مسؤولية المؤسسات الدينية والعلماء .... في مناهضة الفكر المتطرف حصري

تحليلات 13:00 07.10.2018

مسؤولية المؤسسات الدينية والعلماء .... في مناهضة الفكر المتطرف والإرهاب......!؟ أين العلماء والدعاة من التجمعات الشبابية في المدارس والأندية والجامعات؟

هل نجحت جهود العلماء في تفنيد دعوى الإرهاب وإغلاق باب الاجتراء على الفتوى؟ كيف اخترق الإرهاب عقول الشباب؟ وهل ساهمت جهود العلماء التوعوية في فضح التيار المتطرف؟

وما أنجح الوسائل لتحقيق هذا الهدف؟ هل كرس علماؤنا في أذهان شبابنا أن السلم هو الأصل في علاقة المسلمين مع غيرهم؟

 وعليه نقول إن الذهن الإنساني أشبه بالوعاء الفارغ إذا لم تملأه بالخير امتلأ بالشر؛ حيث يوجد لدى نسبة غير قليلة من الشباب فراغ ذهني خطير، هذا الفراغ ناتج فيما نتج منه من وجود هُوة عميقة بين العلماء والمثقفين من جهة، وبعض الشبا فقد كان من نتائج فراغ أذهان بعض الشباب أن كان لأصحاب المذاهب المشبوهة دور في استغلال الأذهان الفارغة وحشوها بمعتقداتهم الضالة وانحرافاتهم الضارة، ومن المهم جداً كسب هؤلاء الشباب إلى الوضع الصحيح بعيداً عن الجنوح والجموح لكي تتوافر لديهم الرؤية الواعية بحيثياتها التي تحمل على الاقتناع التام بما يصدر عنه من معرفة وما يتلقونه من علم لضمان مسارهم في طريق الاعتدال.

 إن من واجب العلماء العاملين احتضان الشباب ومد جسور المحبة بما يقضي على الفجوة القائمة بين كثير من الشباب وبعض العلماء، والتقارب سوف يؤدي بلا شك لإفساح المجال أمام الشباب، لاستيعاب أحكام الدين على أسس صحيحة دون مزيد يدعو للغلو، ولا نقص يدعو للتهاون؛ حتى لا يكون الشباب فريسة سهلة لأدعياء العلم المزور، الذين يتربصون بهم فيتحولون في أيديهم إلى ما يشبه الأداة اللينة، التي يكيفونها كيف شاؤوا، ويضعون في أيديهم آلة مبرمجة حسب مخططاتهم  الجهنمية.

 فمن الواجب قيام العلماء والمثقفين بواجبهم في ملء الفراغ الذهني لدى بعض الشباب بما يعود عليهم وعلى مجتمعهم بالنفع، وإن من واجب العلماء العاملين احتضان الشباب ومد جسور المحبة بما يقضي على الفجوة القائمة بين كثير من الشباب وبعض العلماء؛ فنرجو أن يترفق علماؤنا الأفاضل بالشباب في إعطائهم التوجيهات، فلا يضيقون من الدين واسعاً، ولا يشددون فيشدد الشباب أكثر مما هو مطلوب منهم، وإنما تيسير التوجيه تحت مظلة الهدي النبوي «يسروا ولا تعسروا» حتى تسير القافلة بأبناء هذا الجيل في طريق ممهد، وتستقيم الخطى على نهج محدد.

ومن مقتضيات مسؤولية علمائنا الأفاضل تفنيد الادعاءات الزائفة، وكشف زيف أهل الباطل، وإرشاد الشباب الحائر والأخذ بأيديهم إلى المسلك الحسن والمنهج الوسط، منهج الاعتدال بعيداً عن التسلط والتشدد والغلو في الدين، وبعيداً كذلك عن الانحلال وعدم الاهتمام بالواجبات الدينية، مع صيانة عقول شبابنا من آثار الغزو الفكري المدمر؛ لأن الغزو الفكري يعتمد على الفكرة والكلمة والرأي والحيلة والنظريات والشبهات والمنطق في الخلاف والعرض البارع وشدة الجدولدادة الخصومة، وتحريف الكلم عن مواضعه، وغير ذلك مما يقوم مقام السيف والصاروخ في أيدي الجندي، والفارق بينهما هو الفارق نفسه بين أساليب الغزو قديماً وحديثاً؛ لأنه من الثابت أن مهمة (الأمن) هي مكافحة الجريمة في طورها المادي أما مسؤولية المؤسسات الدعوية والتربوية والإعلامية فمكافحتها في طورها الفكري.

