يمر 29 عاماً من أحداث 20 يناير 1990 والتي دخلت تاريخ أذربيجان كمأساة يناير الدموية.
ويمكن اعتبار هذا الحادث الذي يعكس السياسة المتبعة ضد شعبنا خلال القرن العشرين، استمراراً لأحداث قاره باغ الجبلية التي بدأت برعاية القيادة السوفيتية والإبادة الجماعية ضد الشعب الأذربيجاني وطرد الأذربيجانيين من أراضيهم القديمة في أرمينيا الحالية.
ما هي الأسباب التاريخية لمأساة 20 يناير وأهميتها بالنسبة لاستقلال أذربيجان؟
"يجب اعتبار مأساة 20 يناير عدواناً عسكرياً للآلة العسكرية السوفيتية ضد الشعب الأذربيجاني. هذه واحدة من أسوأ الجرائم المرتكبة ضد الإنسانية. إن قتل وجرح المئات من الأبرياء نتيجة للعدوان المسلح على السكان المدنيين الذين كانوا يناضلون من أجل السيادة الوطنية والسلامة الإقليمية إظهار طبيعته الإجرامية للإمبراطورية السوفييتية عشية انهيارها للعالم بأسره".
وهذا ما قاله رئيس مؤسسة اورأسيا الدولية للصحافة السيد أومود رحيم أوغلو لمراسل بوابة Eurasia Diary. وفي رأيه أنه من الخطأ أن يقام بتحليل الأحداث الواقعة في باكو يوم 20 يناير عام 1990 منفصلاً عن العدوان الأرميني الغاشم على بلادنا. وإنه: " أقيمت في العهد السوفيتي حملات إعلامية تعمدية ومعادية لأذربيجان وفي النتيجة تكونت الفكرة الاجتماعية المعادية لأذربيجان. قام الإيديولوجيون الأرمن ومشجعوهم بتزوير الحقائق عن التقدم الاجتماعي الأقتصادي لأذربيجان بصورة واضحة ووزعوه على مستوى الاتحاد السوفيتي. وأدت السياسة العدوانية لأرمينيا وحمايتها من قبل القيادة السوفيتية السابقة واحتجاجات االجمهور الواسع من الشعب على هذه السياسة وحمايتها واللجوء إلى الوحدات المسلحة المدربة تدريباً جيداً لقمع هذه الاحتجاجات إلى المأسة الدموية في 20 يناير عام 1990.
أشار رئيس مؤسسة أورأسيا إلى أن الخبراء من منظمة "Shit" الروسية العاملة في مجال الدفاع عن حقوق الإنسان أظهروا تقاصيل هذا الحادث المروع الواقع في باكو، "وتم نشر استنتاجاتهم في الصحافة. كما تبين من هذه الاستنتاجات أنه تم أصابة الناس في أحداث باكو من القرب وبقساوة خاصة وأطلق النار على المستشفيات وعلى سيارات الإسعاف وقتل الأطباء. ومن أفظع الوقائع هو قتل بعض الناس بضربات الحربة والسكين.
تمت الاستفادة من رصاصة بندقية كلاشينكوف التي عيارها 5.45 مم والتي تغير مركزها للثقل. وهذا يعني الانتهاك السافر لجميع البيانات والقرارات حول الدفاع عن حقوق الإنسان وبما فيها الإعلان العالمي لحقوق الإنسان لعام 1948 والعهد الدولي الخاص بالحقوق المدنية والسياسية لعام 1966 وبيان هلسنكي الختامي لمؤتمر الأمن والتعاون في أوروبا لعام 1975 والقرار الختامي لاجتماع فينا لمؤتمر الأمن والتعاون في أوروبا لعام 1989 ( بيان الدفاع عن حقوق المرأة والطفل في حالات الطوارئ والصراعات العسكرية) والاتفاقيات السارية مفعولها التي تنظم العمليات العسكرية، ولا سيما البيان عن عدم الاستفادة من الطلقات حفيفة الدوران والانتشار خلال المعارك لعام 1980 (معاهدة لاهاي الرابعة لقواعد المعارك البرية لعام 1967) ".
قال أومود رحيم أوغلو إنه بعد إعادة حيدر علييف إلى الحكم في عام 1993، تم تعزيز أفكار إقامة الدولة المستقلة في أذربيجان وتم تقييم مأساة يناير الدموية لعام 1990 تقييماً قانونياً وسياسياً على مستوى الدولة.
وأكد رئيس مؤسسة أروأسيا أن أحداث 20 يناير كانت نهاية الحكم السوفيتي في أذربيجان: "أذربيجان أعادت استقلالها. في كل عام، في 20 يناير، نحيي ذكرى مواطنينا الذين استشهدوا من أجل الاستقلال. أعتقد أنه يجب على كل أذربيجاني أن يعرف أن تذكر هذه المأساة وإحياء ذكرى شهدائنا هي الفريضة المقدسة عليها بغض النظر عن مكان إقامته في العالم ".