قال المستشار الرئاسى، كبير المفاوضين الأوكرانيين، ميخائيلو بودولياك، أمس، إن القوات الروسية تقصف ماريوبول بشكل مستمر، وحث موسكو على قبول «هدنة حقيقية فى عيد القيامة».
وأضاف بودولياك فى تغريدة عبر تويتر: «روسيا تهاجم مجمع آزوفستال فى ماريوبول على نحو مستمر، يتعرض المكان الذى يوجد فيه المدنيون والجيش إلى القصف بالقنابل والمدفعية الثقيلة». وحث روسيا على «التفكير فيما تبقى من سمعتها»، ودعا إلى «هدنة حقيقية فى عيد القيامة فى ماريوبول» إلى جانب فتح ممر إنسانى فورا للمدنيين وجولة خاصة من المحادثات «لتسهيل تبادل العسكريين والمدنيين».
وقال الرئيس الأوكرانى فولوديمير زيلينسكى، فى رسالة بمناسبة عيد القيامة، إن «الشر لن يدمر البلاد». وأضاف فى خطاب بالفيديو، وهو يقف داخل كاتدرائية القديسة صوفيا فى كييف، إن أوكرانيا ستتغلب على الظلام الذى جاءت به الحرب. وتابع: «نواجه أوقاتا عصيبة، وفى هذا اليوم أغلبنا لا يرتدى ملابس زاهية، لكننا نقاتل من أجل فكرة مشرقة».
وهدد الرئيس الأوكرانى بانسحاب بلاده من المفاوضات مع موسكو فى حال قام الجيش الروسى بقتل الجنود الأوكرانيين المتحصنين فى مجمع آزوفستال للصناعات المعدنية فى ماريوبول، وإذا أجريت استفتاءات زائفة فى منطقة خيرسون. وقال زيلينسكى، أمس الأول، فى كييف: «إذا قتل رجالنا فى ماريوبول وإذا أجريت استفتاءات زائفة فى منطقة خيرسون، فإن أوكرانيا ستنسحب من أى عملية تفاوضية».
وندد زيلينسكى بقرار الأمين العام للأمم المتحدة أنطونيو جوتيريش زيارة موسكو قبل المجىء إلى كييف. وقال: «من الخطأ الذهاب إلى روسيا أولا ومن ثم إلى أوكرانيا»، مبديا أسفه «للانعدام التام للعدالة والمنطق فى هذا الترتيب». وأضاف: «الحرب فى أوكرانيا. لا جثث فى شوارع موسكو. سيكون من المنطقى أن يذهب أولا إلى أوكرانيا، لرؤية الناس هناك».
وجدد زيلينسكى دعوته إلى لقاء مع نظيره الروسى فلاديمير بوتين لإنهاء الحرب، قائلا: «أعتقد أن من بدأ هذه الحرب يمكنه إنهاءها»، مكررا أنه لا يخشى لقاء الرئيس الروسى.
ميدانيا، قالت هيئة الأركان العامة للقوات المسلحة الأوكرانية، أمس، إن روسيا نشرت قاذفات صواريخ إسكندر- إم المتنقلة على بعد 60 كيلومترا من الحدود الأوكرانية. وأضافت القوات المسلحة الأوكرانية: «زاد العدو من عدد القوات فى منطقة بيلجورود من خلال نقل وحشد وحدات إضافية». من جهته، أعلن سيرجى جايداى، حاكم منطقة لوجانسك أن 8 أشخاص لقوا حتفهم فى هجمات روسية على المنطقة أمس الأول. وكتب جايداى على تليجرام: «إنهم يقصفون كل شىء حرفيا. طوال الوقت، على مدار الساعة»، داعيا السكان إلى إخلاء المنطقة.
