوير عمليات التعاون في هذا الاتجاه. حيث تحتل جمهورية طاجيكستان موقعا استراتيجياً وجيوسياسياً هاماً في منطقة آسيا الوسطى، وعلي الرغم من كونها دولة لا تطل علي أي من البحار أو المحيطات المفتوحة، إلا أن ذلك لم يكن عائقاً أمام تواصها مع العالم الخارجي، وتقدم له الكثير من اسهاماتها السياسية والاقتصادية والثقافية بشكل كبير. 
       تظهر تحليلات السياسيين والمفكرين أنه بفضل جهود رئيس جمهورية طاجيكستان، إمام علي رحمان، تم إدراج موضوع "دبلوماسية المياه" بشكل دائم في جدول الأعمال الدولي للقضايا التي تحتاج إلى حل بأسرع وقت، وعلي جميع الدول التعاون معاً في هذا الشأن. وفي هذا الصدد، طرح الرئيس أربع مبادرات مهمة يتم العمل عليها حالياً وتطبيقها على المستوى الدولي، وهي: "السنة الدولية للمياه النظيفة 2003 "، العقد الدولي للعمل والماه من أجل الحياة 2005 - 2015، العام الدولي للتعاون في مجال المياه 2013، العقد الدولي للعمل والمياه من أجل التنمية المستدامة 2018 - 2028"، والتي هي طور التنفيذ حالياً. وبطبيعة الحال، كان الحق في استخدام المياه كمورد طبيعي والحفاظ عليه على كافة المستويات كقضية عالمية أثيرت على المستوى الدولي على وجه التحديد من خلال المبادرات المباشرة لرئيس جمهورية طاجيكستان إمام علي رحمان. 
     وكانت المبادرة العالمية الخامسة التي طرحتها طاجيكستان في 14 ديسمبر 2022، تتمثل في تبني الجمعية العامة للأمم المتحدة إعلان عام 2025 "عام الحماية الدولية للأنهار الجليدية" وإعلان 21 مارس من كل عام "اليوم العالمي للأنهار الجليدية". وتري طاجيكستان أن تبني مثل هذا الإعلان على النطاق العالمي يعد خطوة هامة وتاريخية، وذلك حتي يتخذ المجتمع الدولي كافة التدابير والاجراءات المشتركة اللازمة لحماية أكبر مصادر للمياه العذبة علي كوكبنا الأرضي. 
         تولي طاجيكستان في سياستها الخارجية اهتماماً كبيراً لبرامج مكافحة الإرهاب الدولي والتطرف الديني والأصولية والاتجار بالمخدرات والجريمة المنظمة التي تهدد الأمن الوطني والإقليمي والعالمي لكافة الدول والشعوب، تعد مكافحة مثل هذه الأخطار والتهديدات في العالم الحديث مواضيع حاضرة دائماً علي موائد البحث والنقاش بين قيادة طاجيكستان مع نظرائهم في كافة الدول، كما يتم طرحها علي نطاق واسع في الاجتماعات الدولية. 
      وبطبيعة الحال، فإن الموقف النشط لرئيس جمهورية طاجيكستان إمام علي رحمان، لجذب انتباه المجتمع الدولي لإيجاد تسوية للأزمة في أفغانستان لا يخفي علي أحد، وقد برز ذلك بكل وضوح في خطاباته، مؤكداً علي أن جمهورية أفغانستان الإسلامية هي أقرب جار لطاجيكستان، وهي دولة اسلامية ويرتبط شعبها بعلاقات وثيقة مع شعب طاجيكستان اللذان يتشاركان في الفكر والثقافة والمعتقد. 
     لذلك، فإن طاجيكستان قد طرحت العديد من الحلول لإيجاد تسوية لمشاكل أفغانستان، علي كافة منابر المنظمات الدولية والإقليمية. والآن تؤكد طاجيكستان مرة أخرى أن قضية أفغانستان ليس لها أي حل عسكري، وأن مشاكل هذا البلد ينبغي أن تحل بالوسائل السلمية وبالحوار، ولا تزال الاقتراحات التي قدمتها طاجيكستان هي الأكثر واقعية لحل الأزمة في أفغانستان. 
