دلالات وتداعيات هجوم كركوك

عناصر من البيشمركة داخل كركوك

تحليلات 21:00 25.10.2016

رغم أن هجوم "داعش" على كركوك فجر يوم الجمعة قد دُحر، فإن تداعياته لا تزال تتوالى على المشهد السياسي العراقي والمشهد الميداني حول الموصل.

وفيما استعدت بغداد وأربيل وأنقرة والمنظمات الدولية والمحلية لاستقبال النازحين من جراء معركة الموصل، فوجئ الجميع بموجة من النازحين أجبرتها سلطات أمن كركوك على مغادرة المدنية بعد هجوم "داعش" الأخير عليها.

وقد أعربت الأمم المتحدة عن قلقها إزاء إجبار السلطات الكردية 250 عائلة نازحة من العرب على مغادرة كركوك بعد الهجوم الإرهابي الفاشل على المدينة الخاضعة لسيطرة الكرد، ووصفت الخطوة بأنها عقاب جماعي.

وقالت منسقة الأمم المتحدة للشؤون الإنسانية في العراق ليز غراند إن "هذا الإجراء جاء قبل أيام من نزوح جماعي متوقع في مدينة الموصل بشمال العراق؛ حيث تشن القوات العراقية هجوما ضد "داعش" بدعم من التحالف الذي تقوده الولايات المتحدة".

وبحسب كتلة "العربية البرلمانية"، التي يرأسها نائب رئيس الوزراء العراقي السابق صالح المطلك، فإن "القوات الكردية من "البيشمركة" والأمن الداخلي (الأسايش) ترغم سكان عدد من الأحياء العربية والمختلطة جنوب كركوك على مغادرة منازلهم بتهمة مساعدة "داعش"؛ ما يدفع باتجاه الصدام بين مكونات المدينة".

وعلى الرغم من نفي محافظ كركوك نجم الدين كريم تهجير النازحين من محافظة نينوى، فإنه رأى أن عدم تهيئة الحكومة المركزية الظروف الملائمة لعودة النازحين إلى مناطقهم المحررة هو "نصر لـ "داعش".

بدوره، اتهم عضو لجنة المرحلين والمهجرين النائب أحمد السلماني المحافظ باستغلال ملف النازحين في أكثر من واقعة، موضحاً أنها ليست المرة الأولى التي يعمد فيها كريم للضغط على الحكومة الاتحادية بملف النازحين.

ورغم ان مسؤولين في مجلس محافظة كركوك أكدوا أن قرار طرد بعض النازحين موجه ضد المشتبه في تعاونهم مع "داعش"، وأن هناك عددا من النازحين غير مسجلين لدى الأجهزة الأمنية، الأمر الذي يتطلب مزيدا من التدقيق والمتابعة، فإن عضو "المجموعة العربية" في مجلس محافظة كركوك معن الحمداني، أقر بأن الأجهزة الأمنية طلبت من العديد من العوائل بضرورة المغادرة إلى مخيم ليلان.

وهكذا بات هجوم كركوك من أبرز تداعيات معركة الموصل، وبات ورقة ضاغطة على اتفاق بغداد وأربيل من جهة، وعلى أربيل والسليمانية من جهة ثانية، وعلى مجريات معركة الموصل التي قاربت بين أربيل و"الحشد الوطني" من جهة أخرى.

فهل ستنجح تداعيات هجوم كركوك بتحويل دفة الصراع من صراع طائفي إلى صراع عرقي؟

وهل استهدف هجوم كركوك تشويه صورة إقليم كردستان بعد أن احتضن النازحين من المحافظات التي سقطت بيد "داعش" بعد يونيو/حزيران 2014؟

وهل كان الهدف فرملة الاتجاه نحو معركة الموصل التي قد تفتح بابا أوصدته بغداد منذ نهاية 2007 حين عطلت تنفيذ المادة 140؟

للإجابة على هذه الاسئلة، نحاول أن نتوقف هنا على إجابات لبعض العرب والتركمان الذين تعرضوا للنزوح مرة أخرى من كركوك بعد أن نزحوا إليها في 2014.

