ظریف: اکثر حالات العنف التی تمت من خلال سوء استغلال الاسلام لها جذور فی الوهابیة

فی مقال نشره فی صحیفة 'نیویورک تایمز'

تحليلات 11:31 15.09.2016

قال وزیر الخارجیة الایرانی ان اکثر حالات العنف التی تمت من خلال سوء استغلال الاسلام تمتد جذورها فی الوهابیة مؤکدا 'نحن ندعو الحکام السعودیین الی التخلی عن الاعلانات القائمة علی الاتهام والارعاب والتعاون مع المجتمع الدولی للقضاء علی آفة الارهاب والعنف التی تهدد الجمیع'.

واضاف الوزیر محمد جواد ظریف فی مقال له نشر الیوم فی صحیفة نیویورک تایمز 'ان شرکات العلاقات العامة وشرکات الدعایة والاعلان التی لاتخشی استلام اموال البترودولار، وجدت امامها الیوم فرصة غیر مسبوقة لجنی الاموال الطائلة وتحاول فی احدث اعلاناتها اقناعنا بان جبهة النصرة ای فرع القاعدة فی سوریا لم یعد لها وجود وکما اعلن احد الناطقین باسم هذه الجبهة لشبکة سی ان.ان، فانها غیرت اسمها وانفصلت عن ارهابیی القاعدة وصارت 'معتدلة'!. 
وجاء فی المقال: انهم باتوا یطرحون مثل هذا التعصب والافق الضیق علی انه الرؤیة المشرقة للقرن 21 لکن مشکلة زبائن هذه المؤسسات الاعلانیة وغالبیتهم من السعودیین تعود الی دعمهم المالی العلنی لجبهة النصرة وعلی هذا فان الوثائق والسجلات الموجودة بشان السیاسات المخربة لهؤلاء لایمکن تدمیرها او تغییرها وان مشهد ذبح طفل فلسطینی الذی لم یتجاوز ال12 من عمره علی ید ما یسمون ب'المعتدلین' لم یکن الا نموذجا مروعا للحقائق الموجودة. 
'منذ هجمات 11 ایلول-سبتمبر 2001 حتی الان، عملت الوهابیة الداعیة للحرب علی تغییر صورتها مرات عدیدة دون ان ای یطرأ ای تغییر علی عقیدتها او سیاستها سواء حینما خرجت علی شکل طالبان او احدی الفروع المستحدثة للقاعدة او عناصر ما یسمی بالدولة الاسلامیة والتی هی لا دولة ولا اسلامیة، فالملایین ممن ذاقوا القساوة والمعاناة علی ید جبهة النصرة لایمکن ان یصدقوا روایة الانفصال المزعوم لجبهة النصرة عن القاعدة. 
ان الادلة تثبت ان الجهود التی ترکزت لتحسین وجه جبهة النصرة کان الهدف منها هو تسهیل ارسال الدولارات النفطیة الی الجماعات المتطرفة فی سوریا والتی کانت ترسل سرا الیها وکذلک تشجیع بعض الحکومات الغربیة علی دعم من تطلق علیهم ب'المعتدلین' . لاشک ان تواجد غالبیة النصرة فی الاتحاد الراهن للمعارضة فی حلب ، حقیقة تفند کل ما تروجه مثل هذه الاعلانات. 
ان جهود السعودیة لاقناع اسیادها الغربیین لدعم سیاساتها الضیقة، قائمة علی اسس باطلة هدفها نشر المزید من الفوضی فی العالم العربی بهدف توجیه الضربات للجمهوریة الاسلامیة الایرانیة. ان ما یتردد من 'اوهام' بان انعدام الاستقرار فی المنطقة قد یؤدی الی 'احتواء' ایران او ان العداء المزعوم بین الشیعة والسنة قد ینتهی بالصراع فی المنطقة، یعارض الحقیقة تماما ذلک لان ابشع نماذج اراقة الدماء فی المنطقة کانت لاخواننا من اهل العرب والسنة وعلی ید الوهابیین. 
ان المتطرفین ممن یتلقون الدعم من اسیادهم الاثریاء یقومون بتصفیة المسیحیین والیهود والایزیدیین والشیعة وجمیع (المرتدین) وفی الحقیقة ان العرب السنة فی المنطقة کانوا الاکثر تضررا من عقلیة الکراهیة المفروضة. ففی الواقع ما هو دائر الیوم لیس الخلاف التاریخی الموهوم بین الشیعة والسنة، بل هو مواجهة ما بین الوهابیة والشریعة الاسلامیة الحقیقة وهی المواجهة التی ستترک اثار و تداعیات کثیرة علی المنطقة وعلی مختلف انحاء العالم. 
