يستعد البابا فرانسيس لإعلان قداسة طفلين كانا يرعيان الغنم قرب من مزار فاطمة في البرتغال، ويأتي هذا بالتزامن مع مرور قرن على تأكيد الراعيين جاسينتا وفرانسيسكو مارتو ومعهما طفل ثالث أنهم شاهدوا مريم العذراء عندما كانوا يرعون غنمهم.
وقد مات الطفلان ما بين 1918-1919 خلال انتشار وباء الإنفلونزا في أوروبا، ودونت ابنة عمهما وهي الراهبة لوسيا دوس سانتوس، التي توفيت في عام 2005 عن عمر 97 عاما، الروايتين المنسوبتين إليهما.
وتعطي الكنيسة قيمة كبيرة لرؤى الأطفال الثلاثة إذ يُعتقد أن مريم العذراء كشفت لهم أسرارا لمساعدة الإنسانية.
وتقول الكنيسة إن الرؤية الأولى تحققت يوم 13 من مايو/ أيار 1917.
وبنيت عند مزار فاطمة كنيسة يُعتقد أنها أقيمت في المكان ذاته الذي ظهرت فيه مريم العذراء.
"مليون حاج"
ووصل الحبر الأعظم إلى قاعدة مونتي ريال الجوية العسكرية شمال لشبونة، ثم ألقى التحية لاحقا على المصلين الذين حجوا إلى مزار فاطمة.
وقد توافد على المزار مئات الآلاف من الحجاج الكاثوليك من بلدان مختلفة منها الصين، وفنزويلا، وتيمور الشرقية، وتقدر أعدادهم بنحو مليون حاج، فيما عززت السلطات البرتغالية إجراءاتها الأمنية، وأعادت فرض مراقبة الحدود مؤقتا.
ونشرت البرتغال نحو 6000 عنصر أمن وفريق إسعاف في محيط المزار، كما أقامت كتلا إسمنتية لمنع أي عمليات إرهابية محتملة.
وأبقت تسعة معابر مفتوحة فقط وفرضت فيها مراقبة منظمة، بعدما أوقفت العمل مؤقتا بمقتضيات اتفاقية شينغن.
مناشدة للانسجام
وقد سافر البابا فرانسيس إلى مزار فاطمة الواقع شمالي العاصمة لشبونة في مروحية ثم استقل عربته الخاصة من أجل التنقل.
ودعا، في الوقفة التي أضيئت فيها الشموع، إلى تحقيق الانسجام بين الناس، متحدثا عن "حروب تمزق عالمنا".
وقال البابا فرانسيس في رسالة بالفيديو مخاطبا الشعب البرتغالي إنه: "سيقدم نفسه إلى مريم العذراء، وأريد منكم أن تكونوا قريبين مني سواء بالجسد أو بالروح لنكون قلبا وعقلا واحدا".
وسيغادر البابا فرانسيس مزار فاطمة بعد انتهاء قداس السبت بعد يوم كامل في البرتغال.