    تسهم طاجيكستان بشكل كبير في دعم قيم الدين الإسلامي الحنيف على الساحة العالمية، حيث تنبع تلك الاسهامات من التعبير عن رؤية شعب طاجيكستان وميوله وثقافته ومعتقداته، ولذلك فإن الرئيس إمام علي رحمن في كل مبادراته التي يطرحها، إنما يعبر من خلالها عن القيم الوطنية والدينية العالية والفريدة من نوعها لشعب طاجيكستان. 
    عُقدت الدورة الاستثنائية لمنظمة المؤتمر الإسلامي، بمكة المكرمة، في المملكة العربية السعودية، في 7 ديسمبر 2005، وفي كلمته أمام القمة، طرح رئيس جمهورية طاجيكستان إمام علي رحمان، علي قادة المنظمة العديد من القضايا التي يعشيها ويمر بها العالم الإسلامي، وتأثيرها على المجتمع الدولي، وموقف العالم من الإسلام والمسلمين، خاصة في ظل تنامي ظاهرة الكراهية ضد الإسلام والمسلمين في الدول الغربية "الإسلاموفوبيا"، وقدم الرئيس إمام علي رحمان العديد من المقترحات والحلول لتلك القضايا التي تواجه الأمة الإسلامية، والتي لاقت قبولاً كبيراً لدي قادة الدول الإسلامية المشاركون في القمة. 
     أدان رئيس طاجيكستان إمام علي رحمان، بشدة السياسة الرامية إلى وصف الدين الإسلامي بصفات غير واقعية، وجعله مرتبطاً بالإرهاب والتطرف والعنف. وأشار إلى أنه من أجل التغلب على هذه الأفكار والمخاوف الغامضة، يجب علي الأمة الإسلامية جميعاً، دولاً وشعوباً التصدي لتلك الأفكار، وتضافر الجهود من أجل محاربة الظواهر الراديكالية والمتطرفة والإرهابية. لأن هذه القوى تعمل باسم الإسلام، ومن ثم فإنها تسعي للعمل من أجل تحقيق مصالح أعداء الأمة. 
     كما أكد الرئيس إمام علي رحمان، مرارراً في خطاباته من منصة الأمم المتحدة، أن الجماعات المتطرفة لا علاقة لها بالدين الإسلامي، لأن الدين الإسلامي جاء برسالة السلام والتعايش مع الجميع بالمودة، والدعوة إليه بالحكمة والموعظة الحسنة. وقد أشارعلى وجه الخصوص، في الدورة الثانية والسبعين للأمم المتحدة في 22 مايو 2017، إلى أن الإرهاب والتطرف، يمشكلان تهديداً عالمياً خطيراً، مثل وباء القرن، ومن ناحية أخرى، فإن الأعمال التي يقوم الإرهابيين دليل على أن الإرهاب ليس له وطن ولا دين، بل هو تهديد للمجتمع العالمي والحياة بشكل عام لكل سكان هذا الكوكب. 
      هذا الخطاب الذي ألقاه رئيس جمهورية طاجيكستان في الأمم المتحدة، اعترف به المجتمع الدولي، وكان موضوعاً للبحث والتحليل من قبل الخبراء على مختلف المستويات، لأن الدين الإسلامي هو دين السلام والوحدة. وهكذا، وجدت جمهورية طاجيكستان كدولة مستقلة ذات سيادة مكانتها العالية على الساحة الدولية. حيث تلعب مبادرات الرئيس إمام علي رحامن العالمية في الدفاع عن القيم والمُثل العالمية، والتي تتضمن دائماً مقترحات وأفكاراً إبداعية ، ومن ثم تلعب دوراُ مهماً في حماية مصالح سكان الكوكب الذي نعيش عليه جميعاً. 
 
آدينه أحمد سعيدوف
استاذ بجامعة طاجيكستان القومية 
 


عند العثور على خطأ في النص يرجى الضغط على زر Ctrl+Enter وإرساله إلينا

یجب الاستناد بالارتباط التشعبي إلى Eurasia Diary في حالة استخدام الأخبار

تابعنا على الشبكات الاجتماعية:
Twitter: @EurasiaEreb
Facebook: EurasiaArab
Telegram: @eurasia_diary


Загрузка...