لقد مرت 25 سنة على وقف إطلاق النار بين أرمينيا وأذربيجان. ومع ذلك، على الرغم من السنوات الماضية، لا يزال الصراع يودي بحياة الناس.

بغية لفت انتباه المجتمع الدولي إلى المشكلة التي لم تحل بعد للنزاع المذكور أعلاه، وبناءً على مبادرة من منظمة "بيت عموم القوقاز" غير الحكومية لحفظ السلام، تم توقيع النداء الموجه إلى الأمين العام للأمم المتحدة  في 10 مايو في مقر منظمة "الجالية الأذربيجانية لقاره باغ الجبلية" غير الحكومية ووقع على هذا النداء رجال الفن والثقافة والعلوم والسياسة والمجتمع المدني وغيرهم.

وقع النداء إلى الأمين العام للأمم المتحدة السيد أنطونيو غوتيريس  من قبل مؤسسي "بيت عموم القوقاز"و مدير مركز تاريخ القوقاز والأستاذ المشارك في كرسي اليونسكو والمؤرخ رضوان حسينوف ونائب وزير الداخلية السابق لأذربيجان واللواء كامل محمدوف وممثلون بارزون من المثقفين الأذربيجانيين : رئيس الجالية الأذربيجانية في قاره باغ الجبلية تورال كانجالييف وأمين اتحاد الكتاب الأذربيجانيين ، الكاتب المعروف جنكيز عبد الله ييف ورئيس اتحاد الفنانين الأذربيجانيين والفنان المعروف فرهاد خليلوف ورئيس أكاديمية الموسيقى لباكو وعضو مجلس الجالية الأذربيجانية في قاره باغ الجبلية والفنان المعروف والملحن فرهاد بدلبيلي والفنان المعروف والنحات فؤاد سلاييف ونواب البرلمان الأذربيجاني صمد سيدوف وهادي رجبلي  وزياد صمد زاده وراسم موسا بيكوف.

يشار في النداء للأمين العام للأمم المتحدة، على وجه الخصوص، إلى أنه خلال النزاع الناجم عن الادعاءات الإقليمية لأرمينيا تجاه أذربيجان، قُتل وأصيب أكثر من 20 ألف شخص وحوالي مليون أذربيجاني أصبحوا لاجئين والنازحون داخلياً نتيجة للتطهير العرقي. تجدر الإشارة إلى أنه على الرغم من قرارات مجلس الأمن والجمعية العامة للأمم المتحدة رقم 822.853 و874 و884 و62/243، فإن السلطات الأرمنية لا تزال تحتل 20% من الأراضي الأذربيجانية. تعترف هذه القرارات بسيادة أذربيجان وتطلب الانسحاب غير المشروط للقوات الأرمنية من الأراضي الأذربيجانية. مثل هذه الطلبات صدرت عن مجلس أوروبا والاتحاد الأوروبي وحلف شمال الأطلسي وحركة عدم الانحياز ومنظمة التعاون الإسلامي وغيرها من المنظمات تتمسك بنفس الموقف.

في النداء، يدعى الأمين العام للأمم المتحدة، السيد أنطونيو غوتيريس لتكثيف الجهود لإعطاء زخم جديد للتسوية المبكرة لنزاع قاره باغ.

عرض اللواء كامل محمدوف، نائب وزير الداخلية الأذربيجاني السابق والذي افتتح هذا الحدث تكريم لذكرى جميع ضحايا حرب قاره باغ بدقيقة صمت. ثم تحدث عن الرحلة الصعبة التي قام بها في أواخر الثمانينات عندما بدأت القيادة السوفيتية وسلطات جمهورية أرمينيا الاشتراكية السوفياتية في إثارة الصراع الأرمني الأذربيجاني. وكما قال إنه كانت هناك فرصة لإخماد بؤرة الصراع تماما، وفي فبراير 1988 تم إرساله إلى خانكندي كرئيس وحدة الشرطة الخاصة  ولم يتلق أي أمر من باكو لقمع التمرد الانفصالي الحالي. لاحظ الجنرال كامل محمدوف أن الجزء الكبير من المسؤولية عن الأحداث التي وقعت بعد ذلك يقع على عاتق السلطات الأذربيجانية آنذاك . وفي رأيه، فإن توقيع اليوم على النداء إلى الأمين العام للأمم المتحدة سوف يذكر المجتمع الدولي مرة أخرى بصراع قاره باغ ليستخدم إمكانات الأمم المتحدة لحل القضية.

