أوراق الشجرة الفرنسية تتساقط تباعا في النيجر

سياسة 11:40 30.08.2023
بعد إتمام الانقلاب في النيجر شهره الأول، باتت فرنسا التي تعد الشريك الأول السابق للبلاد في وضع لا تحسد عليه، بعد مطالبة الحكام الجدد في نيامي سفير باريس بالمغادرة، في تطور ردت عليه حكومة الرئيس إيمانويل ماكرون بالرفض القاطع، وذهبت أبعد من ذلك بنزع شرعية الانقلابيين.
 
واكتفى الرئيس ماكرون الإثنين بدعوة المجموعة الاقتصادية لدول غرب أفريقيا (إيكواس) إلى عدم التخلي عن الرئيس محمد بازوم الذي تمت الإطاحة من قبل الانقلابيين في الـ 26 من يوليو الماضي، وهو الذي كان الحليف الموثوق بالنسبة إلى باريس.
 
وفي ظل العجز عن إعادة الرئيس بازوم إلى منصبه فإن التساؤلات التي تخامر المتابعين تتمحور حول الأوراق التي تملكها باريس حالياً لمواجهة الواقع الجديد الذي فرضه الانقلابيون بقوة السلاح يد الشعبي، متجاهلين بذلك التهديدات التي ما انفكت "إيكواس" وباريس تطلقها، وأيضاً العزلة التي بات هؤلاء يرزحون تحت وطأتها.
 
 وبعد مرور شهر بدا وكأن الانقلابيين بصدد ربح الوقت في مواجهة الضغوط الخارجية، لا سيما في ظل الارتباك الذي يخيم على مجموعة "إيكواس" وفرنسا في الرد على عملية الإطاحة ببازوم، وفشلت المساعي الدبلوماسية في تغيير الوضع وبدا الأمر يزداد تعقيداً في ظل الإجراءات التصعيدية التي يقوم بها حكام نيامي الجدد.
 
وفي تطور شبيه بذلك الذي شهدته مالي وبوركينافاسو عندما شهدتا انقلابات خلال الأعوام الماضية، أمهل الانقلابيون في النيجر فرنسا 48 ساعة لسحب سفيرها سيلفان إيتي، لكن المهلة انتهت من دون أن يغادر. وعلى رغم السوابق التاريخية مثل مقتل السفير الفرنسي في جمهورية الكونغو الديمقراطية عام 1993 خلال مواجهات مسلحة بين متمردين وموالين أمام السفارة، إلا أن ماكرون تحدى الانقلابيين في النيجر قائلاً إن السفير سيبقى هناك على رغم الضغوط.
 
وقال المتخصص في الشأن العسكري والمؤسس المشارك لشبكة التفكير الاستراتيجي في منطقة الساحل الأفريقي غيروم بيني إن الكرة الآن في ملعب المجموعة الاقتصادية لدول غرب أفريقيا في شأن اتخاذ القرارات اللازمة لمواجهة الوضع في النيجر، سواء كانت قرارات دبلوماسية أم عسكرية.
 
وتابع بيني أن الوضع في النيجر لا يعتمد على فرنسا، فمحاولة الانقلاب في المقام الأول انتزاع للسلطة والموارد التي تعتبر ملكاً للنيجريين، لذلك فإن باريس شريك تاريخي وجزء من منطق دعم التسوية السلمية للوضع. وأوضح أن الانقلابيين محاصرون الآن ويحاولون إيجاد أية طريقة لتشتيت الرأي العام الوطني، وكان اتهام فرنسا بكل الشرور الخطاب الأمثل للإثارة في منطقة الساحل والصحراء، لكن ذلك لا يحل مشكلات المنطقة"، لافتاً إلى أن من مصلحة فرنسا الاستقرار في منطقة جنوب البحر الأبيض المتوسط، بينما المصالح الاقتصادية طفيفة.
 
