هذا الشهر، سوف تشهد الأرض خسوفاً لقمرٍ عملاق لأول مرة منذ أكثر من ثلاثة عقود، بالإضافة إلى كسوف جزئي للشمس، إلا أن معظم سكان الأرض لن يتمكنوا من رؤية هذا الأخير. يتميّز الخسوف القمري الكلي للقمر العملاق، والذي سيكون في السابع والعشرين من الشهر الجاري، بظهور القمر بدراً مكتملاً ويبدو أكبر وأسطع مما هو عليه عادةً، وهذا الأمر لم يحدث منذ عام 1982، ولن يتكرر حتى عام 2033، حسب ما صرح مسؤولون في ناسا في تسجيل مصوَّر نُشر حديثاً.
سيتمكن سكان الأمريكتين، وأوروبا، وإفريقيا، وغرب آسيا، وشرق المحيط الهادئ من رؤية الخسوف القمري الكلي.
أما بالنسبة للكسوف الجزئي، فسوف يسبق الخسوف بأسبوعين تقريباً، أي في الثالث عشر من الشهر الجاري. ولكن، لن يتمكن من رؤيته سوى الراصدون الهواة في جنوب إفريقيا (بالإضافة إلى البطاريق وباقي الكائنات في القارة القطبية الجنوبية).
تحدث ظاهرة القمر العملاق (Supermoon) نتيجةَ دورانِ القمر حول الأرض في مدار بيضاوي وليس دائري. بينما تصل المسافة بين القمر والأرض إلى حوالي 384,600 كيلومتر (239 ألف ميل)، هناك نقطة أبعد يمكن أن يصل لها القمر وهي 405,600 كيلومتر (252 ألف ميل) وتُسمى الأوج (Apogee)، كما توجد نقطة أقرب على مسافة 363,700 كيلومتر (226 ألف ميل) وتُسمى الحضيض (Perigee). إن القمر العملاق هو بدرٌ مكتمل يحدث عندما يكون القمر في أقرب موضع له من الأرض (الحضيض)، أو بالقرب من هذا الموضع، من ثم يبدو بضخامة غير اعتيادية في السماء. في الواقع، يبدو القمر العملاق أكبر بنسبة 14% وأكثر سطوعاً بنسبة 30% من البدر المكتمل أثناء تواجده في أبعد موضع عن الأرض (الأوج)، بحيث يُعرف حينئذ باسم القمر الصغير (Minimoon). يعد خسوف القمر العملاق أمراً نادراً، حيث أنه، وكما يقول المسؤولون في ناسا، حدث خمس مرات فقط منذ عام 1900 (في عام 1910، و1928، و1946، و1964، و1982). لكن الخسوف القمري العادي هو أمرٌ أكثر شيوعاً، بل في الحقيقة، يمكن لأي مراقب للسماء في أي مكان على سطح الأرض أن يتوقع رؤية خسوف قمري كلي بمعدل مرة كل عامين ونصف.