السؤال: ماذا تقول عن الدعم التركي لأذربيجان على ضوء النزاع في قاراباغ الجبلية وغيرها من القضايا الدولية؟
سيف الله تركسوي: قبل كل شيء أريد أؤكد على أن تركيا ليست بتركيا القديمة وكما أذربيجان ليست بأذربيجان التي كانت في الماضي. وفي الوقت الحاضر تجاوزت الميزانية العسكرية الدفاعية لأذربيجان 4 مليارات دولار. وأذربيجان الآن دولة قوية تعتني بجيشها وبلد متنام في جميع المجالات. وتعود كل هذه الميزات لتركيا أيضاً. وفي تركيا الآن دولة قوية ولها نظام الحكم القوي. لهذا السبب تعتمد تركيا على قدرتها الخاصة وأظهرت الخطوات الضرورية والموقف الخاص لها عند التصاعد الأخير للأوضاع في قاراباغ.
لدى الجيش الأذربيجاني العسكرييون المجربون على المستوى المطلوب والمعدات الحديثة جداً. ومن الناحية الأخرى تستطيع تركيا تلبية طلباتها على بعض أنواع الأسلحة في المجال الدفاعي. وتتمكن تركيا في هذا المجال، إلى جانب ضمان أمنها، من دعم أذربيجان الشقيقة أيضاً. عندما يقول الرسميون الأتراك "إننا جنب أذربيجان" وهذا ليس بكلام فقط. أؤكد على هذا كشخص يعرف تركيا معرفة جيدة. لا شك في أن تركيا ستنفذ كل ما عليها من الواجبات في أي قضية تخص لأذربيجان بصرف النظر عن جهة تقف في الطرف المقابل. لا أظن أن أي دولة أخرى، حتى التي تقف وراء أرمينيا أن تتجاسر إلى القيام بمثل هذا العمل. لأن تركيا يقر هذه المسألة شعباً وحكومة.
بين تركيا وأذربيجان الوحدة أعلى من الصداقة والأخوة والتي تعتمد على فلسفة "الدولتان للأمة الواحدة".
أزور أذربيجان منذ عدة أيام وشاهدت هذه المرة الإيمان المثير العجب وحماس المزاج. وأرى زيادة التوفق الروحي لصالح أذربيجان. أريد أؤكد على أنه في هذه الحالة من المستحيل أن يدوم احتلال أراضي أذربيجان طويلاً.
السؤال: بلغت العلاقات الإيرانية التركية المرحلة الجديدة. ما رأيك، هل تسبب هذه القرابة أي تغيرات جيوسياسية في هذا المكان الجغرافي؟
سيف الله تركسوي: قبل كل شيء إيران وتركيا دولتان مجاورتان. إيران دولة لها الماضي التاريخي العظيم وهناك أبناء قومنا أيضاً، حيث حوالي نصف أهالي إيران هم أتراك أذربيجان. ومن هذه الناحية للعلاقات بين إيران وتركيا أهمية كبيرة ويجب أن تنمي أكثر. ولذلك أمامنا مثال العراق الذي ينهار منذ 16 عاماً وللأسف العراق أسيرة في يد الغرب والولايات المتحدة. كما خلقت ظروف بصورة غير مباشرة لإيقاع تركيا في فخ ولتؤثر علينا أيضاً. كما أشير إلى نموذج العراق وسوريا. لا يمكن أن تنزل البئر معتصماً بحبل الغرب
– قد تأكدنا من هذا. أقدر عالياً التقدم في العلاقات بين تركيا وإيران. وعلاوة على ذلك، في رأيي هذه القرابة ستساهم في إقرار السلام في المنطقة.
السؤال: ما هي قضايا أساسية لأتراك العالم وكيف يمكن حل هذه القضايا؟
سيف الله تركسوي: أنا شخص كرس السنوات الثلاثين الأخيرة من عمره لوحدة العالم التركي. وأريد أن أركز على قضيتين هامتين شاهدتهما أثناء زياراتي إلى أكثر من 70 منطقة تركية في العالم: القضية الأولى قضية التاريخ المشترك، ويتوجب على المؤرخين الأتراك أن يتجمعوا ويتولوا إلى الاتفوق الوسطي ويكتبوا التاريخ من جديد.
والقضية الثانية هي قضية الأبجدية المشتركة واللغة المشتركة. لا شك في أنها مؤقتتة. لا أريد أن أكبر مسألة الوحدة السياسية، إذا نجحنا في العمل على هاتين القضيتين ستتحقق فكرة الوحدة أيضاً. وكوننا الموحدين علينا، كمؤسسات المجتمع المدني، بلورة القضايا التي تبقى خارج اهتمامات الدولة. وخاصة ستكون علاقاتنا على الصعيد الدولي أكثر مؤثرة ومثمرة.
تعتبر الأخوة بين تركيا وأذربيجان عنصراً هاماً في هذه الوحدة. لم أر أي قوم آخر في العالم يبرزهذه الدرجة من العطف والمحبة الاحترام بعضهما للبعض مثلهما. وهذه هي نعمة الله أنعمها لنا وعلينا تجنب كل ما يضر هذه النعمة. لا شك في أنه هناك خونة كثيرون يريدون أن يضروا لهذه الأخوة ولكن علينا أن نتصرف تصرفاً صحيحاً. وعلينا أن نبذل كل ما في وسعنا لتعزيز هذه الأخوة أكثر فأكثر.
رئيس مجموعة "طريق الحرير" الدولية للصحافة وهيئة إدارة مركز "طريق الحرير" للدراسات الإستراتيجية، الخبير السياسي والصحفي سيف الله تركسوي.
الإعداد: القسم التركي ل Eurasia Diary
المراسلة: فضيلات صمدوفا