فيما اتهم مسؤول بارز الرئيس الأمريكي دونالد ترمب بعودة ”مجنونة“ للمواجهة مع طهران.
وبدا الإقبال على المسيرات السنوية التي تنظم في الشوارع، إحياء لذكرى الحدث المحوري في الثورة الإسلامية، أكبر من السنوات الأخيرة التي انتهج فيها باراك أوباما سلف ترمب سياسة توافقية مع طهران.
وفي الشهر الماضي شق تراب الصف مع حلفاء أوربيين وروسيا والصين برفضه التصديق على التزام إيران بالاتفاق النووي الموقع في 2015 مع القوى الكبرى والذي أبرم في عهد أوباما. ورفعت أغلب العقوبات الدولية عن طهران بموجب الاتفاق في مقابل كبحها لأنشطتها النووية التي اعتبرت قابلة للتوجيه لتطوير قنابل نووية.
وأعادت إيران التأكيد على التزامها بالاتفاق، وتأكد مفتشون تابعون للأمم المتحدة من انصياع طهران لبنوده لكن الزعيم الإيراني الأعلى آية الله على خامنئي هدد ”بتمزيق“ الاتفاق إذا انسحبت منه الولايات المتحدة.
وذكرت وسائل إعلام إيرانية رسمية أن علي شمخاني أمين المجلس الأعلى للأمن القومي قال للحشد في طهران "كل الحكومات تؤكد أن الرئيس الأمريكي شخص مجنون يجر الآخرين نحو الانتحار".
وأضاف "سياسات ترمب ضد شعب إيران دفعتهم للخروج إلى الشوارع اليوم".
لكن شمخاني لم يحدد الحكومات التي يقصدها. وعبرت الدول الأخرى الموقعة على الاتفاق النووي، وهي روسيا والصين وبريطانيا وفرنسا وألمانيا، عن انزعاجها من معارضة ترمب له خشية أن يتسبب ذلك في المزيد من عدم الاستقرار في الشرق الأوسط.
لكن الأوربيين يشاركون الولايات المتحدة قلقها من برنامج إيران للصواريخ الباليستية وسلوك طهران "المزعزع للاستقرار" في المنطقة.
قال مسؤولون إيرانيون بارزون مرارا إن طبيعة البرنامج الصاروخي للجمهورية الإسلامية دفاعية بالكامل وإنه غير قابل للتفاوض.
وذكرت وكالة تسنيم للأنباء أن صاروخا باليستيا من طراز (قدر) بمدى يصل إلى ألفي كيلومتر عرض قرب السفارة الأمريكية السابقة في طهران التي تحولت الآن لمركز ثقافي خلال مسيرات يوم السبت في إشارة على التحدي.
ونقلت تسنيم عن البريغادير جنرال حسين سلامي نائب قائد الحرس الثوري الإيراني الذي يشرف على تطوير الصاروخ قوله "ما تعتقده أمريكا عن أن إيران ستتخلى عن قوتها العسكرية هو حلم طفولي".
ونشرت وكالة فارس للأنباء صورا لمتظاهرين وهم يحرقون دمية لترمب ويرفعون لافتات كتب عليها "الموت لأمريكا".
وقطعت إيران والولايات المتحدة العلاقات الدبلوماسية بينهما بعيد ثورة عام 1979 والتي قام خلالها طلاب بالاستيلاء على السفارة واحتجزوا 52 أمريكيا رهائن لمدة 444 يوما.
وتحدث شمخاني بعد أيام قليلة من قول خامنئي إن الولايات المتحدة هي "العدو رقم واحد" للجمهورية الإسلامية.
وتصاعدت التوترات بين واشنطن وطهران مجددا في وقت تحسن فيه إيران علاقاتها السياسية والعسكرية مع روسيا.
وزار الرئيس الروسي فلاديمير بوتين طهران يوم الأربعاء. وقال له خامنئي إن على طهران وموسكو تكثيف التعاون لعزل الولايات المتحدة والمساعدة في نزع فتيل الصراع في الشرق الأوسط.
وتحارب إيران وروسيا في صف الرئيس السوري بشار الأسد ضد محاولات للإطاحة به من جماعات من المعارضة المسلحة، تساند الولايات المتحدة بعضها، وجماعات إسلامية.