'ما من شک بان الهجوم علی العراق بزعامة امریکا فی العام 2003 هو الذی اثار وزاد من حدة النزاعات التی نشهدها الیوم فی المنطقة ولکن العامل الرئیسی للعنف هو العقیدة الوهابیة المنفورة التی تدعمها السعودیة رغم ان هذه الحقیقة کان الغرب غافلا عنها حتی احداث 11 سبتمبر. 
ان امراء الریاض یحاولون بکل مالدیهم جر المنطقة الی ماکانت علیه ایام صدام فی العراق ای ان یکون هناک حاکما عمیلا ظالما مدعوما مالیا من عرب المنطقة والغرب یقف بتهدیداته الموهومة امام ایران. لکنهم الیوم یواجهون مشکلة رئیسیة وهی ان صدام مات منذ سنین ولایمکن اعادة الزمن الی الوراء وان تفهم الحکام السعودیون لهذه الحقیقة سیکون لصالح الجمیع ومتی ما غیر السعودیون سیاستهم الراهنه حینها سیکون مرحبا بالریاض من قبل الواقع الجدید للمنطقة. 
ولکن ما معنی التغییر؟ ان الریاض انفقت خلال العقود الثلاثة الماضیة عشرات الملیارات من الدولارات لتصدیر الوهابیة عبر بناء الالاف من المساجد والمراکز الدینیة فی مختلف انحاء العالم وان هذه العقیدة المنحرفة خلفت الکثیر من الدمار من اسیا الی افریقیا ومن اوروبا الی امریکا. فکما قال احد المتطرفین السابقین فی کوسوفو فی حدیث لنیویورک تایمز 'السعودیون غیروا باموالهم الاسلام فی هذه المنطقة (البلقان). 
ان الوهابیة رغم انها لم تقدر ان تؤثر الا علی فئات قلیلة جدا من المسلمین لکن ما خلفته من دمار کان عظیما جدا وان جمیع الجماعات الارهابیة التی اساءت استغلال الاسلام (سواء القاعدة او فروعها فی سوریا وبوکو حرام فی نیجیریا) تأثرت بهذه الفرقة الفتاکة.
ان السعودیین تمکنوا حتی الان ومن خلال استخدام 'ورقة ایران' لتشجیع حلفائهم علی تایید ما یرتکبونه من حماقات فی سوریا والیمن لکن ما من شک ان الوضع سیتغیر من حیث ان دعم الریاض المتواصل للتطرف القائم علی الحروب، کشف عن زیف ما تدعیه السعودیة بانها عنصر للاستقرار. 
'ان العالم لم یعد یحتمل تصفیة لیس المسیحیین والیهود والشیعة فحسب بل السنة علی ایدی الوهابیین وفی الظروف التی عمت فیها الفوضی علی انحاء واسعة من الشرق الاوسط ، هناک خطر کبیر یهدد باندلاع الفوضی فیما تبقی من مناطق لازالت تنعم بشئ من الاستقرار، بسبب النزاع بین الوهابیة واهل السنة'. 
ومن الضروری بمکان ان تتخذ الامم المتحدة اجراءات منسقة لوقف الدعم المالی للعقائد القائمة علی التطرف وان یکون المجتمع الدولی اکثر نشاطا فی رصد قنوات ارسال الدعم المالی والتسلیحی للارهابیین. 
ان رئیس الجمهوریة الاسلامیة الایرانیة الدکتور حسن روحانی طرح فی العام 2013 مبادرة 'عالم خال من العنف والتطرف' ومن الضروری ان تعمل الامم المتحدة وفقا لهذه المبادرة من اجل اطلاق حوار شامل بین الادیان والمذاهب بهدف التصدی للتعصبات الخطرة العائدة للقرون الوسطی. 
فالهجمات الاخیرة التی شهدتها مدن نیس وباریس وبروکسل لابد ان تقنع الغرب بالایغفل عن التهدید المسموم للوهابیة. فان الاخبار الکارثیة التی تربعت علی احداث کل اسبوع من بدایة العام الحالی حتی الان تلزم المجتمع الدولی بان یتخذ خطوات تتجاوز عبارات السخط والاستیاء والتعاطف فنحن احوج ما نکون الیوم الی خطوات عملیة ضد التطرف. 
رغم ان اکثر حالات العنف التی تمت من خلال سوء استغلال الاسلام امتدت جذورها الی الوهابیة لکننی لااقول ابدا ان السعودیة لایمکنها ان تکون جزءا من الحل بل العکس صحیح فنحن ندعو الحکام السعودیین الی التخلی عن اعلاناتهم القائمة علی الاتهام والارعاب والتعاون مع سائر اعضاء المجتمع الدولی للقضاء علی آفة الارهاب والعنف التی باتت تهددنا جمیعا. 

خبير عسكري : إذا توقفت عملية ترسيم الحدود...

