يعاني الاقتصادي الأمريكي في الفترة الحالية من انخفاض معدل الإنتاجية، مع تبني حكومة الولايات المتحدة خططا لخفض المعاشات التقاعدية.
انخفاض الإنتاجية
- أشار تقرير نشرته "يو إس إيه توداي" إلى أن العمال من كبار السن يضطرون للعمل لفترة أطول بسبب تراجع المعاش التقاعدي، وهو ما يؤدي لخفض تواجد العمال الأكثر إنتاجية في سوق العمل والذين يطلق عليهم العمالة الأساسية.
- ذكرت دراسة لجامعة "السوروبون" في باريس أن هناك 3 مجموعات سنية مختلفة للعمالة في الولايات المتحدة، الأولى هي العمال صغار السن والذين تتراوح أعمارهم بين 15 إلى 24 عاما، والثانية بين 25 إلى 54 عاما، والثالثة تتراوح بين 55 إلى 64 عاما.
- ارتفعت نسبة العمال في الفئة الأكبر سنا إلى مستوى 61% في عام 2014 مقابل 60% في عام 2004، بينما انخفضت نسبة العمالة الأساسية (الفئة السنية الثانية) إلى 77% مقابل 79% في 2004، بحسب منظمة التعاون الاقتصادي والتنمية.
- تمكنت الولايات المتحدة من زيادة الإنتاجية من خلال دفع كبار السن للمشاركة في القوى العاملة بجانب مزيد من النساء والمهاجرين، إلا أن هذا التوجه تسبب أيضا في خفض الإنتاجية لكل عامل أيضا.
اتساع عدم المساواة
- قال الاقتصادي الفرنسي "توماس بيكيتي" في مؤتمر خلال الشهر الجاري إن انخفاض المعاشات التقاعدية الأمريكية أسهم أيضا في زيادة الفجوة بين الأغنياء والفقراء، وهو ما تسبب جزئيا في الكساد العظيم في عامي 2008 و 2009.
- من خلال خفض المعاشات تحولت الولايات المتحدة بشكل أقرب للاقتصاد الرأسمالي، والذي لا تعتمد فيه الشركات على المعاشات التقاعدية لجذب العمالة، مع عدم وجود شبكة أمان تستلزم فرض ضرائب على الشركات والعمال لجمع أموال لسداد المعاشات، وهو وضع مشابه لمعظم الدول الأوروبية.
- تسبب هذا التوجه في زيادة عدم المساواة، مع عدم قدرة العمال من الطبقات الدنيا والمتوسطة على تحمل تكلفة الحصول على المعاش التقاعدي، بينما يمكن للأغنياء فعل ذلك، كما أن دفع كبار السن للمشاركة في سوق العمل أدى إلى سحب الاقتصاد الأمريكي للوظائف من العمال صغار السن والذين بإمكانهم تقديم معدل إنتاجية أكبر.
- يعمل كبار السن بمعدل إنتاجية أقل، في حين أن ذروة متوسط سن العمال الذين يقدمون أعلى إنتاجية يبلغ 43 عاما.
أزمة المعاشات والعمال
- انخفضت مساهمة الدخل الخاص للعاملين في خطط المنافع التقاعدية من مستوى 38% إلى 15% منذ عام 1980 وحتى عام 2015، بحسب المكتب الأمريكي لإحصاءات العمل.
- تسبب انخفاض المعاشات التقاعدية في الولايات المتحدة في فقدان العمال لقدرتهم التفاوضية مع الشركات الخاصة.
ماذا عن المتقاعدين؟
- يشارك حوالي 43% من العاملين في القطاع الخاص الأمريكي خلال الوقت الحالي في خطط الادخار التقاعدي أو غيرها، وهو ما لا يكفي لدعم معظم المتقاعدين خلال فترات تقاعدهم.
- حتى نهاية عام 2015، كان متوسط مبلغ الادخار التقاعدي لدى شركة "فيدلاتي إنفيسمنت" إحدى أكبر شركات التقاعد في الولايات المتحدة حوالي 91.3 ألف دولار أمريكي، وهو رقم قليل مقارنة بما يعتقد الخبراء ضرورة توفيره للتقاعد.
- تساءل التقرير عما إذا كان الحل يكمن في الحفاظ على العمل وتوفير المزيد من الأموال لخطط التقاعد، أم أن الأمر يتطلب منظورا أوسع يتمثل في مشاركة الحكومة والشركات والعمال معا للنظر في إحياء المعاش التقاعدي أو وضع تشريعات تجبر الشركات على زيادة مساهمتها في الادخار التقاعدي للموظفين.
- تبدو واشنطن قلقة بشأن توفير الأمان الاجتماعي والرعاية الصحية، بالإضافة لمزيد من المخاوف بشأن أمور أكثر شمولا بشأن التوفير للمعاشات التقاعدية، ما يجعل الحل مقصورا بين الشركات الأمريكية والعمال فحسب.
مصدر: أرقام