 مع التركيز على مناقشة المسائل العلمية التي تخفى على كثير من الشباب؛ حيث أدى الجهل بها إلى الانحراف والوقوع في براثن الإرهاب ومكوناته عبر وسائل الإعلام وفي المدارس وفي المساجد؛ لأن التيارات والجماعات الإرهابية التي تتبنى منطلقاتها وسياساتها وأعمالها الاعتداء على الناس لها مفاهيم ضلت فيها.

 فأفكارها ومعتقداتها محصورة، وفي أساسها لا وجود لها في بلادنا، وإنما نبتت في بلاد أخرى، والأمر يتطلب حصراً شاملاً من أهل العلم لجميع شبههم والجواب عنها والرد بأدلة وقواعد مفصلة مقنعة شرعاً، وتزويد كل الجهات وطلبة العلم والخطباء والدعاة بها ليكونوا على بينة منها، وليردوا على تلك الأفكار؛ فالمطلوب حصر للشبه والرد عليها (التكفير- الجهاد وضوابطه- الحكم بغير ما أنزل الله - الاغتيالات- سفك الدماء - إقامة الحدود والتعزيرات لمن كفر الدولة).

 مع توثيق الرد على هؤلاء وعلى شبهاتهم من قِبل القادرين علمياً على الرد وحقيقة، فإن كثيراً من طلبة العلم والدعاة والمعلمين والخطباء لا يحسنون منهج أهل السنة والجماعة واتباع السلف الصالح في هذه المسائل، فإذا طرقت لم يرد عليها بجواب كاف؛ ولهذا تعظم الشبه وتزيد في الشباب؛ فحصرها من أهل العلم والرد عليها؛ لتكون كالمرجع لكل حملة العلم والمدرسين في الجامعات وفي المدارس والمساجد ووسائل الإعلام مهم جداً تحذيراً من انتشار هذا الفكر والرد عليه. وبالتالي كانت توعية الشباب ضعيفة، ويرجع ذلك إلى أسباب، منها: المجاملات الدينية، المصارحة ضعيفة، والمجاملات قوية. الواجب النصح؛ فالدين النصيحة، كما جاء في الحديث الصحيح «الدين النصيحة» ثلاثاً.

قالوا لمن يا رسول الله؟ قال: «لله ولكتابه ولرسوله ولأئمة المسلمين ولعامتهم». كذلك ظن الكثير أن هذه الاتجاهات الإرهابية ملاحقة داخلياً ودولياً، وهذا سيقضي عليها؛ فلم يكلف نفسه القيام بالواجب، وبعضهم يخشى أن يكون من أعداء الأمة على هؤلاء فيحجم عن البيان وتوعية الشباب لذلك.

ويضاف إلى ذلك نقص الشجاعة في بيان الأحكام الشرعية وأداء الأمانة، ولنا في ابن عباس - رضي الله عنهما - قدوة حيث ذهب إلى الخوارج وناقشهم وجادلهم بقوة حجة ورباطة قلب؛ فرجع منهم طائفة إلى الجماعة.

 كذلك غياب المشروع المتكامل الذي تنفذه الجهات العلمية والتعليمية والدعوية، فيحتج بعض بالمتناقضات في ذلك، فإذا رأى جهداً يصب في التحذير وجد جهة أخرى تسهل، وإذا حاضر بمحاضرة أو كتب كتاباً لم يجد له التشجيع، وكما أن العقوبة سبب لتضييق الدائرة فتشجيع من يقوم بالواجب سبب لكثرة من يقوم به، وتكاتف الجميع ضمن مشروع متكامل للتوعية والإرشاد بحظر هذه الأيديولوجيات السياسية والجهادية المنحرفة التي ضادها أهل العلم بجميع فئاتهم وعلى مختلف بلدانهم .

 رئيس المركز الدولي لحوار الحضارات 

 الشيخ الزيتوني لطفي الشندرلي.  تونس  

 

 

خبير عسكري : إذا توقفت عملية ترسيم الحدود...

