علي وقع التطورات السياسية والعسكرية في لبنان، يتوجه رئيس الحكومة سعدالحريري إلي الولايات المتحدة الأميركية للقاء الرئيس دونالد ترامب، في زيارة هي الأولي له في عهد الرئيس ميشال عون.
وتأتي هذه الزيارة بعد لقائه عام ٢٠١١ بالرئيس الأميركي السابق باراك أوباما. يومها كانت حكومته تُطاح دون علمه، فانتقل من رئيس حكومة إلي زائر عادي للولايات المتحدة.
اليوم يعود الحريري إلي واشنطن بصفة رئيس الحكومة اللبنانية، ولم تُحدد هذه الزيارة إلا بعد التأكد من إمكانية لقائه بالرئيس الأميركي الحالي، ويبدو أن المحاولة لم تكن لتنجح لولا الوساطة السعودية لترتيب هذا اللقاء، بحسب ما يؤكد الخبير في الشؤون الأميركية جورج علم لوكالة أنباء الجمهورية الإسلامية الإيرانية.
بحسب علم، فإنّ هذه الزيارة نُسّقت جيداً مع المملكة، وربما يكون ترامب قد خطط لها خلال زيارته الأخيرة إلي السعودية.
ويركز علم علي تزامن الزيارة مع المعركة الدائرة في جرود عرسال، معتبراً أنه لا يجب استباق نتائج اللقاء قبل متابعة التطورات والمستجدات في هذه المعركة.
لا يقلل علم من أهمية الزيارة، ويؤكد أن موضوع النازحيين السوريين في لبنان سيكون محور اللقاء، دون أن يرسم صورة واضحة للنتائج التي يمكن أن تترتب علي هذا النقاش، ولا يجزم في المقابل بحث الطرفين في موضوع العقوبات الأميركية علي حزب الله، ويري أن نتيجة البحث إذا ما نوقش الموضوع سيتركز علي التخفيف من أثر هذه العقوبات إقتصادياً علي لبنان.
الكاتبة والمحللة السياسية سكارليت حداد لا تعتقد بدورها أن يذهب الحريري إلي طرح موضوع العقوبات علي حزب الله أمام الرئيس الأميركي. كل ما يهم رئيس الحكومة بحسب حداد أن لا يؤثر هذا الموضوع علي الإقتصاد اللبناني، وإن كان التأثير هنا أمراً مفروغاً. لكنها تشدد في الوقت نفسه علي أن أميركا لا تخف عداءها لإيران ونفوذ إيران المتمثل في حزب الله، وبالتالي كل ما يهم الولايات المتحدة أن تضعف نفوذ إيران وتزيد الضغط علي حزب الله بكل الوسائل الممكنة.
لا تتوقع حداد الكثير من هذا اللقاء، وتؤكد أن كل طرف يعرف حدود اللعبة. وبرأيها فإن ما يسعي إليه الرئيس الحريري هو إثبات نفسه للخارج، ولن تستطيع هذه الزيارة أن تؤثر علي مجريات الأحداث والتطورات في لبنان، من العملية العسكرية في جرود عرسال إلي محاربة الإرهاب بشكل عام وصولاً إلي الشأن الداخلي السياسي.
وتربط الكاتبة والمحللة السياسية خلال حديثها مع وكالة أنباء الجمهورية الإسلامية الإيرانية بين توقيت الزيارة وبدء المعركة في جرود عرسال، لافتةً إلي أن الولايات المتحدة الأميركية ليست ضد هذه العملية لأنها تفيد الأمن اللبناني، ولكنها تري أن التركيز الأكبر والأهم سيكون علي المساعدات الأميركية للجيش اللبناني إضافة إلي موضوع النازحيين السوريين في لبنان ومدي قدرة الرئيس سعد الحريري علي التأثير في الموقف الأميركي لحل هذه الأزمة.
إذاً، يجمع المحللون علي أنّ هذه الزيارة كانت متوقعة، ولكنهم يتريثون في رسم نتائجها في ظل التطورات المتسارعة في المشهد اللبناني وتحديداً ما يتعلق بالنتائج التي قد تترب علي معركة جرود عرسال.