في الحديث حول إيفاد المستشارين العسكريين الألمان إلى أوكرانيا مبالغة كبيرة جدا. إلى هذا الوقت يدور الحديث عن مستشار واحد فقط، لإلقاء محاضرات تدريبية في الأكاديمية الوطنية للقوات البرية.
أبدى الخبير السياسي الأوكراني ورئيس مركز "بنتا" للدراسات التطبيقية السياسية فلاديمير فيسينكو موقفه هذا في تعليقاته الحصرية حول إيفاد المستشارين العسكريين الألمان إلى أوكرانيا وتخصيص الكنغرس الأمريكي 350 مليون دولار للاحتياجات العسكرية الأوكرانية.
أوضح الخبير السياسي قائلاً: "أخاطر أن أقول إن هذا النوع من" المستشارين" زاروا أذربيجان مرات عديدة. وعلى سبيل المقارنة، قام الخبراء من الولايات المتحدة وكندا في السنة الجارية والماضية بتدريب جنود الحرس الوطني والقوات العسكرية الخاصة وتعليمهم. ولم تكن هذه الاستشارات نظرية (كما هو حال المستشارين الألمان) بل أنها مساعدة عملية في الواقعة تساهم في تحسين إكمال التدريب التكتيكي للمقاتلين الأوكرانيين وتساعد على تعزيز القدرة الدفاعية لأوكرانيا التي ستمكن من ردع العدوان الروسي".
مضى الخبير السياسي قائلاً إن قرار الكونغرس الأمريكي بشأن تخصيص 350 مليون دولارلأوكرانيا لأغراض عسكرية ليست جديدة، وقد أتخذ مثل هذا القرار في العام الماضي أيضاً. ولم يحدث في ذلك الوقت أي تفاقم في العمليات العسكرية. تم تخصيص هذه الأموال للتدريب وشراء العتاد العسكرية وجزء منها بغية التسلح الدفاعي ولا سيما توفير الرادارات.
طلب فلاديمير فيسينكو عدم تكرار الأساطير الكاذبة من الدعاية الروسية. وقع تفاقم العمليات العسكرية في دونباس على مدى العامين الماضيين من قبل روسيا والانفصاليين. وخلافاً للغرب التي لا تزود أوكرانيا بسلاح فتاك تزود روسيا الانفصاليين في دونباس بأنواع حديثة من الأسلحة، بما في ذلك الدبابات والمصفحات وأنظمة الصواريخ للطلقة الواحدة وأنظمة الدفاع الجوي. ويقول الخبراء العسكريون إن روسيا تستغل الصراع في دونباس لاختبار أحدث الموديلات من أسلحتها.
يقود الجنارات والضباط الروس الفيلقين الذين يقاتلون ضد أوكرانيا في دونباس. وعموماً يشارك في المعارك الجارية في دونباس قرابة 6000 عسكري روسي محترف. ها هنا المشكلة الحقيقية، وليس في التدخل الغربي الأسطوري في النزاع في شرق أوكرانيا. وللأسف، فإن الغرب لا تقدم مساعدات عسكرية واقعية لأوكرانيا، باستثناء التدريب وتوريد العتاد.