أعلنت الأحزاب الممثلة للعرب في محافظة كركوك، شمالي العراق، رفضها لاستفتاء الانفصال، الذي يعتزم الإقليم الكردي إجراءه في وقت لاحق من الشهر الجاري.
جاء ذلك، خلال مؤتمر صحفي، اليوم الأحد، بمدينة كركوك مركز المحافظة التي تحمل الاسم نفسه تحدث فيه النائب في البرلمان العراقي عن عرب المحافظة خالد المفرجي، عقب اجتماع ضم ممثلي الأحزاب التي تمثلهم.
وشددت الأحزاب على أنها "لن تتعامل مع نتائج الاستفتاء على اعتبار أنه مخالف للقانون والدستور".
والأحزاب المشاركة هي "للعراق متحدون، جبهة الحوار الوطني، اتحاد القوى الوطنية، الحل، الحق، التجمع الجمهوري العراقي، نهضة جيل، المشروع العربي، العمل، الوفاء، والهيئة الاستشارية العربية
في كركوك (منظمة بدر)، التيار الصدري (كتلة الأحرار)، والوفاق الوطني".
وقال المفرجي إن تلك الأحزاب ترفض الاستفتاء لـ"عدم استناده لأية مرجعية دستورية أو قانونية".
وأشار إلى رفض الأحزاب أيضاً شمول محافظة كركوك والمناطق المتنازع عليها الأخرى بين بغداد والإقليم بالاستفتاء.
وأضاف أن الأحزاب الممثلة للعرب تعتبر الاستفتاء "بداية لتقسيم العراق".
وأكد المفرجي "إننا لن نعترف بنتائج الاستفتاء ولن نتعامل مع كل مخرجاته ونعتبره عملاً حزبياً لا يمت للشرعية بصلة".
ودعا المفرجي رئاسات العراق الثلاثة (الجمهورية، البرلمان، والوزراء) إلى "الاضطلاع بواجباتها الدستورية للحفاظ على وحدة العراق وسلامته وسيادته واستقلاله".
ودعا النائب العراقي المواطنين العرب في كركوك إلى مقاطعة الاستفتاء وعدم المشاركة فيه.
يأتي هذا الموقف بعد يوم واحد من موقف مماثل صدر عن الأحزاب، التي تمثل التركمان في محافظة كركوك، حيث عبرت تلك الأحزاب عن رفضها للاستفتاء، ودعت التركمان إلى مقاطعته.
والاستفتاء، المزمع إجراءه، في 25 سبتمبر/أيلول المقبل، غير مُلزم، ويتمحور حول استطلاع رأي سكان المحافظات الثلاث في الإقليم الكردي، وهي، أربيل والسليمانية ودهوك، ومناطق أخرى متنازع عليها،
بشأن إن كانوا يرغبون بالانفصال عن العراق أم لا كمحافظة كركوك.
وترفض الحكومة العراقية الاستفتاء، وتقول إنه لا يتوافق مع دستور البلاد، الذي أقر في 2005، ولا يصب في مصلحة الأكراد سياسيًا ولا اقتصاديًا ولا قوميًا.
كما ترفض الجارة تركيا إجراء هذا الاستفتاء، وتقول إن الحفاظ على وحدة الأراضي العراقية مرتبط بإرساء الأمن والسلام والرخاء في المنطقة.
وأعربت الولايات المتحدة في أكثر من مناسبة عن قلقها من الاستفتاء، معتبرة أنه سيشكل انحرافًا عن الأولويات العاجلة، مثل هزيمة "داعش" وتحقيق استقرار البلاد.