فى المقابل، أعلنت وزارة الدفاع الروسية أن قواتها دمرت بصواريخ عالية الدقة ورشا فى مصنع يمد الجيش الأوكرانى بالمواد المتفجرة والبارود فى مقاطعة دنيبروبيتروفسك شرق أوكرانيا. وقال المتحدث باسم وزارة الدفاع الروسية، إيجور كوناشينكوف، أمس، إن القوات الروسية استهدفت بصواريخ عالية الدقة 9 منشآت عسكرية أوكرانية، منها مقر قيادة لواء فى الجيش الأوكرانى و4 نقاط محصنة وأماكن لحشد القوات والآليات القتالية، بالإضافة إلى 4 مستودعات للأسلحة الصاروخية والمدفعية فى مناطق بارفينكوفو ونوفايا دميتروفكا وإيفانوفكا فى مقاطعة خاركوف شرق البلاد.
فى سياق متصل، اتهمت وزيرة الخارجية البريطانية ليز تروس، أمس، روسيا بارتكاب «فظائع» مروعة فى أوكرانيا. وأوضحت الوزيرة فى تغريدة عبر تويتر، أن «روسيا ارتكبت فظائع مروعة، بما فى ذلك الهجمات على المدنيين الأبرياء والأطفال فى أوديسا وحصار ماريوبول»، وأضافت أنه «لن يهدأ لنا بال حتى يفشل الرئيس الروسى فلاديمير بوتين وتنتصر أوكرانيا».
وذكر تحديث عسكرى بريطانى، نشر أمس، أن أوكرانيا صدت العديد من الهجمات الروسية على طول خط التماس فى دونباس فى الأيام الماضية. وذكرت وزارة الدفاع البريطانية فى نشرة دورية أنه على الرغم من تحقيق روسيا لبعض المكاسب على الأرض، كانت المقاومة الأوكرانية قوية فى جميع المحاور وكبدت القوات الروسية خسائر كبيرة. وأضافت أن «تراجع الروح المعنوية الروسية والوقت المحدود لإعادة تشكيل القوات وتجهيزها وتنظيمها بعد هجمات سابقة يعوق الفاعلية القتالية الروسية على الأرجح».
ودعا منسق الأمم المتحدة لشؤون أوكرانيا، أمين عوض، أمس، إلى «وقف فورى» للقتال فى ماريوبول للسماح بإجلاء المدنيين المحاصرين فى المدينة الأوكرانية. وقال عوض فى بيان إن «حياة عشرات آلاف الأشخاص بمن فيهم نساء وأطفال وأشخاص أكبر سنا، على المحك فى ماريوبول». وأضاف: «نحتاج إلى توقف فى القتال الآن لإنقاذ حياة الناس». وحذر: «كلما انتظرنا أكثر، ستكون حياة مزيد من الأشخاص عرضة للخطر. يجب السماح بإجلائهم الآن، اليوم. غدا سيكون فات الأوان».
وتأتى هذه التطورات قبيل وصول وزير الخارجية الأمريكى، أنتونى بلينكن، ووزير الدفاع، لويد أوستن، إلى كييف، يوم عيد الفصح، فى أول زيارة أمريكية لأوكرانيا، لمناقشة شحنات الأسلحة الأمريكية إلى أوكرانيا حسبما أعلن زيلينسكى، أمس الأول. وفى إطار التوتر المتصاعد بين روسيا والغرب والولايات المتحدة على خلفية الحرب فى أوكرانيا، اتهمت موسكو واشنطن بمحاصرة السفارة. وأكد السفير الروسى أناتولى أنتونوف أن السفارة فى واشنطن محاصرة.
وأضاف أن «السفارة محاصرة بشكل أساسى من قبل مؤسسات حكومية أمريكية». وأكد أن «بنك أوف أمريكا» أغلق حسابات القنصلية فى هيوستن، ونيويورك، وأن الموظفين فى السفارة تلقوا تهديدات عبر الهاتف، والرسائل أيضا، لافتا إلى أن مخرج السفارة أقفل فى وقت معين.