قبل عدة أيام، انتهت زيارة ممثلي الوسائل الإعلامية الإسرائيلية لأذربيجان وهم الصحفيون في صحيفة "إسرائيل هايوم" و"جيروزاليم بوست" والقناة التلفزيونية الإسرائيلية الدوليةI24، فضلاً عن مراسل مكتب القدس لصحيفة "لوس أنجلوس تايمز".
كما تفيد وكالة "أذرتاج" أن الخبير الإسرائيلي المعروف في مجال العلاقات الدولية أريه غوت في تعليقه على البرنامج الإعلامي الحي لقناة التلفزيون التاسعة الإسرائيلية "اليوم" تحت عنوان "الصحفيين الإسرائيليين زاروا أذربيجان" الذي أذاعته منظمة إسرائيل الدولية للمشاريع العلمية للمجتمع.
قال آريه غوت: "على مدار السنوات الخمس الماضية، حددت المنظمة التي أترأسها أنا هدفها المتمثل في تعزيز وتطوير وتعميق العلاقات الاستراتيجية بين دولة إسرائيل وجمهورية أذربيجان. من وجهة النظر الصحفية، كان مشروع زيارة الصحفيين الإسرائيليين لأذربيجان ناجحاً إبداعياً وممتعاً للغاية. تمكنا من ترتيب زيارة ممثلي الوسائل الإعلامية الإسرائيلية الرائدة، وفي الوقت نفسه، دعونا ممثل الصحيفة الأمريكية "لوس أنجلوس تايمز"، لعب قسم إدارة الرئيس لجمهورية أذربيجان في الشئون الاجتماعية والسياسية دوراً كبيراً في تحقيق هذه الزيارة للصحفيين الإسرائيليين".
في رأي الخبير الإسرائيلي، على الرغم من المحيط الجيوسياسي المعقد للبلدين، حققت إسرائيل وأذربيجان شراكة قوية ومتينة، والثقة والحوار السياسي على أعلى مستوى، وتبلغ التبادل التجاري والاقتصادي 3.5 مليار دولار، حيث يعد قطاع الطاقة أحد الركائز الاستراتيجية للعلاقات بين الدولتين.
قال آريه غوت أيضاً: "إن أذربيجان بلد يسكنها الأغلبية المسلمة، وهي أيضاً موطن لعدد من الجماعات العرقية والدينية الأخرى، بما في ذلك الطوائف المسيحية واليهودية. وحتى عندما اندلع النزاع الأرمني الأذربيجاني في قاره باغ الجبلية قبل حوالي 30 عاماً، استمر المجتمع الأذربيجاني للحفاظ على السلام والوئام بين الجماعات الطائفية والإثنية. حيث عاش اليهود والأذربيجانيون على مدى قرون وما زالوا يعيشون كأشقاء، ويربطهم التاريخ والمصير المشتركان، على الرغم من التطهير العرقي والعدوان على أذربيجان، بما في ذلك احتلال 20 % من أراضي البلاد ومليون لاجئ ومشرد داخلياً، لم تغير أذربيجان موقفها من الأقليات القومية والإثنية، لقد كانت ولا تزال مثالاً حقيقياً للحوار بين الأعراق والأديان. يعتبر التسامح والتعددية أساساً للمجتمع الأذربيجاني. وبذلت أذربيجان جهوداً لازماً لتهيئة وتحفيز الظروف السياسية والاجتماعية الملائمة لتنمية تقاليد التعددية الثقافية والتسامح وتعزيزها. اليوم، أذربيجان دولة مستقلة سريعة النمو وقوية، وهي رائدة لجميع العمليات الجيوسياسية والجغرافية الاقتصادية تقريباً في جنوب القوقاز. وأضاف أرييه غوت قائلاً "إن أذربيجان تتبع سياستها الخارجية متعددة العوامل، مستقلة عن دول العالم والإقليم".