أحد النازحين وهو عربي، يقول إنه "نزح إلى مدينة كركوك فرارا من ناحية سليمان بيك، التابعة لقضاء طوزخورماتو في محافظة صلاح الدين، بعد سيطرة "داعش" عليها عام 2013، لكنه بدأ يتعرض لمضايقات وتهديدات من قوات الأمن الداخلي الكردية (الأسايش) عقب هجمات "داعش" الأخيرة، لذا فهو مضطر إلى مغادرة كركوك مرة أخرى رغم استكماله الإجراءات الأمنية كافة كجرد العائلة وتأييد وزارة الهجرة والمهجرين، فضلاً عن تأييد مختار المنطقة التي عمدت السلطات الأمنية إلى تمزيقها".

أما أشرف التركماني، فلا تختلف قصته كثيرا، حيث قال إنهم "نزحوا من قضاء تلعفر غرب الموصل إلى كركوك، وإنهم الآن مضطرون إلى مغادرتها بعد أن تم استغلال الأوضاع الأخيرة للتنكيل بالنازحين". وقال إنهم "أُعطوا مهلة ثلاثة أيام لمغادرة منطقتهم شمال كركوك؛ مؤكدا أن مجلس المحافظة لم يقدم لهم أي مساعدة سوى بيانات الاستنكار التي لم تحمنا من بطش بعض الجهات".

ورغم أهمية ضبط وربط أوضاع كركوك الأمنية بما لا يسمح لهجوم آخر، فإن اخذ البريء من النازحين بجريرة المجرم لا يحفظ أمنا، وهو قد يكون أحد أهم أهداف هجوم كركوك الذي استهدف إحداث شرخ بين أربيل والسليمانية من جهة، ومن جهة أخرى بين العرب والكرد بعد تقارب نادر حصل بينهم خلال العامين الأخيرين. وهو تقارب ليس عميقا بما فيه الكفاية ليصمد أمام تداعيات هجوم كركوك الأخير.

وكركوك تمثل قضية كبرى للكرد والتركمان والعرب، وهي أم القضايا في العراق والتي بسببها قد تتدخل تركيا. وكركوك لم يزل جرحها السياسي مفتوحا منذ تعطيل تنفيذ المادة 140 من الدستور العراقي نهاية عام 2007.

فمنذ ذلك اليوم، ابتعدت أربيل عن بغداد، وتفكك التحالف الرباعي الذي جمع حزب "الدعوة" و"المجلس الأعلى الإسلامي" مع حزبي "الاتحاد الوطني الكردستاني" و"الديمقراطي الكردستاني"، حتى سقطت الموصل في 2014.

ويبدو أن سقوط الموصل كان يستهدف إخضاع أربيل لأجندة بغداد كجزء من الصراع على طبيعة العراق الجديد - هل هو فدرالي كما تريد أربيل وكما هو مثبت في الدستور؟ أم مركزي كما تريد بغداد؟ ومن هنا عطلت بغداد في عهد المالكي تنفيذ المادة 140 التي كانت ستفتح الباب لفدرلة باقي المحافظات.

ولكن سقوط الموصل تسبب بعكس ذلك. فلقد قارب بين العرب والكرد، ولم تستسلم أربيل لبغداد، بل واتفقت مع العبادي برعاية اميركا على اليوم التالي لـ"داعش"، وهو يوم قد يفتح الباب للمادة 140.

ومن هنا يمكن اعتبار محاولة إسقاط كركوك عام 2016 نسخة أخرى من سقوط الموصل عام 2014. وذلك بهدف إرغام أربيل على التنازل أكثر لبغداد وفرملة الاتجاه نحو معركة الموصل ونحو الفدرلة من جهة، وإحداث شرخ في البيت الكردي وفي تقارب العرب مع الكرد من جهة أخرى. فهل ستنجح تداعيات هجوم كركوك في كل ذلك أو في بعضه؟ 

عمر عبد الستار

خبير عسكري : إذا توقفت عملية ترسيم الحدود...

