دعا قائد مجموعة "فاغنر" أمس الجمعة إلى انتفاضة على قيادة الجيش الروسي، بعدما اتّهمها بقتل عدد كبير من عناصره في قصف استهدف مواقع خلفيّة لهم في أوكرانيا، وهو اتّهام نفته موسكو مُطالبةً مقاتلي يفغيني بريغوجين باعتقاله بتهمة "الدعوة إلى تمرّد مسلّح".
وأكّد قائد فاغنر أنّه وعناصر مجموعته البالغ عددهم 25 ألفاً مُستعدّون للموت من أجل "الوطن الأمّ"، و"تحرير الشعب الروسي" من التسلسل الهرمي العسكري الذي أعلن دخوله في تمرّد ضدّه.
وتعهّد بريغوجين اليوم السبت أن "يذهب حتّى النهاية وأن يدمّر كل ما يعترض طريقه"، مؤكّداً أنّ قوّاته دخلت الأراضي الروسيّة، وقال: "نحن نُواصِل وسنذهب حتّى النهاية".
وذكر أنّه "دخل إلى روستوف"، وهي مدينة في جنوب روسيا غير بعيدة عن أوكرانيا، وأنّ عناصره لم يفتحوا النار باتجاه مُجنّدي الوحدة المنتشرين لعرقلة طريقه، وأضاف "نحن لا نقاتل سوى المحترفين"، موضحاً أنه لا يريد قتل "أطفال". لكنه شدد أيضاً على "أننا سندمر كل ما يعترض طريقنا".
وجرى تعزيز الإجراءات الأمنية في عدد من المناطق الروسية عقب تمرد فاغنر. وفي هذا الإطار أعلنت موسكو أن ثمة أنشطة لمكافحة الإرهاب جارية في المدينة.
وأعلنت وزارة الدفاع الروسية في بيان أنّ "نظام كييف يستغلّ استفزازات بريغوجين الرامية لزعزعة استقرار الوضع من أجل إعادة تجميع وحدات من لواءي مشاة البحرية 35 و36 لشنّ أعمال هجومية في منطقة باخموت"، مشيرة إلى أنّ قواتها استهدفت القوات الأوكرانية بقصف جوي ومدفعي.
ونقلت وكالة الأنباء الرسمية "تاس" عن مسؤول أمني روسي لم تكشف هويته، تأكيده تشديد الإجراءات الأمنية في موسكو في أعقاب تصريحات قائد فاغنر، وقال: "تمّ تشديد الإجراءات الأمنية في موسكو، المواقع الأكثر أهمية تخضع لإجراءات أمنية مشدّدة، وكذلك أجهزة الدولة ومنشآت النقل".
وأعلن حاكم منطقة ليبيتسك الروسية الواقعة على بُعد 420 كيلومتراً جنوبي موسكو، تعزيز الإجراءات الأمنيّة، وقال إيغور أرتاموف على تليغرام: "سيتمّ إيلاء اهتمام خاصّ (بحماية) البنية التحتيّة الحيويّة"، داعياً السكّان إلى "التزام الهدوء" والامتناع عن السفر جنوباً نحو المناطق الروسيّة الحدوديّة مع أوكرانيا.
وفي السياق نفسه، حثت الإدارة المحلية في منطقة فارونيش في جنوب روسيا السكان على تجنب الطريق السريع إم-4 الواصل بين الشمال والجنوب ويربط بين موسكو والمناطق الجنوبية بسبب تحرك موكب عسكري عليه، وقالت الحكومة إن "الوضع تحت السيطرة"، مضيفة أن إجراءات تتخذ للحفاظ على الأمن العام.
كما دعا حاكم منطقة روستوف الروسية المجاورة لأوكرانيا مساء السبت السكان إلى ملازمة منازلهم في مواجهة تمرد مجموعة فاغنر التي ادعت أنها دخلت العاصمة الإقليمية التي تحمل الاسم نفسه. وكتب فاسيلي غولوبيف على تلغرام "القوات الأمنية تتخذ كل الإجراءات اللازمة لضمان سلامة سكان المنطقة. أطلب من الجميع التزام الهدوء وعدم مغادرة المنازل إلا للضرورة".