وأشار الخبير إلى أنه أتيحت للصحفيين الإسرائيليين فرصة كبيرة للقاء مساعد رئيس جمهورية أذربيجان في الشئون السياسية علي حسنوف، ووزير الخارجية الأذربايجاني إيلمار ماميدياروف ورئيس قسم الشؤون الخارجية بإدارة رئيس جمهورية أذربيجان حكمت حاجييف ونائب وزير الدفاع الجنوال كريم ولييف ومدير مركز باكو الدولي للتعددية روان حسنوف ورؤساء الطوائف الدينية - الإسلامية واليهودية والمسيحية التي تعيش في السلام والآمان.
إلى جانب هذا، في رأي آرييه غوت، أن الصحفيين الإسرائيليين زاروا المنطقة الأمامية لمدة يومين - وهي منطقة التماس العسكري مع الأراضي الأذربيجانية الواقعة تحت احتلال جمهورية أرمينيا منذ أكثر من 27 عاماً. "كانت هذه أول زيارة تاريخية لممثلي الوسائل الإعلامية الإسرائيلية إلى المنطقة، حيث كانت هذه الأريضي منذ 3 سنوات فقط ساحة معركة. وبغية تصدي للاستفزازات العسكرية الأرمنية المتكررة في أوائل أبريل 2016 رد الجيش الأذربيجاني على الاستفزازات ولضمان سلامة مواطنيها ووجه ضربات عسكرية مدمرة على القوات المسلحة الأرمينية. ليس سراً أن أذربيجان اليوم هي البلد الذي يمتلك أقوى جيش في جنوب القوقاز.
وقال الخبير للقناة التلفزيونية إنه خلال زيارتهم إلى إفليم تارتار وقرية جوجوق مرجنلي ولقاء جنود وضباط الجيش الأذربيجاني، اقتنع الصحفيون الإسرائيليون حقاً وأشاروا إلى أنهم تأكدوا من أن الجيش الأذربيجاني الحالي هو أقوى جيش في منطقة جنوب القوقاز، والذي لديه أحدث المعدات والانضباط والروح المعنوية المرتفعة للأفراد. وقال آرييه غوت: "لقد شاهدنا هذا الأمر مع الصحفيين الإسرائيليين أنفسهم ونقدره عالياً".
وقال آريه غوت أيضاً "مع ذلك، زرنا قرية آشاغي عبد الرحمنلي في إقليم فضولي برفقة الصحفيين الإسرائيليين والتي دمرها وهدمها المحتلون الأرمن. على مدى السنوات الـ27 الماضية، هناك قرية عبارة عن أشباح من الأحياء السكنية والمدارس والمنازل المدمرة ، ومقابر مهدمة ببربرية. شاهد الصحفيون الإسرائيليون بأم أعينهم التخريب والقساوة في موقع القرية التي كانت ذات يوم مسكن مشهورة ، أن المحتلين الأرمن دمروا وقصفوا المقابر، وهذا مشهد رهيب، كما لو أن الغزاة كانوا يخشون حتى الموتى في هذه الأراضي. وتوقفت الحياة هنا منذ فترة طويلة. بينت طبيعة الدمار والخراب، أن قرية أشاغي عبد الرحمنلي هدمت بجد خلال الحرب وبعد الحرب. لقد دمر المحتلون بشكل منهجي وهدموا كل شيء يمكن تدميره ".
لخص أريه غوت في تعليقه على البرنامج الإعلامي الحي لقناة التلفزيون التاسعة الإسرائيلية "اليوم" تحت عنوان "الصحفيين الإسرائيليين زاروا أذربيجان" الذي أذاعته منظمة إسرائيل الدولية للمشاريع العلمية للمجتمع أنه "ثم زار الصحفيون الإسرائيليون قرية جوجوق مرجنلي الشهيرة. لم يصدق أي من الإسرائيليين أنه قبل بضع سنوات فقط كانت قرية أذربيجانية مدمرة ومهدمة تماماً من قبل المحتلين الأرمن. لقد تجاوزت حقيقة هذه القرية كل التوقعات. اليوم، إنها قرية تقع على الحافة الأمامية للجبهة لا يختلف جمالها والبنية التحتية التي تم إحياءها هنا عملياً عن أي قرية في عاصمة أذربيجان. لقد تمكنا من التحدث مع السكان ومع الأطفال ومع مدير المدرسة زامين هازييف الذي هو انعكاس لجميع الأحداث الرهيبة والدموية المحيطة بالقرية.