قبل هذا الحدث، قال المؤرخ رضوان حسينوف، مدير مركز تاريخ القوقاز، في المقابلة مع موقع "موسكو-باكو" إنه على الرغم من مرور 25 عاماً من وقف إطلاق النار، إلا أنه لم يتحقق السلام في أذربيجان طوال كل هذه السنوات. "كذلك، لا توجد حتى أية خطوة مهمة من شأنها أن تقرب محادثات السلام أو تحركها من "نقطة ميتة". طوال هذه السنوات، لم ينسحب الجانب الأرمني، رغم مطالب المجتمع الدولي، ووجود عدد من قرارات الأمم المتحدة وغيرها من الوثائق التي اعتمدتها المنظمات الدولية، من الأراضي المحتلة. نعلم أن النقطة الأولى في مفاوضات السلام هي بالتحديد انسحاب أرمينيا من أراضي أذربيجان وأن رفض ذلك سيؤدي إلى مزيد من تصعيد الصراع في قاره باغ. تؤخر أرمينيا عملية التفاوض وتسعى لتخريبها بالكامل. وقال رضوان حسينوف إن هذا بدوره يمكن أن يؤدي إلى تصعيد عسكري في النزاع.

في كلمته في هذا الحدث، أشار رضوان حسينوف إلى أن النداء المبعث إلى الأمين العام للأمم المتحدة ينص على فشل عملية مفاوضات السلام وهذا سيجبر أذربيجان على حل نزاع قاره باغ بالوسائل العسكرية والسياسية.

صرح تورال كانجالييف، رئيس منظمة "الجالية الأذربيجانية لقاره باغ الجبلية"، قائلاً: "لقد مرت 25 عاما على وقف إطلاق النار، لكن القوات الأرمنية لم تنسحب بعد من الأراضي الأذربيجانية" ، كما قال تورال كانجالييف " إننا نريد أن نلفت الانتباه إلى هذه القضية. تم إرسال النداء إلى ألمين العام للأمم المتحدة كالمنظمة الدولية المتمتعة بأعلى صلاحيات. في عام 1993، تبنى مجلس الأمن للأمم المتحدة أربعة قرارات بشأن نزاع قاره باغ، لكن أرمينيا لا تزال تتجاهل تنفيذها، وهو انتهاك للقانون الدولي. من الضروري أن يمارس المجتمع الدولي ضغوطاً على أرمينيا ويسهل انسحاب قوات الاحتلال من أراضي أذربيجان. أكبر مأساة في الصراع في قاره باغهي الإبادة الجماعية في خوجالي والتي ارتكبتها عصابات الأرمن. لم تتم معاقبة مرتكبي هذه المأساة. إذا كانت أرمينيا تضع نفسها كدولة ديمقراطية، فلماذا لا يزال مرتكبو هذه الجريمة الرهيبة حراً؟ هذا أمر مؤسف فقط."

قال عضو المجلس الوطني هادي رجبلي، إنه إذا لم يسمع صوت أذربيجان ومبادرات السلام، فإن الطريقة العسكرية لحل صراع قاره باغ ستصبح نافذة المفعول.

قال عضو المجلس الوطني صمد سيدوف إننا نراقب اليوم ميلاً خطيراً وهومطالبة السلام قبل العدالة. لكن السلام غير العادل لن يفيد أحداً. قد لا تعطي هذه المبادرة النتيجة المرجوة، ولكن يجب أن نتذكر أن لدينا جيش قوي واقتصاد قوي. ولا تدع أحداً يفكر في وضع السلاح جانباً. وقال النائب إن الذين لا يدعمون المبادرة المقدمة اليوم يجب أن يكونوا مسؤولين عما سيحدث في المستقبل، لأن أذربيجان لديها فرص أخرى للتأثير على الوضع.

سيتم إرسال النداء المعنون إلى الأمين العام للأمم المتحدة إلى مكتب الأمم المتحدة في أذربيجان، وكذلك من خلال القنوات الدولية التي ترسل إلى مقر الأمم المتحدة شخصياً إلى الأمين العام أنطونيو جوتيريس.

..............................................................

من الجدير بالذكر أن المنظمة الدولية غير الحكومية لحفظ السلام التابعة لبيت القوقاز مسجلة في تبليسي في وزارة العدل في جورجيا.

قام مؤسسو مجلس عموم القوقاز بعدد من الزيارات إلى جورجيا، حيث التقوا بممثلي جورجيا وأرمينيا من أجل تعزيز مبادرات السلام في جنوب القوقاز.أيدت  العشرات من الشخصيات الجورجية المعروفة، بما في ذلك الفنانون الجورجيون المعروفون أمثال فاختانغ كيكابيدزه   وجيا كانشيليا وروبرت ستوروا وغيرهم هذه المبادرة.

الترجمة من الروسية: د. ذاكر قاسموف

Zakir Qasımov