كشفت هبة القدس أو المسجد الأقصى، عن أن إسرائيل تتجه نحو مصير سيئ، وأن العناد الذي كان يتسم به نظام جنوب أفريقيا العنصري، هو نفس العناد الإسرائيلي والعنجهية والغطرسة.
وأذكر أنه في سبعينيات القرن الماضي، اشتدت أعمال العنف في جنوب أفريقيا بين السود والبيض، وعندما أثيرت قضية النظام العنصري في أمريكا أخيراً، توجه هنري كيسنجر وزير الخارجية الأمريكي إلى جنوب أفريقيا؛ كي يطرح حلولاً للمشكلة، واجتمع مع ايان سميث رئيس حكومة جنوب أفريقيا، وكان نيلسون مانديلا في ذلك الوقت في السجن، ورسم فنان كاريكاتير أمريكي في مجلة أمريكية رسماً تخيلياً للمشكلة في جنوب أفريقيا، بأن رسم كيسنجر يجلس على كرسي، ويقابله ايان سميث.
ففي حين يتحدث كيسنجر عن المساواة بين البيض والسود، كان سميث يتخيل أن ما يقوله يعني بأن يجلس شخص أسود على الكرسي مكانه، بينما سميث يحمل بيده مروحة من القش يحركها فوق رأس الرجل الأسود.
وفي حين يقف الرجل الأسود خلف سميث ويتخيل من الحديث الذي يدور بين الرجلين أنه يأكل قطعة من اللحم.
وفي الحقيقة، فإن السنوات دارت حتى خرج نيلسون مانديلا من السجن، وتحققت نبوءة فنان الكاريكاتير الأمريكي، وأصبح مانديلا رئيساً لجنوب أفريقيا رئيساً للبيض والسود.
وخلال سنوات اعتقال نيلسون مانديلا، طلب النظام العنصري في جنوب أفريقيا منه أن يخرج للناس وللمؤتمر الأفريقي؛ ليطلب منهم إيقاف العنف، فخرج في موكب مشهود، وقال كلمة، وقال: "إن حريتي تعز عليّ ولكن حرية شعبي أهم".
وبعد سنوات اضطر نظام جنوب أفريقيا، أن يفرج عن نيلسون مانديلا، وجرت الانتخابات في جنوب أفريقيا، وفاز برئاسة الدولة، وانتهى عناد نظام جنوب أفريقيا وبطشه وجبروته بالسود.
وخلال سنوات اعتقال نيلسون مانديلا، طلب النظام العنصري في جنوب أفريقيا منه أن يخرج للناس وللمؤتمر الأفريقي؛ ليطلب منهم إيقاف العنف، فخرج في موكب مشهود، وقال كلمة، وقال: "إن حريتي تعز عليّ ولكن حرية شعبي أهم".
وبعد سنوات اضطر نظام جنوب أفريقيا، أن يفرج عن نيلسون مانديلا، وجرت الانتخابات في جنوب أفريقيا، وفاز برئاسة الدولة، وانتهى عناد نظام جنوب أفريقيا وبطشه وجبروته بالسود.
والآن يعيش الشعب الفلسطيني نفس التجربة مع إسرائيل، وربما لا تشعر إسرائيل أنها أصبحت في العالم كنظام عنصري منبوذ، كما حصل مع نظام جنوب أفريقيا، فالعالم كله ينبذها بصفتها نظاماً عنصرياً، ولم تعد الخرافات التي تتغنى بها الحكومات الإسرائيلية تجدي نفعاً، واستمرار اعتماد الحكومة الإسرائيلية على اللوبي الصهيوني في أمريكا كسند لها لن يدوم طويلاً، وسيأتي وقت ليس ببعيد، حتى يوقف العالم إسرائيل عند حدها، بحيث تنتهي قصة النظام العنصري في فلسطين إلى الأبد، كما حصل في جنوب أفريقيا.
وأعتقد، أن نتنياهو جرّ إسرائيل إلى الهاوية بما فعله في القدس.
وأعتقد، أن نتنياهو جرّ إسرائيل إلى الهاوية بما فعله في القدس.