وبعد 16 شهراً من المحادثات غير المباشرة بين طهران وواشنطن، قال مسؤول السياسة الخارجية في الاتحاد الأوروبي، جوزيب بوريل، في 8 أغسطس الماضي إن التكتل قدم عرضاً نهائياً للتغلب على المأزق، من أجل إحياء الاتفاق.
وأرسلت إيران هذا الشهر أحدث رد لها على عرض الاتحاد الأوروبي. لكن بريطانيا وفرنسا وألمانيا والولايات المتحدة قالت الأسبوع الماضي إن لديها شكوكاً خطيرة بشأن نيات إيران، بعد أن حاولت ربط إحياء الاتفاق بإغلاق تحقيقات الوكالة الدولية للطاقة الذرية.
وأبلغت ويندي شيرمان، نائبة وزير الخارجية الأمريكي، صحيفة «واشنطن بوست»، السبت، أن المفاوضات وصلت إلى طريق مسدودة في الجولة الأخيرة من المفاوضات، مشيرة إلى أن إيران أعادت على الرد الأميركي بشأن المسودة الأوروبية، رداً صعباً وغير مقبول بالنسبة إلينا. وقالت: لقد أرسلنا رسالة حول ما نعتقد أنه ضروري وما العناصر الحاسمة.
وأضاف شيرمان أن الرئيس الأمريكي، جو بايدن، سيستمر في البحث عن طرق للمضي قدماً بالمفاوضات، لكنها أضافت أن الإدارة تستعد لجميع الاحتمالات. وأشارت المسئولة إلى إجماع بين الرئيس ووزيري الخارجية والدفاع حول منع إيران من الحصول على أسلحة نووية. وقالت: نعتقد أن العودة إلى الاتفاق النووي أفضل طريق لضمان ذلك.
وقالت أيضاً: نحن نسعى لإعادة الأميركيين المحتجزين ظلماً في إيران إلى بلادهم، بعض النظر عما يحدث في الاتفاق النووي، وأضاف: هذا العمل مستمر حتى يصبح هؤلاء الأمرسكيون آمنين ويعودون إلى الوطن وعائلاتهم.
وتعقيباً على شيرمان، قال المتحدث باسم وزارة الخارجية الإيرانية، ناصر كنعاني، لوكالة «إيسنا» الحكومية إن إيران لا تزال مستعدة لتبادل السجناء مع الولايات المتحدة، بغض النظر عن نتائج المحادثات النووية. وقال كنعاني: مع الاتفاق أو من دونه، مستعدون لتبادل السجناء بين إيران وأمريكا. إنها قضية إنسانية». وأضاف: أجرينا مفاوضات عبر طرق مختلفة وتوصلنا إلى الاتفاق المطلوب، والآن القرار يعود للحكومة الأمريكية فيما إذا كانت تريد تنفيذ هذا الاتفاق أم لا.
ونفى كنعاني أن تلعب روسيا دور الرادع في التوصل إلى محادثات نووية. وقال إن إيران لا تضحي باستقلالها السياسي من أجل العلاقات مع دولة، ولدينا التوجه نفسه في مسار المفاوضات. وأضاف: روسيا واحدة من أعضاء الاتفاق، ومن الطبيعي أن تشارك في مسار المفاوضات.
وأشار كنعاني إلى أن «الطرف الأساسي في مسار المفاوضات الذي يجب أن يتحمل المسئولية ويساعد على أن تثمر المفاوضات هو أمريكا، متهماً واشنطن بطرح مزاعم حول إيران أو دور روسيا، ووصفها بالهروب إلى الأمام.
وقال كنعاني: بعبارة أخرى؛ إذا تحملت الحكومة الأميركية المسؤولية ووافقت على نتائج المفاوضات، فنحن مستعدون لإنجاز المحادثات، ولم تقم روسيا والصين وأوروبا بدور المعرقل للاتفاق.