أحدث الأخبار

كتائب القسام تعلن قتلها 15 جندياً إسرائيلياً شرق رفح
15:00 18.05.2024
جنوب إفريقيا نرفض الاتهامات الإسرائيلية للمؤسسات الأممية
14:00 18.05.2024
أرمينيا تؤكد التزامها بالسلام الدائم والمستقر في القوقاز
13:00 18.05.2024
تشاد تحديات عديدة أمام ديبي بعد انتخابه رئيسا للبلاد
12:00 18.05.2024
بوتين يسعى إلى تعاون أكبر في مجال الطاقة مع الصين
11:00 18.05.2024
المركزي التركي يتوقع تراجع التضخم وسعر الصرف
10:00 18.05.2024
أردوغان يصدر عفواً صحياً عن جنرالات انقلاب 28 فبراير
09:00 18.05.2024
نضال سليم : سبب مشكلة الجفاف العالمية هي زيادة الطلب علي المياه
17:33 17.05.2024
ماذا يحدث في جنوب القوقاز؟
17:00 17.05.2024
خبير سياسي : الاتحاد الأوروبي يسعي إلي السيطرة علي المنطقة
16:00 17.05.2024
خبير سياسي : "الغرب يستخدم أرمينيا ضد روسيا"
13:00 17.05.2024
رئيس الوزراء السنغالي ينتقد تواجد القواعد العسكرية في بلاده
12:00 17.05.2024
كاليدونيا الجديدة... طوارئ ومطالب بالاستقلال عن فرنسا
11:46 17.05.2024
صندوق النقد يتوقع نمو الاقتصاد العراقي 1.4 % في 2024 و5.3 % في 2025
11:30 17.05.2024
روسيا والصين تعملان معاً من أجل خلق نظام عالمي عادل
11:15 17.05.2024
حماس ترحب بإعلان قمة البحرين وتوجه دعوة للدول العربية
11:00 17.05.2024
بطريرك القدس للاتين يزور مدينة غزة
10:45 17.05.2024
الهند المعارضة تتهم مودي بإصدار تصريحات تشهّر بالمسلمين
09:30 17.05.2024
الرئيس الموريتاني السابق يغادر السجن لتقديم ملف ترشحه للرئاسية
09:15 17.05.2024
مصر ترفض مقترحاً إسرائيلياً حول معبر رفح
09:00 17.05.2024
دبي تعتمد استراتيجية جودة الحياة في الإمارة
18:00 16.05.2024
ما تأثير الأحداث الجارية في جنوب القوقاز علي أذربيجان؟
17:26 16.05.2024
خبير سياسي : الإتحاد الأوروبي لن يساعد أرمينيا
16:00 16.05.2024
خبير سياسي : الغرب يسعي إشعال حرب بين جورجيا وروسيا
15:59 16.05.2024
انطلاق "قمة المناخ والمياه" في جامعة أضا
انطلاق "قمة المناخ والمياه" في جامعة أضا
14:52 16.05.2024
ما تأثير الأحداث الجارية في دول الجوار علي أذربيجان؟ أومود ميرزايف يجيب
13:52 16.05.2024
فيسبوك تحذف منشورات عن لقاء رئيس وزراء ماليزيا وإسماعيل هنية
12:45 16.05.2024
فرنسا تنشر الجيش لضمان أمن مرافئ ومطار كاليدونيا الجديدة
12:30 16.05.2024
مخيمات غزة تعاني ظروفاً مهينة للإنسانية
12:15 16.05.2024
مصر تتسلم 14 مليار دولار من الإمارات قيمة الدفعة الثانية من صفقة رأس الحكمة
12:00 16.05.2024
مقتل 12 جندياً إسرائيلياً في عملية بمخيم جباليا
11:45 16.05.2024
طهران تعلن تسوية نصف القضايا العالقة مع الذرية الدولية
11:30 16.05.2024
زيلينسكي يلغي زيارته لأسبانيا والبرتغال بسبب تدهور الوضع في خاركيف
11:15 16.05.2024
فارض اسماعيل زاده: مشكلة المياه واحدة من أخطر المشاكل في أذربيجان
10:53 16.05.2024
الهند تقلّل من أهمية عقوبات واشنطن إثر اتفاقها لتطوير ميناء تشابهار الإيراني
10:30 16.05.2024
أردوغان إسرائيل قد تضع عينها على الأناضول بعد غزة
10:15 16.05.2024
العالم عند مفترق طرق
10:00 16.05.2024
الرئيس الفرنسي يعلن حالة الطورائ في كاليدونيا الجديدة
09:45 16.05.2024
الحكومة التركية تبذل قصارى جهدها لخفض معدل التضخم
09:30 16.05.2024
إطلاق نار على رئيس وزراء سلوفاكيا ونقله إلى المستشفى
09:15 16.05.2024
جميع الأخبار