اوقفت السلطات المصرية ثمانية مسلمين متهمين بمهاجمة منزل اسرة مسيحية في جنوب البلاد والاعتداء على سيدة مسيحية مسنة على خلفية شائعات عن علاقة بين ابنها وفتاة مسلمة بحسب مصدر في النيابة، فيما دعا بابا الاقباط لضبط النفس لتجنب "اشعال الفتنة".
ووقع الحادث في قرية الكرم في مركز ابو قرقاص في محافظة المنيا (قرابة 240 كم جنوب القاهرة) بعد ان اثارت الشائعات عن علاقة بين الشاب المسيحي والفتاة المسلمة غضب عشرات المسلمين ليهاجموا بيت الشاب الجمعة الفائت، بحسب بيان لمطرانية المنيا. الا ان هروب الاخير دفع المهاجمين للاعتداء على والدته التي تبلغ 70 عاما، بحسب مصدر مسؤول في النيابة.
وقال مصدر مسؤول في النيابة المصرية لوكالة فرانس برس الخميس ان "السيدة جاءت للنيابة الاربعاء وقالت امامها ان اهالي مسلمين غاضبين هاجموا بيتها بحثا عن ابنها وعندما لم يجدوه اشتبكوا معها واثناء ذلك ملابسها تمزقت".
واضاف المسؤول ان السيدة المسيحية "قالت امام النيابة ان الواقعة كلها حدثت داخل المنزل وليس في الشارع واتهمت في ذلك ثلاثة شباب من اصل ثمانية مقبوض عليهم في واقعة الهجوم على المنزل وقالت ان احد المتهمين الثلاثة قام بسترها (تغطيتها(".
ويشكل المسيحيون نحو 10% من سكان البلاد البالغ قرابة 90 مليون نسمة واندلعت اعمال عنف طائفية بين المسلمين والمسيحيين مرات عدة منذ الثورة الشعبية التي اطاحت بالرئيس المصري السابق حسني مبارك في شباط/فبراير من العام 2011.
من جهتها افادت مطرانية المنيا وابو قرقاص في بيان مساء الثلاثاء ان الحادث "مرتبط بشائعة علاقة بين مسيحي ومسلمة" وان العائلة المسيحية "حررت محضر (شكوى) في مركز الشرطة تبلغ فيها بتلقي تهديدات" قبل يوم من مهاجمة منزلهم.
واضافت ان الاعتداء حدث بالفعل في اليوم التالي وان "المعتدين قاموا بتجريد سيدة مسيحية مسنة من ثيابها هاتفين ومشهرين بها امام الحشد الكبير في الشارع".
واضاف البيان ان المهاجمين قاموا "بالتعدي على سبعة من منازل الاقباط وقاموا بسلبها وتحطيم محتوياتها وإضرام النار في بعضها".
وتتواجد الشرطة حاليا في القرية للحيلولة دون تصعيد الامور، بحسب ما افاد مسؤول شرطي.
واثر الحادث، دعا البابا تواضروس الثالث بابا الاقباط في مصر الى "ضبط النفس".
واعلن المتحدث باسم الكنيسة القبطية في بيان على صفحته على فيسبوك ان بابا الاقباط "يتابع الامر باهتمام مع القيادة السياسية والامنية حيث وعدوا قداسته بتتبع الجناة وتسليمهم للعدالة".
ودعا تواضروس الى "ضرورة ضبط النفس والتزام التعقل والحكمة للمحافظة على السلام الاجتماعي وان نغلق الطريق على كل من يريد المتاجرة بالحادث لاشعال الفتنة".
وتنتهي كثير من الازمات الطائفية في مصر بجلسات عرفية ودية يقول المسيحيون انها تهدر حقوقهم وتشهد تهجير اسر مسيحية بعيدا عن اماكن سكنهم.
afp_tickers