أحدث الأخبار

كتائب القسام تعلن قتلها 15 جندياً إسرائيلياً شرق رفح
15:00 18.05.2024
جنوب إفريقيا نرفض الاتهامات الإسرائيلية للمؤسسات الأممية
14:00 18.05.2024
أرمينيا تؤكد التزامها بالسلام الدائم والمستقر في القوقاز
13:00 18.05.2024
تشاد تحديات عديدة أمام ديبي بعد انتخابه رئيسا للبلاد
12:00 18.05.2024
بوتين يسعى إلى تعاون أكبر في مجال الطاقة مع الصين
11:00 18.05.2024
المركزي التركي يتوقع تراجع التضخم وسعر الصرف
10:00 18.05.2024
أردوغان يصدر عفواً صحياً عن جنرالات انقلاب 28 فبراير
09:00 18.05.2024
نضال سليم : سبب مشكلة الجفاف العالمية هي زيادة الطلب علي المياه
17:33 17.05.2024
ماذا يحدث في جنوب القوقاز؟
17:00 17.05.2024
خبير سياسي : الاتحاد الأوروبي يسعي إلي السيطرة علي المنطقة
16:00 17.05.2024
خبير سياسي : "الغرب يستخدم أرمينيا ضد روسيا"
13:00 17.05.2024
رئيس الوزراء السنغالي ينتقد تواجد القواعد العسكرية في بلاده
12:00 17.05.2024
كاليدونيا الجديدة... طوارئ ومطالب بالاستقلال عن فرنسا
11:46 17.05.2024
صندوق النقد يتوقع نمو الاقتصاد العراقي 1.4 % في 2024 و5.3 % في 2025
11:30 17.05.2024
روسيا والصين تعملان معاً من أجل خلق نظام عالمي عادل
11:15 17.05.2024
حماس ترحب بإعلان قمة البحرين وتوجه دعوة للدول العربية
11:00 17.05.2024
بطريرك القدس للاتين يزور مدينة غزة
10:45 17.05.2024
الهند المعارضة تتهم مودي بإصدار تصريحات تشهّر بالمسلمين
09:30 17.05.2024
الرئيس الموريتاني السابق يغادر السجن لتقديم ملف ترشحه للرئاسية
09:15 17.05.2024
مصر ترفض مقترحاً إسرائيلياً حول معبر رفح
09:00 17.05.2024
دبي تعتمد استراتيجية جودة الحياة في الإمارة
18:00 16.05.2024
ما تأثير الأحداث الجارية في جنوب القوقاز علي أذربيجان؟
17:26 16.05.2024
خبير سياسي : الإتحاد الأوروبي لن يساعد أرمينيا
16:00 16.05.2024
خبير سياسي : الغرب يسعي إشعال حرب بين جورجيا وروسيا
15:59 16.05.2024
انطلاق "قمة المناخ والمياه" في جامعة أضا
انطلاق "قمة المناخ والمياه" في جامعة أضا
14:52 16.05.2024
ما تأثير الأحداث الجارية في دول الجوار علي أذربيجان؟ أومود ميرزايف يجيب
13:52 16.05.2024
فيسبوك تحذف منشورات عن لقاء رئيس وزراء ماليزيا وإسماعيل هنية
12:45 16.05.2024
فرنسا تنشر الجيش لضمان أمن مرافئ ومطار كاليدونيا الجديدة
12:30 16.05.2024
مخيمات غزة تعاني ظروفاً مهينة للإنسانية
12:15 16.05.2024
مصر تتسلم 14 مليار دولار من الإمارات قيمة الدفعة الثانية من صفقة رأس الحكمة
12:00 16.05.2024
مقتل 12 جندياً إسرائيلياً في عملية بمخيم جباليا
11:45 16.05.2024
طهران تعلن تسوية نصف القضايا العالقة مع الذرية الدولية
11:30 16.05.2024
زيلينسكي يلغي زيارته لأسبانيا والبرتغال بسبب تدهور الوضع في خاركيف
11:15 16.05.2024
فارض اسماعيل زاده: مشكلة المياه واحدة من أخطر المشاكل في أذربيجان
10:53 16.05.2024
الهند تقلّل من أهمية عقوبات واشنطن إثر اتفاقها لتطوير ميناء تشابهار الإيراني
10:30 16.05.2024
أردوغان إسرائيل قد تضع عينها على الأناضول بعد غزة
10:15 16.05.2024
العالم عند مفترق طرق
10:00 16.05.2024
الرئيس الفرنسي يعلن حالة الطورائ في كاليدونيا الجديدة
09:45 16.05.2024
الحكومة التركية تبذل قصارى جهدها لخفض معدل التضخم
09:30 16.05.2024
إطلاق نار على رئيس وزراء سلوفاكيا ونقله إلى المستشفى
09:15 16.05.2024
جميع الأخبار