اتجهت أنظار الروس والعالم، إلى مدينة تفير التي تقع في منتصف الطريق بين موسكو وسان بطرسبورج، بعد الإعلان عن تحطم طائرة خاصة في هذه المنطقة كانت تقل 10 أشخاص بينهم قائد مجموعة فاجنر وعدد من مساعديه.
وأعلنت وزارة حالات الطوارئ أن طائرة خاصة من طراز إمبراير ليجاسي كانت تقوم برحلة انطلقت من مطار شيريميتوفو شمال العاصمة الروسية، تحطمت بعد مرور وقت قصير على إقلاعها قريباً من قرية كوجينكينو، في منطقة تفير، شمال غربي موسكو، وتبين أن بين القتلى في الحادث زعيم مجموعة فاجنر وقائد التمرد الذي هز روسيا قبل أسابيع قليلة يفجيني بريجوجين.
قالت هيئة الطيران المدني إن بين ركاب الطائرة 3 من أفراد الطاقم و7 أشخاص، بينهم بالإضافة إلى بريجوجين، وفقاً لمعلومات أولية، ديمتري أوتكين، وهو أحد مؤسسي فاجنر والشخصيات البارزة فيها.
وأفادت سلطات الطيران بأنه تم فتح تحقيق في الحادث، وأن ضباط إنفاذ القانون وعناصر وزارة الطوارئ انتقلوا إلى مكان سقوط حطام الطائرة، بهدف جمع أكبر قدر ممكن من المعلومات عن الحادث وعن الضحايا المحتملين. وأكدت الوزارة في بيانها أنها تقود عمليات بحث.
وكان من الطبيعي في هذه الظروف ألا يتسرع الكرملين في التعليق على الحادث، رغم أن شبكات التواصل الاجتماعي سرعان ما انفجرت بنقاشات عن أن الحادث قد يكون مدبَّراً.
وبثت قنوات عديدة على تليجرام تقول إنها مرتبطة بمجموعة فاجنر مقاطع فيديو قالت إنها للطائرة المنكوبة. وفي هذه المقاطع التي قالت الصحافة الفرنسية إنها لم تتمكن من التحقق من صحتها يظهر حطام مشتعلة فيه النيران وطائرة تسقط من الجو. وظهر بريجوجين في مقطع فيديو نشرته مجموعات قريبة من فاجنر على وسائل التواصل الاجتماعي، قال فيه إنه موجود في أفريقيا، ويعمل على جعل روسيا أعظم في جميع القارات، وضمان مزيد من الحرية في أفريقيا.
كانت المعارضة الروسية قد قالت في وقت سابق إن مصير برجوجين قد يتحدد قريباً، خصوصاً في إطار أن الصفقة التي تم التوصل إليها في أعقاب التمرد المسلح الذي قاده زعيم فاجنر لم تنهِ كل جوانب المشكلة التي واجهها الكرملين، خصوصاً فيما يتعلق بكيفية إدارة المجموعة لاحقاً، وكيف سيتم التعامل مع تحركات بريجوجين الذي واصل تحركات نشطة في المدن الروسية رغم أن الصفقة كانت قد قضت بإبعاده إلى بيلاروسيا.
اللافت أيضاً أن بريجوجين كان قد ظهر في أروقة القمة الروسية الأفريقية التي انعقدت الشهر الماضي في سان بطرسبورج، وعقد سلسلة لقاءات مع دبلوماسيين أفارقة رغم أنه لم يكن مدعواً بشكل رسمي إلى هذه القمة. أيضاً في الأيام الأخيرة أعلن بريجوجين أنه سوف يتوجه قريباً إلى أفريقيا لمواصلة إدارة نشاط قواته في هذه المنطقة.
أشارت تحليلات أولية أطلقها ناشطون على شبكات التواصل إلى أن عملية قطع رأس فاجنر قد وقعت، في إشارة إلى واحدة من الفرضيات التي كانت مطروحة سابقاً لحسم الوضع حول مصير بريجوجين نفسه، لكن اللافت في المقابل أن المحققين أعلنوا بعد مرور نحو ساعتين على الحادث أنه تم فقط العثور على 8 جثث في موقع الحادث، ما يضيف مزيداً من الغموض حول الحادث خصوصاً أن النتائج الأولية دلَّت إلى أن الطائرة لم تنفجر في الجو ما يستبعد فرضية تناثر الجثث على مساحة واسعة. كما أشارت فرضيات أخرى إلى وجود طائرة أخرى كانت ترافق الطائرة التي تحطمت، وظلت تحوم بعض الوقت في أجواء بطرسبورج ولم تطلب إذناً بالهبوط قبل أن يتم الإعلان لاحقاً عن هبوطها في مطار فنوكوفو في جنوب موسكو، من دون أن يتضح سريعاً مَن كان على متنها. ويضفي هذا العنصر مزيداً من الغموض على هذا الحادث.