بعد وجود امتد عشرة أعوام كان مخصصا لمكافحة الجماعات المتطرفة، أنهى الجيش الفرنسي الجمعة 22 ديسمبر 2023 انسحابه من النيجر، وفق ما أعلن الجيش النيجري في احتفال أقيم بالعاصمة نيامي. من جهة أخرى، وعقب الانقلاب الذي أطاح برئيسها المنتخب محمد بازوم، قررت فرنسا إغلاق سفارتها في النيجر لأنها باتت غير قادرة على "العمل بشكل طبيعي أو تأدية مهامها، وفق ما ورد في وثيقة أرسلت إلى العاملين في السفارة. تأتي الخطوة تزامنا مع استعداد باريس لسحب آخر قواتها العسكرية المتبقية من دولة الساحل شهر ديسمبر الجاري.
ووفق الوثيقة المرسلة إلى الموظفين النيجريين في السفارة الفرنسية والموقعة بتاريخ 19 ديسمبر 2023، من لدن السفير الفرنسي لدى النيجر سيلفان إيتي، فإن وزارة أوروبا والشؤون الخارجية في الجمهورية الفرنسية مضطرة للأسف إلى إغلاق السفارة لفترة غير محددة.
وأوردت أيضا أن السفارة الفرنسية في النيجر لم تعد في وضع يتيح لها العمل بشكل طبيعي أو أداء مهامها. مع أخذ هذا الوضع في الاعتبار، قررنا إغلاق سفارتنا في الفترة المقبلة. وأشارت الى أن البعثة بدأت إجراءات صرف وتعويض الموظفين المحليين.
بدأت باريس سحب قواتها العسكرية المتشرة في النيجر منذ عشر سنوات بداية شهر أكتوبر 2023، حسب ما أعلنت قيادة الأركان الفرنسية، إذ كان الرئيس إيمانويل ماكرون قد صرح قبل ذلك أن آخر الجنود الفرنسيين سيغادرون الدولة الأفريقية بحلول نهاية العام الجاري.
أقيمت المراسم في قاعدة نيامي الجوية التي كانت تضم في أنحائها قاعدة جوية موقتة للقوات الفرنسية، استضافت قسما من الجنود والملاحين الـ1500 الذين نشرتهم باريس في البلاد. وغادرت الدفعة الأخيرة من الجنود في طائرتين عسكريتين، بحسب ما شاهد صحافي في وكالة فرانس برس. ولم تعلن الجهات المختصة وجهة الطائرتين. واختتمت المراسم بتوقيع "وثيقة مشتركة" من قبل قائد القوات البرية النيجرية العقيد مامان ساني كياو وقائد القوات الفرنسية في الساحل الجنرال إريك أوزان، وفق إبراهيم. وحضر مراسم التوقيع ممثلون عسكريون لكل من توجو والولايات المتحدة. وسلّمت فرنسا القاعدة الجوية الموقتة الى سلطات النيجر.
في ظل تصاعد التوتر بين نيامي وباريس والذي كان آخر مظاهره طرد السفير الفرنسي، تلتزم فرنسا بسياسة ضبط النفس وتفادي أي تدخل عسكري مباشر، مع تأكيدها رفض الانقلاب العسكري والاعتراف بالحكومة الحالية المعينة من قبل المجلس العسكري وبالتالي تشبثها بنظام محمد بازوم باعتباره الرئيس المنتخب ديمقراطيا.
وأثار الانقلاب الذي وقع في 26 يوليو 2023 قلق القوى العالمية التي تخشى من التحول نحو الحكم العسكري في غرب ووسط أفريقيا، التي شهدت ثمانية انقلابات منذ سنة 2020.