وإذا فقدت فرنسا توازنها في النيجر، وهو الأقرب في ظل المؤشرات الراهنة، فإن ذلك سيشكل انتكاسة للغرب، لا سيما وأن من المحتمل أن يرتمي الانقلابيون في أحضان روسيا أسوة بما فعله نظراؤهم في مالي وبوركينافاسو المجاورتين، وفي ظل المطالبات الشعبية القوية بذلك على رغم أن أداء موسكو عبر ذراعها العسكرية الخارجية القوية من مرتزقة فاجنر اتسم بوهن كبير، ولم تفلح هذه الشركة الأمنية الخاصة في تقليم أظافر الإرهابيين الذي عززوا مواقعهم خلال الأعوام الماضية في هاتين الدولتين.
 
وسبق لفرنسا أن واجهت أوضاعاً مماثلة لتلك التي تعيشها الآن في النيجر وتحديداً في بوركينافاسو ومالي، لكنها لم تفلح في تصحيح الأوضاع هناك بصورة تخدم مصالحها، إذ أقرت المجالس العسكرية في باماكو وواغادوغو إجراءات أنهت الشراكات التي تربط بلديهما بفرنسا، لكن رياح التغيير في نيامي قد تحمل معها تداعيات يصعب احتواؤها بالنسبة إلى فرنسا، فمنذ أعوام اعتمدت باريس على يورانيوم النيجر لتشغيل محطاتها النووية، وبحسب أرقام الرابطة النووية العالمية فإنها تحتل المرتبة السابعة عالمياً في إنتاج اليورانيوم المستخدم في توليد الكهرباء من الطاقة النووية، وتعد النيجر من أكبر موردي هذه المادة إلى أوروبا وفرنسا بخاصة، بينما تستعمله دول القارة العجوز في علاجات السرطان والدفع البحري والأسلحة النووية.
 
 وقال المتخصص في الشؤون الدولية رشيد خشانة إن السياسة الفرنسية ستستمر كما هي، والرئيس ماكرون لم يستوعب الدروس مما حصل حتى الآن سواء في بلدان أفريقية أخرى أو النيجر نفسها، وكان عليه أن يسعى إلى فهم ما يحدث من طريق العقل المدبر في النخبة الأفريقية لدى مختلف هذه البلدان.
 
  وذكر خشانة أنه لا يتوقع أن "يكون هناك تصالح أو حل سياسي للخلاف بين النيجر وفرنسا التي ليس أمامها الآن أية خيارات، فباريس لا تزال فقط تحث الدول الأفريقية على التدخل عسكرياً، وهو أمر ترفضه تلك الدول لأن ليس لديها العتاد العسكري الكافي ولا الأسلحة".
 
وأردف المتحدث أن فرنسا تعيش أسوأ أوضاعها في النيجر منذ اندلاع الأزمة، وخلفية ما يحصل في الساحل الأفريقي هو نوع من التمرد على ما كان يسمى فرنسا الأفريقية، وهي سياسة أرساها الجنرال شارل ديغول خلال ستينيات القرن الماضي، وبموجبها منح الاستقلال لعدد كبير من الدول الأفريقية التي كانت تخضع للاحتلال الفرنسي.
 
وفي ظل الصعوبات التي تواجهها إيكواس للتدخل عسكرياً لتصويب الأوضاع في النيجر، فإن فرنسا ستجد نفسها على الأرجح أمام وضع يصعب التعامل معه، لا سيما مع تصاعد المشاعر العدائية تجاه حضورها هناك. 
 
خبير عسكري : إذا توقفت عملية ترسيم الحدود...

