الكاسب الاكبر في حال الانتصار في معركتي حلب والموصل عبد الباري عطوان

ايران الكاسب الاكبر في حال الانتصار في معركتي حلب والموصل.. والتحالف الكردي السوري قد يكون الرد على التوغل التركي في شمال سورية.. وتصاعد الازمة بين بغداد وانقرة قد يتطور الى صدام عسكري وشيك

تحليلات 15:45 23.10.2016

بينما تتسم السياسة التركية في التعاطي مع الازمتين السورية والعراقية بالتخبط، تبدو حظوظ ايران، خصمها الاقليمي، اوفر حظا بالنجاح، فمن المفارقة ان ايران تتواجد في الحلفين “الفائزين” ضمنيا حتى الآن في معركتي حلب والموصل، فحلفاؤها الروس هم الذين يخوضون المعركة الاولى ويلقون بكل ثقلهم الجوي والعسكري فيها، وبما يمهد لقوات الجيش السوري بالتقدم في اتجاه الاحياء الشرقية المحاصرة، اما حلفاؤها العراقيون فقد اعلنوا حرب تحرير الموصل واخراج قوات “الدولة الاسلامية” منها بغطاء جوي امريكي، اي ان القوتين العظميين امريكا وروسيا يقاتلان من اجل نصرة حلفاء ايران، وخدمة مصالحها الاستراتيجية، بينما العرب يبدو خارج الصورة ولا دور لهم يتسم بالفاعلية.

القيادة التركية فتحت “عش دبابير” على نفسها بالقاء كل ثقلها في الازمة السورية على امل الاطاحة بالرئيس بشار الاسد ونظامه، فوجدت نفسها بعد خمس سنوات تغوص اكثر واكثر فيها، تماما مثلما تورطت حليفتها المملكة العربية السعودية في المستنقع اليمني ولا تعرف كيف تخرج منه.

***

المصالحة التركية الروسية وفرت طوق نجاة لهذه القيادة لتقليص خسائرها في الملفين العراقي والسوري، وابعاد شبح الارهاب وعدم الاستقرار عن عمقها الديمغرافي والجغرافي معا، والتقط الرئيس رجب طيب اردوغان هذه الانفراجة وتوجه الى طهران لتطوير العلاقات الاقتصادية معها، ورفع التبادل التجاري بين البلدين الى ثلاثين مليار دولار سنويا، واطلق السيد بن علي يلدريم، رئيس الوزراء التركي، تصريحات تؤكد رغبة بلاده في اعادة العلاقات مع كل من القاهرة ودمشق الى جانب تل ابيب طبعا، ولكن من يتابع تأزم العلاقات التركية هذه الايام مع الدول العربية الثلاث، اي العراق وسورية ومصر، يصعب عليه ان يفهم كيف تدار السياسة الخارجية والاقليمية التركية هذه الايام لما تحتويه من تناقضات وتراجعات.

التلاسن الذي وقع بين الرئيس اردوغان ورئيس الوزراء العراقي حيدر العبادي حول تواجد قوات تركية في معسكر بعشيقة قرب الموصل، وخرج عن كل آداب الحوار والدبلوماسية، يعكس ازمة ما زالت مستمرة، فالاتراك لا يريدون استمرار وجود قواتهم قرب الموصل فقط، وانما المشاركة في حرب استعادتها من “الدولة الاسلامية”، وهي مطالب ما زالت تقابل بالرفض من قبل الحكومة العراقية، وتضع بذلك الولايات المتحدة حليفة البلدين في حرج شديد، وهذا ما يفسر الزيارة المفاجئة لوزير الدفاع الامريكي اشتون كارتر الى كل من انقرة وبغداد بحثا عن حل، ينهي او يقلص، حدة التوتر بين البلدين، ويحول دون حدوث صدام عسكري في هذا الوقت شديد الحساسية.

