الذكرى 105 لمجازر الأذربيجانيين الجماعية - صور - ednews.net

الخميس، 8 يونيو

(+994 50) 229-39-11

الذكرى 105 لمجازر الأذربيجانيين الجماعية - صور

مقالات A- A A+
تعد الأحداث التي وقعت ما بين عامي 1918- 1920، من أهم الأحداث في تاريخ أذربيجان، حيث شكلت تلك الفترة الزمنية أهم المراحل في تاريخ شعب أذربيجان، سواء ما تحقق خلالها من انجازات، أو ما وقع خلالها من أحداث مأساوية لا تخطئها ذاكرة التاريخ، ولا شك أن ذروة هذه الأحداث كانت هي إعلان استقلال جمهورية أذربيجان في 28 مايو 1918. ومن الأحداث التاريخية الهامة أيضاً التي شهدتها أذربيجان هي تحريرمدينة باكو من قبل جيش القوقاز الإسلامي في 15 سبتمبر 1918، من القوميين الأرمن، ومن ثم انتقلت الحكومة الأذربيجانية إلى عاصمة جمهوريتها باكو، حيث شرعت الحكومة في بناء دولة وطنية، واعتراف قيادة جيوش الحلفاء في جنوب القوقاز والحكومة البريطانية بالحكومة الأذربيجانية كسلطة شرعية. 
 
 
 وضعت كل هذه الأحداث أسساً قوية لإقامة أول نظام ديمقراطي في الشرق الإسلامي بأثره، وأول دولة قومية للأذربيجانيين، هي جمهورية أذربيجان الديمقراطية. ولكن قبل هذه الأحداث الهامة التي شهدها عام 1918، وقعت علي أراضى أذربيجان العديد من الأحداث الدموية، والتي ارتبطت بذكريات مأساوية فى ذاكرة شعب أذربيجان بأسره، خاصة وأن تلك الأحداث شهدت عمليات تطهير عرقى أدت لظهور مفهوم "الإبادة الجماعية للأذربيجانين" فى تاريخ شعب أذربيجان، فلا شك أن الأحداث المأساوية التي وقعت عام 1918 علي أراضي أذربيجان لها جذورها وأسبابها العميقة فى تاريخ أذربيجان منذ مئات السنين. 
       
لقد شكلت تلك الأحداث جزءاً من خطة وضعها ونفذها القومييون الأرمن ومؤيديهم وأنصارهم لإبادة القومية الأذربيجانية بهدف تقليل عدد السكان الأذربيجانيين المسلمين فى القوقاز. وقد كان الهدف من وراء خطط التطهير العرقي مصادرة أراضي السكان المحليين "الأذربيجانيين" لتحقيق أطماع إقامة دولة "أرمينيا الكبرى" المستقبلية علي مناطق واسعة من أراضى القوقاز، وبالتحديد أراضى أذربيجان. 
 
     
بدأ القوميون الأرمن منذ أوائل القرن العشرين العمل علي طرد الأذربيجانيين من ديارهم الأصلية وفق مخطط تم وضعه من قبل، وبالتالي تصفيتهم من خلال الإبادة الجماعية. حيث ارتكب الأرمن خلال عامي 1905-1906 مجازر ضد السكان الاذربيجانيين المسالمين وقتلوهم بلا هوادة وأحرقوا ودمروا المدن والقرى في باكو وكنجه وقراباغ وإيروان وناخيتشيوان وتفليس وزانجازور وقازاخ وغيرها من المناطق. دمّرت الوحدات المسلحة الأرمينية وخرّبت أكثر من 200 منطقة سكنية أذربيجانية في أقضية شوشا وزانجازور وجبرائل، وفي مقاطعتي إيروان وكنجه مما أدى إلى تشريد وتهجير عشرات الآلاف من ديارهم الأصلية. فقد قتل الأرمن أكثر من 200 ألف أذربيجاني من الأطفال والنساء والمسنون، لإفساح الطريق أمام بناء “دولة أرمينيا الكبرى” الموعودة لهم من قبل روسيا القيصرية في تلك الأراضي. واستأنف الأرمن المدعومون من قبل القيصرية إبادة الأذربيجانيين إبان سنوات الحرب العالمية الأولى. 
     
مع انهيار الإمبراطورية القيصرية الروسية عام 1917، بدأت الجماعات المسلحة الأرمينية بمرحلة جديدة من التوسع علي حساب الأراضي الأذربيجانية التاريخية. فقد استغل الأرمن  الفوضى التى جرت فى مختلف أنحاء الإمبراطورية الروسية، ووصول البلاشفة إلى السلطة في مدينة باكو بقيادة ستيبان شوميان الأرمنى، وعمل القوميون الأرمن علي تنفيذ مخططاتهم لإقامة "دولتهم" الأرمينية المستقبلية في المناطق الأذربيجانية على أشلاء ضحايا الأذربيجانيين أصحاب الأرض الأصليين، الذين سبق وأن قدموا للأرمن المأوى والمسكن والمساعدات الإنسانية. 
 
