قبل عامين وقعت دمشق وروسيا وسوريا اتفاقا حول نشر القوات الجوية الروسية في سوريا. وكان التوقيع على الاتفاق بداية لتحقيق الاستقرار ليس فقط في سوريا، بل أيضا في منطقة الشرق الاوسط. وهذا دفع السياسيون الغربيون ووسائل الإعلام الى انتقاد سياسة روسيا واتهموها بالتدخل في الشؤون الداخلية لدولة أخرى، وانها تقدم الدعم العسكري لنظام الأسد الديكتاتوري.
لذلك أعلنت دول الاتحاد الأوروبي والولايات المتحدة تحالفا عسكريا دوليا هدفه نشر السلام في سوريا. وفيما يللي تحليل لاخر الاحداث في المنطقة.
أولا، أن التحالف الدولي الذي تقوده الولايات المتحدة يتصرف على أساس نظرته الخاصة للوضع العسكري السياسي في البلاد ولذلك قوات التحالف لا يقومون بمواجهات مباشرة مع الإرهابيين. واكبر دليل على ذلك معركة عقيربات التي سمحت بقلب الموازين في الجزء الأوسط من البلاد.
وأثبتت نجاح العمليات العسكرية الاخيرة والتي تحققت بمشاركة القوات العسكرية الروسية، ان نهاية الإرهابيين باتت وشيكة. وبدلا من المساعدة في القتال العنيف، يقوم التحالف الدولي باجلاء قواته من محافظة دير باتجاه الشمال، حيث تتمركزالقوات الديمقراطية السورية. ويعمل الائتلاف على جمع بيانات استخباراتية إضافية في المنطقة بهدف السيطرة على حقول النفط والغاز التي المنطقة.
ثانيا، نادرا ما تقوم قوات التحالف بالتنسيق مع الجهات الاخرى المحاربة، فهي لا تعتبر للارهاب الجيش السوري والقوات الجوية الروسية شركاء لها، وهو أمر غريب في حد ذاته نظرا للانتصارات العسكرية الكبيرة التي حققاها.
انا بالنسة لتركيا فالوضع مختلف، بسبب موقعها الجغرافي، وعلى الرغم من الاعلان عن الحاجة الى التعاون، فان التحالف يلعب مع انقرة، الامر الذي يدفعها الى التصرف بشكل مستقل. ويتضح ذلك بشكل خاص بدعم الجماعات المسلحة الكردية التي تعتبر أنشطتها إرهابية في تركيا. وبذلك تقوم الولايات المتحدة وحلفائها بالمناورة بين الأكراد والأتراك وعدد من الجماعات المسلحة الأخرى، التي لا تزال تمارس أنشطتها بفضل تمويل الولايات المتحدة لها.
ثالثا، عدم كفاءة وفعالية النشاط العسكري للتحالف الدولي تؤدي إلى تكبد خسائر فادحة في الأرواح. ففي الأسبوع الماضي تم قصف مدينة الرقة وضواحيها حيث راح ضحيتها حوالي 200 مدني عن طريق الخطأ. ولم يتم الاعلان عن الحادثة وهذه الخسائر في وسائل الإعلام الغربية.
من خلال تحليل الحقائق المذكورة أعلاه، يتبين ان وجود القوات العسكرية للتحالف بقيادة الولايات المتحدة في المنطقة لأكثر من سنة لم تعطي اي نتائج. ومن غير المحتمل أن تكون قوات التحالف المزودة بأحدث الأسلحة غير قادرة على هزيمة الجماعات الإرهابية. على ما يبدو، تم تشكيل قوات التحالف العسكرية لأغراض مختلفة تماما عن مزاعمها.