بايدن يستطيع إنهاء العدوان على غزة.. إن أراد!

مقالات 10:00 06.01.2024

يقول اللواء الإسرائيلى المتقاعد يتسحاق بريك، والذى قاد سلاح المدرعات بين عامى 2009 و2018، وأنهى خدمته العسكرية بعد قضاء 34 عاما فى الجيش الإسرائيلى، كل صواريخنا، وكل الذخيرة، وكل القنابل الموجهة بدقة، وجميع الطائرات والقنابل، كلها من الولايات المتحدة. فى اللحظة التى يغلقون فيها الصنبور، لا يمكنك الاستمرار فى القتال، لن يكون لدينا القدرة على القتال.

      تؤكد هذه الشهادة ما يدركه كُثر من الخبراء الأمريكيين من غياب أى رغبة لدى الرئيس، جو بايدن، لوقف العدوان الإسرائيلى على قطاع غزة. إذ منذ اللحظات الأولى لعملية طوفان الأقصى، والتى بدأت فى السابع من أكتوبر، دعا الرئيس الأمريكى إسرائيل للقضاء على حركة حماس، وتعهد بدعمها بكل ما فى جعبة الولايات المتحدة ولأى فترة يستلزمها ذلك دون تحديد أفق زمنى لوقف القتال.

      وعندما سأل أحد المراسلين بايدن قبل أسابيع عن فرص وقف إطلاق النار فى غزة، فى وقت وصل فيه عدد الضحايا آنذاك إلى 14 ألف شهيد، معظمهم من النساء والأطفال، وسط نقص حاد فى إمدادات الغذاء والماء والإمدادات الطبية، لدرجة تقترب من المجاعة، لم يتردد الرئيس الأمريكى فى عدم التطرق لاحتمالات وقف إطلاق النار، والذى يدرك جيدا، أنه الشخص الوحيد الذى لديه سلطة أكبر من أى شخص آخر فى العالم للمساعدة فى تحقيقه، وقال بايدن لا شىء، لا احتمال لوقف إطلاق النار.

      بالرغم من ظهور علامات على معارضة تيارات داخل الحزب الديمقراطى لدعم بايدن غير المشروط لإسرائيل، وهى تشن واحدة من أكثر حملات قصف السكان المدنيين والتدمير فى التاريخ الحديث، لم يظهر الرئيس الأمريكى أى علامة على التراجع.

      فى الوقت ذاته، لا يتردد بايدن فى وصف معاناة الشعب الإسرائيلى مما جرى يوم 7 أكتوبر، ومعاناة الأسرى والأشخاص المحتجزين، إذ لم يقترب على الإطلاق من الحديث عن معاناة الأطفال والنساء الفلسطينيات، ودعا ذلك أحد مساعدى بايدن السابقين للقول إن الرئيس لا يعترف بإنسانية جميع الأطراف المتضررة من هذا الصراع!.

      نعم تشير تقارير متكررة عن محاولة مسئولى إدارة بايدن مؤخرا إقناع إسرائيل بتقليل حدة الحرب فى الأسابيع المقبلة، لكنهم لم يقولوا ما إذا كانت واشنطن ستفرض عقوبات أو تبطئ شحن الأسلحة والذخيرة، والذى يجرى بصورة يومية منذ 7 أكتوبر.

      كذلك، لم ينتقد بايدن علنا الحكومة الإسرائيلية، واكتفى بالاعتماد على الضغط الخاص الذى طالما فضله، حتى مع عدم وجود أى آذان صاغية وسط أكثر الحكومات الإسرائيلية يمينية وتطرفا على مدار تاريخها.

وعلى الرغم من تجاهل إسرائيل للعديد من نداءات بايدن، تواصل الإدارة الأمريكية ذاتها دفع الكونجرس لتقديم 14 مليار دولار فى شكل مساعدات عسكرية دون قيود لتل أبيب.

      كان من المؤكد أن هجوم حماس فى 7 أكتوبر سيوفر فرصة لإظهار تماهى بايدن العميق مع إسرائيل، وفى خطاب ألقاه بعد ثلاثة أيام من الهجوم، تحدث بايدن بشكل مؤثر، انطلاقا من تجربته الشخصية، عن الثقب الأسود فى صدرك عندما تفقد أحد أفراد عائلتك. وكان من الواضح أيضا وقت الخطاب أن رد إسرائيل سيكون مدمرا، وكانت قد قطعت بالفعل الغذاء والماء والوقود والكهرباء عن غزة، وأعلن وزير دفاعها فرض حصار كامل فى انتهاك صريح لقوانين الحرب، التى تحظر العقاب الجماعى الذى يتحمل فيه السكان المدنيون المسئولية عن أفعال لم يرتكبوها.

