اليمن الذي كان يعرف يوماً ما بـ (اليمن السعيد) ها هو اليوم ووفقاً لأحدث التقارير التي صدرت عن وزارة الصحة اليمنية علي اعتاب دراما إنسانية غير مسبوقة فيما أعلن ممثل المكتب السياسي لحركة أنصار الله في بغداد إن السعوديين يخططون حالياً لتنفيذ إبادة جماعية منظمة في هذا البلد.
فقد أشار أحدث التقارير الصادرة عن وزارة الصحة في اليمن والتي حصلت إرنا علي نسخة منه إلي أن السبب الوحيد في الإبادة التي يتعرض لها الشعب اليمني هو ليس القصف الذي يشنه نظام آل سعود بل معدلات الموت الناجمة عن إنتشار وباء الكوليرا والذي يمثل أحد النتائج المباشرة للحرب الظالمة التي تشن علي هذا البلد والتي أخذت تحصد يوماً بعد آخر أرواح المزيد من أبناء اليمن.
وفي هذا المجال فإن ضمائر العالم التي صحت يوماً علي الطفل الذي تعرض للغرق علي ضفاف إحدي الدول الأوروبية أو القنوات العالمية التي جندت جميعها من أجل تغطية حادث سقوط حيوان ما في إحدي الآبار ها هي اليوم تلتزم الصمت أمام الإبادة التي يتعرض لها الشعب اليمني علي يد حكام آل سعود.
ووفقاً للإحصائيات فقد وصل عدد الضحايا الذين سقطو بفعل الكوليرا خلال 40 يوماً أي منذ اكتشاف أول إصابة بهذا المرض في 27 أبريل 2017 وحتي الرابع من يونيو 2017؛ وصل إلي 676 شخصا.
ووفقاً لهذا التقرير فإنه وخلال هذه الفترة فقد بلغت حالات الإشتباه بالإصابة بالمرض 86 ألفا و400 حالة منها 396 إصابة مؤكدة بحسب التحاليل المخبرية فيما تم ترخيص 84 ألف شخص من المستشفيات بعد تلقيهم العلاج اللازم.
وأشار تقرير وزارة الصحة اليمنية إلي أنه تم اكتشاف 19 منطقة جديدة مصابة بالكوليرا خلال هذه الفترة.
ولفت التقرير إلي أن أكثر المناطق تأثراً بهذا المرض هي منطقة 'أمانة' في العاصمة صنعاء حيث بلغت حالات الإصابة أكثر من 16 ألفا و300 حالة مشيراً إلي أكثر حالات الوفاة حدثت في مدينة حجة في شمال غرب اليمن حيث وصلت إلي 102 حالة فيما وصلت الوفيات إلي 37 حالة في منطقة أمانة.
ولفت التقرير أيضاً إلي أن محافظتي شبوة وصعدة لم تشهدا حتي اليوم أي حالة وفاة في حين إنتشر المرض في جميع محافظات اليمن. وتشير الإحصائيات إلي أن الإصابات في محافظة عدن التي تهيمن عليها قوات عبد ربه منصور هادي المدعوم من قبل السعودية جديرة بالإهتمام.
فقد أشار التقرير إلي أنه وخلال الـ 40 يوماً الماضية تم اكتشاف ثلاثة آلاف حالة أصابة بالكوليرا في مدينة عدن توفي منها 18 شخصاً.
إلي ذلك أشار تقرير لمنظمة الطفولة العالمية بأن هناك طفلا مصابا بالكوليرا يموت في اليمن كل ست دقائق.
واشار تقرير لوزارة الصحة اليمنية إلي أنه وخلال 24 ساعة من اليوم الرابع من يونيو الماضي توفي 71 شخصا بسبب الإصابة بالمرض فيما هناك أربعة آلاف و115 حالة يشتبه بإصابتها بالكوليرا أكدت التحاليل المخبرية 10 حالات منها.
وصرح ممثل المكتب السياسي لحركة انصار الله في بغداد 'محمد اليمني' لإرنا إن السعودية وإضافة إلي محاصرتها البرية والبحرية والجوية لليمن وتعريض الشعب هناك للتجويع فهي تقوم بقتل الناس من خلال عمليات القصف الجوي التي تشنه عليهم.
وقال اليمني إن الشعب اليمني يتعرض لإبادة جماعية غير مسبوقة فهو إن تمكن من التخلص من المحاصرة الإقتصادية والهجمات الجوية السعودية فإنه سيقع ضحية الأمراض القاتلة التي تنتشر بسرعة في هذا البلد ومنها الكوليرا.
وأشار إلي عدم وجود أي ممر آمن لنقل المساعدات الإنسانية والأدوية إلي اليمن إلا بعض الحالات النادرة التي تقوم المؤسسات الإنسانية التابعة للأمم المتحدة بنقل بعض المساعدات الإنسانية والدوائية المحدودة إلي الشعب اليمني والتي لا يمكن أن تسد حاجته الملحة.
وقال: إن الأوضاع في اليمن كارثية فيما أغمضت المحافل الدولية أعينها للتهرب من المسؤولية التي تقع علي عاتقها.
وبهذا الخصوص قال احد الإعلاميين العراقيين ويدعي أبو مصطفي إن السعوديين وبالرغم تدني مستويات التعليم والذكاء لديهم إلا أنه يملكون سياسة خبيثة تلقوا دروسها من الصهاينة والأمريكيين وهاهم اليوم ينفذوها في اليمن.
وأشار أبو مصطفي إلي أن آل سعود استلهموا دروساً جيدة من عملية الحصار التي تعرض لها الشعب العراقي لمدة 13 سنة من قبل الولايات المتحدة وكذلك الحصار الذي فرضه الكيان الصهيوني لمدة 10 سنوات علي قطاع غزة وقد استخدموا هذه السياسة لمدة عامين ضد الشعب اليمني وهم يستخدموه حاليا أيضاً ضد الشعب القطري بسبب خلافاتهم مع الحكومة القطرية.