الخلاف التركي العراقي يبدو “متواضعا” بالمقارنة الى خلاف اكثر خطورة يتصاعد بحدة بين الجارين التركي والسوري، اثر توغل القوات التركية في عدد من بلدات ريف حلب الشمالي تحت ستار دعم فصائل سورية تقاتل قوات سورية الديمقراطية الكردية، العدو اللدود لتركيا التي تضعها على قائمة الارهاب، وتعتبرها ذراعا عسكريا لحزب العمال الكردستاني.

القيادة العامة للجيش السوري والقوات المسلحة السورية اصدرت بيانا شديد اللهجة اكدت فيه “ان تواجد وحدات الجيش التركي داخل الحدود السورية تصعيد خطير ومدان يشكل انتهاكا صارخا لسيادة الاراضي السورية وسيتم التعامل معه كقوة احتلال”.

وجاء بيان الجيش هذا بعد اقل من يومين من تهديد القيادة العسكرية السورية بإسقاط اي طائرة تركية تخترق الاجواء السورية، مما يعني اننا في انتظار الشرارة التي يمكن ان تشعل فتيل حرب قد تنجر اليها الدول العظمى الحليفة للطرفين.

تركيا تحارب على عدة جبهات في الوقت نفسه، تقاتل الاكراد في سورية والعراق، وتعلن الحرب على النظامين السوري والعراقي، وتطرد تنظيم “الدولة الاسلامية” من البلدات والقرى التي كان يسيطر عليها في جرابلس والباب ومنبج، وتريد القضاء عليه في الموصل، وتواجه ذيول انقلاب عسكري كان يريد الاطاحة بالسيد اردوغان وحكومته المنتخبة، وما زالت تحت الرماد.

***

هل من الحكمة خوض كل هذه الحروب، وفتح كل هذه الجبهات، دفعة واحدة، وهل يمكن الانتصار فيها جميعا؟ من الصعب الاجابة بنعم اعتمادا على العقل والمنطق، فتركيا ليست دولة عظمى، ولا نعتقد ان حلف الناتو، التي تعتبر عضوا مؤسسا فيه، يمكن ان يدعمها في كل هذه الحروب، وبالقياس الى تجربة اسقاطها لطائرة روسية.

تركيا “كانت” دولة مستقرة تقدم نموذجا في الحكم، اثار اعجاب العالم بأسره يزاوج بين الديمقراطية والاسلام على قاعدة نمو اقتصادي غير مسبوق، وسياسة صفر عداوة مع الجيران، فلماذا يواجه هذا النموذج التحلل والاندثار الآن، ويتحول جميع الجيران، باستثناء اسرائيل، الى اعداء لاصحابه؟.

نوجه السؤال الى الرئيس اردوغان، ورئيس وزرائه السيد يلدريم، ومستشاريه، خاصة الدكتور ابراهيم كالين، وان كنا لا نتوقع اجابة مقنعة منهم، لانهم لا يحتملون رأيا مخالفا لرأيهم.

تركيا تواجه المصير نفسه الذي لعبت دورا كبيرا الى جانب آخرين في تصديره الى سورية، والاخطر من ذلك انها تخلق جبهة موحدة وقوية من الاعداء ضدها، مما يؤكد انها لم تستفيد مطلقا من دروس الازمة السورية، والمؤامرة الغربية في المنطقة، وهذا ما يفسر حراجة موقفها الحالي، والاخطار الكبيرة التي تزحف نحوها.


 

 

خبير عسكري : إذا توقفت عملية ترسيم الحدود...