      بعد ذلك كرر بايدن ادعاءات الحكومة الإسرائيلية التى كُشف لاحقا أنها أكاذيب، كما أن إدارته لم تتردد فى استخدام حق النقض ضد قرار الأمم المتحدة لوقف إطلاق النار الذى عارضته 10 دول فقط من أصل 186 دولة، وتجاوز بايدن الكونجرس لإيصال قذائف الدبابات إلى إسرائيل بسرعة أكبر، والحفاظ على دعم لا يتزعزع لحكومة خلصت العديد من جماعات حقوق الإنسان داخل إسرائيل وخارجها ــ بالإضافة إلى رئيس سابق للموسادــ إلى إجبارها الشعب الفلسطينى على العيش فى ظل نظام فصل عنصرى.

      هذا ما فعلته الولايات المتحدة تحت حكم الحزبين الجمهورى أو الديمقراطى لأكثر من نصف قرن بشأن الصراع العربى الإسرائيلى: تمكين وتمويل السياسات الإسرائيلية التى تؤدى فى النهاية إلى ضم الأراضى الفلسطينية، واحتلالها والسيطرة عليها، بينما تعارض علنا وتدين النتيجة المنطقية للسياسات ذاتها التى تمولها واشنطن وتمكنها. وجاء ذلك بوضوح فى حالة تصريحات المتحدث باسم وزارة الخارجية الأمريكية، ماثيو ميلر، تعقيبا على دعوات أطلقها الوزيران الإسرائيليان المتطرفان، بتسلئيل سموتريتش، وزير المالية، وإيتمار بن غفير، وزير الأمن القومى، الداعية لتهجير الفلسطينيين والفلسطينيات من قطاع غزة. وجاء فى بيان الخارجية الأمريكية ترفض الولايات المتحدة التصريحات التحريضية وغير المسئولة الصادرة عن الوزيرين الإسرائيليين سموتريتش وبن غفير. يجب ألا يكون هناك نزوح جماعى للفلسطينيين من غزة.

      إلا أنه من دواعى السخرية والتعجب أن إدارة الرئيس جو بايدن ترفض هذه التصريحات الإسرائيلية المتطرفة، لكنها فى الوقت ذاته تمول وتسلح السياسات الإسرائيلية التى تخدم وتمهد لهذه التصريحات، كما تدعم تدمير قطاع غزة بحيث يصبح غير قابل للحياة داخله مرة أخرى، ناهينا عن تدميرها بصورة ممنهجة، وبدعم ومباركة من إدارة بايدن، مساكن ومستشفيات ومدارس ومنشآت البنية التحتية من محطات كهرباء ومحطات مياه، وطرق ومزارع القطاع.

      فى النهاية، يملك بايدن التحكم فى قرار وقف العدوان على قطاع غزة، وذلك على الرغم من قوة اللوبيات المؤيدة لإسرائيل داخل الولايات المتحدة، إلا أن الرئيس الأمريكى لا يرغب بعد فى وقف إراقة دماء الأبرياء، ولا يرغب فى وقف تدمير قطاع غزة.

محمد المنشاوي

كاتب صحفي متخصص في الشئون الأمريكية، يكتب من واشنطن

للتواصل مع الكاتب: [email protected]

 

 

سامي الحاج: "أذربيجان ستكون إحدى الدول الرائدة في العالم"

