ألقى الرئيس الأرميني سيرج ساركيسيان كلمة اشتكى فيها من أذربيجان بالأحداث الواقعة في خط الجبهة في أبريل الماضي وذلك خلال اجتماع القمة لرؤساء الدول الأعضاء لدى رابطة الدول المستقلة المقام في 16 سبتمبر الأمس في بشكيك عاصمة قيرغيزستان. وادعى في خطابه بان أذربيجان كأنها هي التي خرقت نظام وقف اطلاق النار خلال تلك الأحداث.
وأفاد مراسل أذرتاج أن دور الحديث كان للرئيس البيلاروسي الكساندر لوكاشينكو حسب الترتيب الأبجدي فرجا الرئيس الهام علييف من نظيره البلاروسي أن يمكنه من إلقاء كلمة على حساب وقته هو. وبعد موافقة الرئيس البلاروسي لوكاشينكو خطب الرئيس علييف ليرد على الرئيس الأرميني ردا قاسيا ومستهدفا وقال فيه خاصة ما يلي:
" اصبح من الواجب عليّ أن اعلق الآن على كلمات الرئيس الأرميني. ومسترشدا بان قضية معالجة نزاع قراباغ الجبلي على مستوى المحافل الدولية الأخرى لم اجد من اللازم هنا بالتحدث عن هذا الموضوع خلال كلمتي سابقا. ولكني بعد أن استمعت إلى شكاية تالية عن الجانب الأرميني اعتبرت من الواجب عليّ أن اعلق عليها الآن دون تأخر.
والحق يقال إن الجانب الأرميني قد أسأم وألم جميع المنظمات الدولية بمثل هذه الشكاوى الكاذبة. وهل تتصورون مدى تناقض الأوضاع حيث أن أرمينيا تحتل أراضي الدول السائدة وتخرق سلامة أراضيها وتطرد السكان الأذربيجانيين المحليين الأصليين من قراباغ الجبلي والمحافظات السبع المطلة عليه لتوقع اكثر من مليون شخص لاجئين ومشردين ونازحين وتدمر تدميرا كاملا كل شيء على الأراضي المحتلة بما فيه آثارنا التاريخية والدينية والثقافية وكل البنية التحتية التي تصدق عليها تقارير منظمة الأمن والتعاون الأوروبي وبعد كل هذا تشتغل حاليا منذ اكثر من 20 سنة بمحاكاة عملية المباحثات السلمية. وفي الوقت ذاته، تلجأ حينا بعد حين إلى استفزازات مختلفة من اجل عدم انتهاء هذه العملية وقد شهدنا أحدا من تلك الاستفزازات في أبريل الماضي هذا العام. وتم هدم اكثر من 500 بيت تابع للمسالمين الأذربيجانيين من قبل جيش الاحتلال الأرميني باستخدام الأسلحة الثقيلة وقاذفات الهاون والقنابل والصواريخ المدفعية مما أودى كذلك بحياة اكثر من 10 مدنيين بينهم نساء وأطفال.
ولا شك في أن المنظمات الدولية تدرك إدراكا جيدا كيفية تسوية هذه القضية. ولدينا هيكل دولي سام مجلس الأمن الدولي. ولا اعلى هيكل من هذا الهيكل. وتبنى مجلس الأمن الدولي في التسعينات السابقة 4 قرارات ما برحت تطالب هذه الوثائق بسحب قوات الاحتلال الأرميني من أراضي أذربيجان دون قيد وشرط وعلى الفور. وهيهات لهذه القرارات التي تنتظر تنفيذا لها حيث لا تبالي بها أرمينيا التي تقوم بتبديل اصطناعي لحدود إدارية لإقليم قراباغ الجبلي ذي الحكم الذاتي السابق الملغى سعيا منها إلى تكوين وقائع محدثة من خلال إسكان غير مشروع على تلك الأراضي المحتلة. وهذا غير مشروع كليا فضلا عن كون هذا جريمة وهي مستمرة حتى يومنا هذا.
وما نزال ملتزمين بعملية السلام. ونعمل عملا بناء. هناك مجموعة منسك. غير أن الطرف الأرميني لا يستغل هذه الصيغة إلا من اجل عدم انتهاء عملية المباحثات. ولا يريدون السلام والأمن والأمان. بل يرغبون في السيطرة الدائمة على أراضينا المعترف بها دوليا ويقومون باتهام أذربيجان كل مكان بأننا كأننا نخرق شيئا. والحال أننا نحن الجانب المتضرر. ولم نحتل بقعة ارض للغير. بل أراضينا البالغ 20 % من أراضي أذربيجان المعترف بها من قبل المجتمع الدولي تحت الاحتلال. وهاكم الأوضاع الواقعية في الوقت الحاضر. فلذلك، آخذا مني بعين الاعتبار شكاية تالية صدرت عن الرئيس الأرميني بغير مناسبة قبل قليل، اعتقدت من واجبي أن أبلغكم مرة أخرى بما أن هذه حقائق لن تدحض. "
وقال الرئيس الأرميني: "ولا معنى لرد على الكذب".
الرئيس علييف: "أنني قد أجبت عن الكذب."