     
قامت الجماعات المسلحة الأرمينية في بداية شهر مارس 1918، بطرد السكان الأذربيجانيين المسالمين بالقوة تارة، وبالترهيب والترويع تارة أخري من مقاطعات جنوب غرب القوقاز "قارص، يريفان، زانجازور، غويشاي"، ومن عدة ولايات أخري في مقاطعة يليزافيتبول "كنجه" ومن قراباغ، حيث تمكن القوميون الأرمن من طرد جميع السكان الأذربيجانيين من أراضي الدولة الأرمينية التى لم تكن قائمة حين ذاك، مستخدمين أشد أنواع التنكيل وارتكاب أفظع المذابح الجماعية، وخلال الفترة من مارس إلي يوليو 1918، قام الأرمن البلاشفة بارتكاب أعمال عنف علي نطاق واسع بهدف ترهيب السكان الأذربيجانيين المسالمين فى جميع أنحاء أذربيجان، حيث قتلوا خلال ستة شهور أكثر من 50 ألف من المدنيين الأبرياء بقسوة ووحشية بما فيهم المسنيين والنساء والأطفال، وفي كثير من الحالات تم احراق المنازل والمساجد بمن فيها من الأهالى المسلمين. ونتيجة لتلك الأعمال الوحشية نزح عشرات الآلاف من الأذربيجانيين من أوطانهم الأصلية، الأمر الذي تسبب في كارثة انسانية أكبر حيث توفي الآلاف خلال عمليات النزوح بسبب انتشار المجاعات والأمراض  والأوبئة. 
 
     
تذكر الوثائق التاريخية أن أكثر من ألف قرية، ومئات الآلاف من البيوت والمزارع، ومئات الآثار المعمارية الإسلامية والمساجد والمبانى الدينية الأخرى، والآلاف من المنشآت الثقافية والتجارية تم تدميرها واحراقها، وقدرت الأضرار التي لحقت بالسكان الآذربيجانيين المسالميين بعدة مليارات من الدولارات، بالإضافة إلى ذلك، تم تدمير وحرق مئات المناطق السكنية الأذربيجانية، بما فيها أكثر من 150 قرية في قراباغ وارتكبت مجازر بشعة ضد الاذربيجانيين في شوشا. واغتيل أكثر من 10 ألف أذربيجاني في قضاء زانجازور وأكثر من  18 ألف أذربيجاني في قضاء شاماخي خلال شهري مارس وأبريل 1918. 
 
       
قامت حكومة جمهورية أذربيجان الديمقراطية آنذاك بتأسيس لجنة تحقيق خاصة بالجرائم الكبرى التي ارتكبها الأرمن، كما قامت الحكومة بإعلان 31 مارس من كل عام يوم حداد وطني، وأحيث تلك الذكري الأليمة في هذا اليوم عامي 1919 و1920،  لكن سقوط جمهورية أذربيجان الشعبية لم يسمح باستمرار احياء تلك الذكري. ولمنح تقييم سياسي لأحداث الإبادة الجماعية في مواصلة القرارات التي لم تتمكن جمهورية أذربيجان الديمقراطية من تنفيذها، قرر الزعيم القومي الأذربيجاني حيدر علييف بعد 80 عاماً  فى 26 مارس 1998 بإعلان يوم 31 مارس، يوم الإبادة الجماعية للأذربيجانيين علي مستوي الدولة، احياءًا لذكرى جميع الأحداث المأساوية التي ارتكبت بحق شعب أذربيجان. 
 
     
أثبتت الوقائع والأدلة التي اكتشفت حول مجازر الاذربيجانيين الجماعية من قبل الجماعات الأرمينية المسلحة أن المقبرة الجماعية في مدينة قوبا عام 2007 دليل بارز تثبت وحشية الأرمن. واتضح من خلال الدراسات في المقبرة أن السكان المحليين قُتِلوا بصورة وحشية خاصة متعرضين لكل أساليب العنف أثناء هجوم الوحدات الأرمينية المسلحة على قوبا عام 1918، كما تشير إلي وجود آثار تعذيب علي أجسادهم، حيث تم اكشاف العديد من المقابر في مدينة قوبا، وأن الآلاف من اللزقيين والتات والأقليات القومية الأخرى قد تعرضوا للعنف والقتل الجماعى، إلى جانب الأذربيجانيين الذين قُتلوا نتيجة للإبادة الجماعية بوحشية وهمجية. و نتيجة لذلك الهجوم الأرمني المسلح، فقد قتل أكثر من 16 ألف شخص وتدمير 167 قرية في قضاء قوبا خلال الأشهر الستة الأولى من عام 1918، وأن 45 من تلك القرى تم ابادتها بالكامل ولم يعد يوجد لها أثر حالياً. 
 
     
وللتذكير بتلك الأحداث الدموية، وضرورة إطلاع المجتمع الدولي وشعوب العالم بأثره على الأعمال الإجرامية الوحشية التى قام بها القوميون الأرمن، وكذلك من أجل حماية الذاكرة الوطنية للأذربيجانيين لدي الأجيال القادمة، ولإدامة ذكرى ضحايا الإبادة الجماعية، أصدر رئيس جمهورية أذربيجان إلهام علييف، فى 30 ديسمبر 2009 مرسوماً رئاسياً حول إنشاء  المجمّع التذكاري للإبادة الجماعية في مدينة قوبا، فى جمهورية أذربيجان. 
 
 
 
 
سيد عبد الله جباروف
مدير القسم العربى فى المجمع التذكارى للإبادة الجماعية 
مدينة قوبا الآذربيجانية 
 
1

1

1

1



عند العثور على خطأ في النص يرجى الضغط على زر Ctrl+Enter وإرساله إلينا

یجب الاستناد بالارتباط التشعبي إلى Eurasia Diary في حالة استخدام الأخبار

تابعنا على الشبكات الاجتماعية:
Twitter: @EurasiaEreb
Facebook: EurasiaArab
Telegram: @eurasia_diary


Загрузка...