أكد الرئيس الروسي، فلاديمير بوتين، خلال لقاء جمعه مع وزير الخارجية الأمريكي، ريكس تيلرسون، استعداد موسكو لإعادة تفعيل مذكرة التفاهم الثنائية بشأن ضمان سلامة الطيران في سوريا.
وقال وزير الخارجية الروسي، سيرغي لافروف، الذي حضر اللقاء في موسكو، خلال مؤتمر صحفي مشترك مع نظيره الأمريكي: "أكد الرئيس الروسي، اليوم، استعدادنا لإعادة العمل في مذكرة التفاهم بين روسيا وأمريكا حول منع وقوع الحوادث في أجواء سوريا وضمان سلامة طيران الجانبين خلال العمليات هناك، والذي تم تعليق العمل به من قبل الجانب الروسي".
وأوضح لافروف أن هذه الخطوة سيتم اتخاذها في حال "التأكيد الواضح على أن الهدف المبدئي لعمليات القوات الجوية للتحالف بقيادة الولايات المتحدة، وكذلك للقوات الجوية الفضائية الروسية، يكمن في محاربة تنظيمي داعش وجبهة النصرة".
من جانبه، بين رئيس لجنة الدفاع والأمن في مجلس الاتحاد الروسي، المجلس الأعلى في برلمان البلاد، أن هذه المذكرة سيتم استئناف العمل بها في أقرب وقت وفورا بعد إعطاء الرئيس الروسي، الذي يعد القائد الأعلى للقوات المسلحة، الأمر المناسب بهذا الشأن لوزارة الدفاع.
واعتبر البرلماني الروسي أن هذه الخطوة تأتي بطلب من الجانب الأمريكي.
يذكر أن هذه الوثيقة، التي تم إبرامها من قبل وزارة الدفاع الروسية والبنتاغون في أكتوبر/تشرين الأول من العام 2015، تتضمن مجموعة من القواعد والإجراءات التقييدية الهادفة لمنع وقوع الحوادث بين الطائرات الروسية والأمريكية، التي تشن عمليات عسكرية في الأجواء السورية.
ورتب الجانبان، في إطار هذه المذكرة، قنوات اتصال خاصة ودائمة العمل حول هذا الشأن، وذلك بالإضافة إلى وضع آليات لتقديم المساعدة المتبادلة حال حصول مشاكل ما لدى أي من الطرفين.
وعلقت روسيا مفعول المذكرة على خلفية توجيه الولايات المتحدة، 59 صاروخا مجنحا من طراز "توماهوك" إلى قاعدة الشعيرات (طياس) الجوية التابعة للقوات السورية الحكومية والواقعة وسط محافظة حمص.
وأعلن الرئيس الأمريكي، دونالد ترامب، أنه أمر بقصف مطار الشعيرات، زاعما أن هذه القاعدة الجوية هي التي انطلق منها الهجوم الكيميائي على بلدة خان شيخون في محافظة إدلب السورية يوم 04/04/2017، والذي أدى، حسب المعارضة السورية، إلى مقتل حوالي 90 شخصا، من بينهم كثير من النساء والأطفال.
واستنكرت كل من موسكو وطهران ودمشق هذه العملية، واصفة إياها بالانتهاك الصارخ للقانون الدولي ولسيادة دولة مستقلة، إلا أن الرئيس الأمريكي، دونالد ترامب، أكد، في رسالة وجهها إلى الكونغرس بشأن الضربات، التي شنتها الولايات المتحدة على سوريا، أنه سيتخذ خطوات إضافية لتأمين مصالح بلاده في مجال الأمن والسياسية الخارجية