أحدث الأخبار

بيان صحفي: ديمقراطية من؟ برلمان الشباب من أجل أهداف التنمية المستدامة ينظم فعالية في مكتب الأمم المتحدة
16:15 10.10.2024
تركيا تعلن توقيف عميل للموساد
19:00 04.09.2024
منظمات الإغاثة تحذّر من أزمة جوع تاريخية في السودان
18:00 04.09.2024
ممر زانجازور يعكر صفو التحالف الروسي ــ الإيراني
17:30 04.09.2024
فيلادلفيا... رد مصري حاد يزيد الضغط على نتنياهو
17:00 04.09.2024
بزشكيان يتحدث عن حاجة إيران إلى جراحات كثيرة
15:00 04.09.2024
رئاسة كوب 29 تطلق منصة للشفافية لدعم الدول النامية في مواجهة تغير المناخ
14:00 04.09.2024
تضامن خليجي مع مصر ضد استفزازات إسرائيل
13:00 04.09.2024
استقالات بالجملة في أوكرانيا تمهيداً لتعديل وزاري واسع
12:00 04.09.2024
بوتين في منغوليا متحديًا الجنائية الدولية
11:00 04.09.2024
السيسي يزور تركيا في أول زيارة له منذ توليه الحكم في مصر
10:00 04.09.2024
طالبان تطمح إلى الحصول على معدات دفاعية روسية
20:30 03.09.2024
زعماء أفارقة إلى الصين بحثاً عن استثمارات
20:00 03.09.2024
أونروا: تطعيم 87 ألف طفل ضد شلل الأطفال في مخيمات وسط غزة
19:30 03.09.2024
اليابان تحتج بعد دخول سفينة صينية مياهها الإقليمية
19:00 03.09.2024
الشيخة حسينة من رئيسة وزراء بنغلادش الى معضلة دبلوماسية للهند
18:30 03.09.2024
السعودية وقبرص تبحثان تعزيز التعاون في النقل والخدمات اللوجيستية
18:00 03.09.2024
التضخم السنوي في تركيا يسجل تراجعاً كبيراً في أغسطس
17:00 03.09.2024
الأمم المتحدة ستواصل التعامل مع طالبان في أفغانستان
17:00 03.09.2024
فنزويلا تفرج عن عشرات المراهقين الذين اعتقلوا خلال مظاهرات
16:00 03.09.2024
لماذا تشكل مدينة بوكروفسك الأوكرانية أهمية استراتيجية؟
15:00 03.09.2024
ماليزيا ونيوزيلندا تدعوان إلى وقف فوري لإطلاق النار في غزة
14:00 03.09.2024
إصابة سفينتين تجاريتين بهجومين قبالة سواحل اليمن
13:00 03.09.2024
ارتفاع بورصات الخليج الرئيسية بفضل آمال خفض الفائدة
12:00 03.09.2024
اتفاقية شاملة للتعاون العسكري بين سوريا وإيران
11:00 03.09.2024
بوتاش التركية اتفقت مع شل على توريد الغاز المسال لمدة 10 سنوات
10:00 03.09.2024
مصر تؤكد لمجلس الأمن رفض السياسات الأحادية الإثيوبية حول سد النهضة
09:16 03.09.2024
روسيا تحيي ذكرى مرور 20 عاما على مجزرة بيسلان
19:00 02.09.2024
بولندا إحياء الذكرى 85 لاندلاع الحرب العالمية الثانية
18:00 02.09.2024
الجيش الصومالي يعلن سيطرته على منطقة هلجن الحدودية مع إثيوبيا
17:30 02.09.2024
إسرائيل تشهد إضراباً شاملاً تضامناً مع أهالي المحتجزين في غزة
17:00 02.09.2024
إيران ترفض تفتيشاً دولياً يتجاوز معاهدة حظر الانتشار
16:30 02.09.2024
قطر للطاقة تشيد مجمعا عالميا لإنتاج سماد اليوريا
16:00 02.09.2024
تأكيد سعودي- قطري على تعزيز العلاقات الثنائية نحو آفاق أرحب
15:30 02.09.2024
خمسة مشاريع ضمن طرق الحرير الجديدة في أفريقيا
15:00 02.09.2024
الرئيس المكسيكي يختتم ولايته بإصلاح قضائي يثير التوتر مع واشنطن
14:00 02.09.2024
التحقيق النهائي في مروحية رئيسي يؤكد سقوطها لسوء الأحوال الجوية
13:00 02.09.2024
الإمارات تهنئ أوزبكستان بذكرى استقلالها
12:00 02.09.2024
مصر ترفض تصريحات رئيس وزراء إثيوبيا بشأن سد النهضة
10:00 02.09.2024
أردوغان يؤكد مضي تركيا قدما في تطوير مشروع القبة الفولاذية
21:00 01.09.2024
جميع الأخبار