أحدث الأخبار

كتائب القسام تعلن قتلها 15 جندياً إسرائيلياً شرق رفح
15:00 18.05.2024
جنوب إفريقيا نرفض الاتهامات الإسرائيلية للمؤسسات الأممية
14:00 18.05.2024
أرمينيا تؤكد التزامها بالسلام الدائم والمستقر في القوقاز
13:00 18.05.2024
تشاد تحديات عديدة أمام ديبي بعد انتخابه رئيسا للبلاد
12:00 18.05.2024
بوتين يسعى إلى تعاون أكبر في مجال الطاقة مع الصين
11:00 18.05.2024
المركزي التركي يتوقع تراجع التضخم وسعر الصرف
10:00 18.05.2024
أردوغان يصدر عفواً صحياً عن جنرالات انقلاب 28 فبراير
09:00 18.05.2024
نضال سليم : سبب مشكلة الجفاف العالمية هي زيادة الطلب علي المياه
17:33 17.05.2024
ماذا يحدث في جنوب القوقاز؟
17:00 17.05.2024
خبير سياسي : الاتحاد الأوروبي يسعي إلي السيطرة علي المنطقة
16:00 17.05.2024
خبير سياسي : "الغرب يستخدم أرمينيا ضد روسيا"
13:00 17.05.2024
رئيس الوزراء السنغالي ينتقد تواجد القواعد العسكرية في بلاده
12:00 17.05.2024
كاليدونيا الجديدة... طوارئ ومطالب بالاستقلال عن فرنسا
11:46 17.05.2024
صندوق النقد يتوقع نمو الاقتصاد العراقي 1.4 % في 2024 و5.3 % في 2025
11:30 17.05.2024
روسيا والصين تعملان معاً من أجل خلق نظام عالمي عادل
11:15 17.05.2024
حماس ترحب بإعلان قمة البحرين وتوجه دعوة للدول العربية
11:00 17.05.2024
بطريرك القدس للاتين يزور مدينة غزة
10:45 17.05.2024
الهند المعارضة تتهم مودي بإصدار تصريحات تشهّر بالمسلمين
09:30 17.05.2024
الرئيس الموريتاني السابق يغادر السجن لتقديم ملف ترشحه للرئاسية
09:15 17.05.2024
مصر ترفض مقترحاً إسرائيلياً حول معبر رفح
09:00 17.05.2024
دبي تعتمد استراتيجية جودة الحياة في الإمارة
18:00 16.05.2024
ما تأثير الأحداث الجارية في جنوب القوقاز علي أذربيجان؟
17:26 16.05.2024
خبير سياسي : الإتحاد الأوروبي لن يساعد أرمينيا
16:00 16.05.2024
خبير سياسي : الغرب يسعي إشعال حرب بين جورجيا وروسيا
15:59 16.05.2024
انطلاق "قمة المناخ والمياه" في جامعة أضا
انطلاق "قمة المناخ والمياه" في جامعة أضا
14:52 16.05.2024
ما تأثير الأحداث الجارية في دول الجوار علي أذربيجان؟ أومود ميرزايف يجيب
13:52 16.05.2024
فيسبوك تحذف منشورات عن لقاء رئيس وزراء ماليزيا وإسماعيل هنية
12:45 16.05.2024
فرنسا تنشر الجيش لضمان أمن مرافئ ومطار كاليدونيا الجديدة
12:30 16.05.2024
مخيمات غزة تعاني ظروفاً مهينة للإنسانية
12:15 16.05.2024
مصر تتسلم 14 مليار دولار من الإمارات قيمة الدفعة الثانية من صفقة رأس الحكمة
12:00 16.05.2024
مقتل 12 جندياً إسرائيلياً في عملية بمخيم جباليا
11:45 16.05.2024
طهران تعلن تسوية نصف القضايا العالقة مع الذرية الدولية
11:30 16.05.2024
زيلينسكي يلغي زيارته لأسبانيا والبرتغال بسبب تدهور الوضع في خاركيف
11:15 16.05.2024
فارض اسماعيل زاده: مشكلة المياه واحدة من أخطر المشاكل في أذربيجان
10:53 16.05.2024
الهند تقلّل من أهمية عقوبات واشنطن إثر اتفاقها لتطوير ميناء تشابهار الإيراني
10:30 16.05.2024
أردوغان إسرائيل قد تضع عينها على الأناضول بعد غزة
10:15 16.05.2024
العالم عند مفترق طرق
10:00 16.05.2024
الرئيس الفرنسي يعلن حالة الطورائ في كاليدونيا الجديدة
09:45 16.05.2024
الحكومة التركية تبذل قصارى جهدها لخفض معدل التضخم
09:30 16.05.2024
إطلاق نار على رئيس وزراء سلوفاكيا ونقله إلى المستشفى
09:15 16.05.2024
جميع الأخبار