تعكف الصين على تشكيل كونسورتيوم، يضم شركات نفط عملاقة ومصارف مملوكة للحكومة وصندوق الثروة السيادي للبلاد، سيعمل كمستثمر رئيسي في الطرح العام الأولي لشركة أرامكو، وفقا لما أكدته مصادر مطلعة لـ "رويترز".
ومن المقرر إدراج "أرامكو"، وهي مُصدر رئيسي للصين بجانب "روسنفت" الروسية في العام المقبل، عن طريق بيع حصة قد تبلغ قيمتها 100 مليار دولار من المتوقع أن يكون الأكبر في العالم حتى الآن.
وأوضحت المصادر، أنه من المرجح أن يجعل الاستثمار الصيني المزمع شركة الطاقة الوطنية تسعى إلى الإدراج في آسيا مع تصدر هونج كونج القائمة بين بورصات المنطقة في الوقت الحالي.
وقال مصدر مشارك في المناقشات الجارية بين "أرامكو" ومستثمرين صينيين محتملين، "إن قرارا لم يتخذ بعد بشأن الحجم النهائي لحصة الكونسورتيوم".
وأشار إلى أنه لم يتم اتخاذ قرار أيضا بشأن الكيان الذي سيقود الكونسورتيوم مع حرص عديد من المجموعات التي تديرها الحكومة على تولي هذا الدور المهم، ومن المرجح اتخاذ قرار في هذا الشأن من قبل الحكومة الصينية خلال الأشهر المقبلة.
وبين، أن حجم حصة كل شركة في الكونسورتيوم الصيني سيعتمد على علاقتها الحالية بـ "أرامكو" والحكومة السعودية، مضيفاً "على سبيل المثال، إذا كنت مستثمرا استراتيجيا أو تخطط لأن تكون كذلك على الأمد الطويل، فإن الأمور ستصبح أسهل".
فيما أكد أحد المصادر أن الحكومة الصينية تعمل جاهدة لإدراج "أرامكو" في هونج كونج مقابل الاستثمار الذي سيقوم به الكونسورتيوم، بينما قالت ثلاثة مصادر أخرى "إن "أرامكو" تميل إلى القيام بإدراج آسيوي - في هونج كونج على الأرجح - بجانب إدراج محتمل في لندن، ومن بين الخيارات الآسيوية الأخرى المقترحة طوكيو وسنغافورة".
في المقابل، امتنع مركز معلومات الحكومة الصينية و"سي.آي.سي" و"سينوبك" و"بتروتشاينا" عن الرد على طلبات للتعليق، وقالت "أرامكو"، "إنها لا تعلق على شائعات أو تكهنات".
وكانت "رويترز" نقلت عن مصادر في وقت سابق هذا الشهر، أن مجلس إدارة أرامكو السعودية سيجتمع في شنغهاي في أيار (مايو)، وهو أول اجتماعاته في الصين خلال سبع سنوات، في الوقت الذي يتطلع فيه مستثمرون صينيون وآسيويون إلى طرح سهم أكبر مُصدر في العالم للنفط.
وكان مسؤولون سعوديون قالوا "إن شركات صينية مهتمة بالاستثمار في الطرح العام الأولي لـ "أرامكو" في الوقت الذي تسعى فيه الصين، ثاني أكبر مستهلك للنفط عالميا، إلى تأمين إمدادات الخام"، لكنهم لم يفصحوا عن الكيفية التي سيجري بها ذلك.
وقالت ستة مصادر مطلعة على المناقشات "إن مؤسسة الصين للاستثمار "سي.آي.سي"، صندوق الثروة السيادي للبلاد البالغة قيمته 800 مليار دولار، وشركة سينوبك العملاقة للنفط وبتروتشاينا ومصارف تديرها الحكومة ضمن كيانات مدعومة حكوميا تستعد للمشاركة في الكونسورتيوم الاستثماري الصيني.
وتسعى وحدة تابعة لبنك الصين الصناعي والتجاري وشركة رأس المال الدولي "سي.آي.سي.سي" من بين مصارف صينية، للاضطلاع بدور في الطرح العام الأولي.
وفي الشهر الماضي، قال وانج دونج جين مدير ونائب رئيس مجلس إدارة "بتروتشاينا"، "إن الشركة ستدرس المشاركة في الطرح الأولي بناء على ظروف السوق"، في حين قالت "سينوبك"، "إنها ستجري مناقشات بشأن الطرح العام الأولي مع أرامكو".
وقال متحدث باسم بورصة هونج كونج، أمس الأول، "إن البورصة موقع جذاب للشركات العالمية لأنها تصلح كنافذة على "السيولة الهائلة" في الأراضي الصينية"، بينما قال تشارلز لي رئيس بورصة هونج كونج في شباط (فبراير)، "إن البورصة تعمل بأقصى جهد للفوز بالطرح".