أحدث الأخبار

كتائب القسام تعلن قتلها 15 جندياً إسرائيلياً شرق رفح
15:00 18.05.2024
جنوب إفريقيا نرفض الاتهامات الإسرائيلية للمؤسسات الأممية
14:00 18.05.2024
أرمينيا تؤكد التزامها بالسلام الدائم والمستقر في القوقاز
13:00 18.05.2024
تشاد تحديات عديدة أمام ديبي بعد انتخابه رئيسا للبلاد
12:00 18.05.2024
بوتين يسعى إلى تعاون أكبر في مجال الطاقة مع الصين
11:00 18.05.2024
المركزي التركي يتوقع تراجع التضخم وسعر الصرف
10:00 18.05.2024
أردوغان يصدر عفواً صحياً عن جنرالات انقلاب 28 فبراير
09:00 18.05.2024
نضال سليم : سبب مشكلة الجفاف العالمية هي زيادة الطلب علي المياه
17:33 17.05.2024
ماذا يحدث في جنوب القوقاز؟
17:00 17.05.2024
خبير سياسي : الاتحاد الأوروبي يسعي إلي السيطرة علي المنطقة
16:00 17.05.2024
خبير سياسي : "الغرب يستخدم أرمينيا ضد روسيا"
13:00 17.05.2024
رئيس الوزراء السنغالي ينتقد تواجد القواعد العسكرية في بلاده
12:00 17.05.2024
كاليدونيا الجديدة... طوارئ ومطالب بالاستقلال عن فرنسا
11:46 17.05.2024
صندوق النقد يتوقع نمو الاقتصاد العراقي 1.4 % في 2024 و5.3 % في 2025
11:30 17.05.2024
روسيا والصين تعملان معاً من أجل خلق نظام عالمي عادل
11:15 17.05.2024
حماس ترحب بإعلان قمة البحرين وتوجه دعوة للدول العربية
11:00 17.05.2024
بطريرك القدس للاتين يزور مدينة غزة
10:45 17.05.2024
الهند المعارضة تتهم مودي بإصدار تصريحات تشهّر بالمسلمين
09:30 17.05.2024
الرئيس الموريتاني السابق يغادر السجن لتقديم ملف ترشحه للرئاسية
09:15 17.05.2024
مصر ترفض مقترحاً إسرائيلياً حول معبر رفح
09:00 17.05.2024
دبي تعتمد استراتيجية جودة الحياة في الإمارة
18:00 16.05.2024
ما تأثير الأحداث الجارية في جنوب القوقاز علي أذربيجان؟
17:26 16.05.2024
خبير سياسي : الإتحاد الأوروبي لن يساعد أرمينيا
16:00 16.05.2024
خبير سياسي : الغرب يسعي إشعال حرب بين جورجيا وروسيا
15:59 16.05.2024
انطلاق "قمة المناخ والمياه" في جامعة أضا
انطلاق "قمة المناخ والمياه" في جامعة أضا
14:52 16.05.2024
ما تأثير الأحداث الجارية في دول الجوار علي أذربيجان؟ أومود ميرزايف يجيب
13:52 16.05.2024
فيسبوك تحذف منشورات عن لقاء رئيس وزراء ماليزيا وإسماعيل هنية
12:45 16.05.2024
فرنسا تنشر الجيش لضمان أمن مرافئ ومطار كاليدونيا الجديدة
12:30 16.05.2024
مخيمات غزة تعاني ظروفاً مهينة للإنسانية
12:15 16.05.2024
مصر تتسلم 14 مليار دولار من الإمارات قيمة الدفعة الثانية من صفقة رأس الحكمة
12:00 16.05.2024
مقتل 12 جندياً إسرائيلياً في عملية بمخيم جباليا
11:45 16.05.2024
طهران تعلن تسوية نصف القضايا العالقة مع الذرية الدولية
11:30 16.05.2024
زيلينسكي يلغي زيارته لأسبانيا والبرتغال بسبب تدهور الوضع في خاركيف
11:15 16.05.2024
فارض اسماعيل زاده: مشكلة المياه واحدة من أخطر المشاكل في أذربيجان
10:53 16.05.2024
الهند تقلّل من أهمية عقوبات واشنطن إثر اتفاقها لتطوير ميناء تشابهار الإيراني
10:30 16.05.2024
أردوغان إسرائيل قد تضع عينها على الأناضول بعد غزة
10:15 16.05.2024
العالم عند مفترق طرق
10:00 16.05.2024
الرئيس الفرنسي يعلن حالة الطورائ في كاليدونيا الجديدة
09:45 16.05.2024
الحكومة التركية تبذل قصارى جهدها لخفض معدل التضخم
09:30 16.05.2024
إطلاق نار على رئيس وزراء سلوفاكيا ونقله إلى المستشفى
09:15 16.05.2024
جميع الأخبار