أحدث الأخبار

خبير سياسي : "الغرب يستخدم أرمينيا ضد روسيا"
13:00 17.05.2024
رئيس الوزراء السنغالي ينتقد تواجد القواعد العسكرية في بلاده
12:00 17.05.2024
كاليدونيا الجديدة... طوارئ ومطالب بالاستقلال عن فرنسا
11:46 17.05.2024
صندوق النقد يتوقع نمو الاقتصاد العراقي 1.4 % في 2024 و5.3 % في 2025
11:30 17.05.2024
روسيا والصين تعملان معاً من أجل خلق نظام عالمي عادل
11:15 17.05.2024
حماس ترحب بإعلان قمة البحرين وتوجه دعوة للدول العربية
11:00 17.05.2024
بطريرك القدس للاتين يزور مدينة غزة
10:45 17.05.2024
الهند المعارضة تتهم مودي بإصدار تصريحات تشهّر بالمسلمين
09:30 17.05.2024
الرئيس الموريتاني السابق يغادر السجن لتقديم ملف ترشحه للرئاسية
09:15 17.05.2024
مصر ترفض مقترحاً إسرائيلياً حول معبر رفح
09:00 17.05.2024
دبي تعتمد استراتيجية جودة الحياة في الإمارة
18:00 16.05.2024
ما تأثير الأحداث الجارية في جنوب القوقاز علي أذربيجان؟
17:26 16.05.2024
خبير سياسي : الإتحاد الأوروبي لن يساعد أرمينيا
16:00 16.05.2024
خبير سياسي : الغرب يسعي إشعال حرب بين جورجيا وروسيا
15:59 16.05.2024
انطلاق "قمة المناخ والمياه" في جامعة أضا
انطلاق "قمة المناخ والمياه" في جامعة أضا
14:52 16.05.2024
ما تأثير الأحداث الجارية في دول الجوار علي أذربيجان؟ أومود ميرزايف يجيب
13:52 16.05.2024
فيسبوك تحذف منشورات عن لقاء رئيس وزراء ماليزيا وإسماعيل هنية
12:45 16.05.2024
فرنسا تنشر الجيش لضمان أمن مرافئ ومطار كاليدونيا الجديدة
12:30 16.05.2024
مخيمات غزة تعاني ظروفاً مهينة للإنسانية
12:15 16.05.2024
مصر تتسلم 14 مليار دولار من الإمارات قيمة الدفعة الثانية من صفقة رأس الحكمة
12:00 16.05.2024
مقتل 12 جندياً إسرائيلياً في عملية بمخيم جباليا
11:45 16.05.2024
طهران تعلن تسوية نصف القضايا العالقة مع الذرية الدولية
11:30 16.05.2024
زيلينسكي يلغي زيارته لأسبانيا والبرتغال بسبب تدهور الوضع في خاركيف
11:15 16.05.2024
فارض اسماعيل زاده: مشكلة المياه واحدة من أخطر المشاكل في أذربيجان
10:53 16.05.2024
الهند تقلّل من أهمية عقوبات واشنطن إثر اتفاقها لتطوير ميناء تشابهار الإيراني
10:30 16.05.2024
أردوغان إسرائيل قد تضع عينها على الأناضول بعد غزة
10:15 16.05.2024
العالم عند مفترق طرق
10:00 16.05.2024
الرئيس الفرنسي يعلن حالة الطورائ في كاليدونيا الجديدة
09:45 16.05.2024
الحكومة التركية تبذل قصارى جهدها لخفض معدل التضخم
09:30 16.05.2024
إطلاق نار على رئيس وزراء سلوفاكيا ونقله إلى المستشفى
09:15 16.05.2024
أردوغان يتهم حركة جولن بتدبير محاولة انقلاب جديدة
09:00 16.05.2024
الأمم المتحدة تفتح تحقيقاً بمقتل أول موظف دولي في رفح
17:30 15.05.2024
خبير عسكري : إذا توقفت عملية ترسيم الحدود...
16:45 15.05.2024
علييف : فرنسا تربك المجتمع الدولي
16:00 15.05.2024
خبير سياسي : أرمينيا لن تنضم للاتحاد الأوروبي
15:00 15.05.2024
بوريل: عملية رفح ستؤثر بقوة على علاقات أوروبا مع إسرائيل
14:00 15.05.2024
طائرة ترامب تتعرض لحادث في فلوريدا
13:00 15.05.2024
هل منطقة جنوب القوقاز علي مشارف حرب أوكرانية ثانية؟
12:19 15.05.2024
تحذيرات إسرائيلية من انسحاب مصر من الوساطة في مفاوضات غزة
12:00 15.05.2024
بوتين العلاقات التجارية والاقتصادية بين روسيا والصين تتطور بسرعة
11:30 15.05.2024
جميع الأخبار