عبدل ناقييف، العالم الروسي في العلوم السياسية ومدير مؤسسة "السياسة البناءة" (موسكو)، حصرياً ليوميات أوراسيا
إن تفاصيل الاجتماع الأخير لوزيري خارجية أذربيجان وأرمينيا في نيويورك غير واضحة بسبب الصياغات الدبلوماسية العامة، والاتفاق الوحيد الذي تم التوصل إليه هو أن الوسطاء لمجموعة مينسك التابعة لمنظمة الأمن والتعاون في أوروبا سيزوران المنطقة في تشرين الأول / أكتوبر. والتي يزورنها مراراً وبشكل منتظم من حيث المبدأ على مدى السنوات العشرين الماضية.
وخلال الاجتماع، نوقشت أيضاً المسائل العائدة إلى القمة القادمة بين رئيسي أذربيجان وأرمينيا، ولكن في رأيي، تبدو نتائج قمة الرئيسين غامضة قبل انتخابات نيسان / أبريل 2018 في أرمينيا.
وقد أثبتت المواجهة الغيابية بين رئيسى أذربيجان وأرمينيا فى الجمعية العامة للامم المتحدة ال72 تماماً أنه ليس لدى الزعيم الأذربيجانى أوهام بخصوص سبل حل معضلة قاراباغ. تلمح يريفان بشفتي وزيرها للخارجية عن استعداده للانسحاب التدريجي من الصراع، وقد بدأت بعملية إعداد المجتمع الأرميني لإجراء تغييرات محتملة في استراتيجية تحقيق استقلال "جمهورية قاراباغ الجبلية" المزعومة. مع ذلك انها في، يتخلى عن تعميق تفاصيل عملية التفاوض تحت ذريعة الحاجة الى تعزيز الاجراءات الامنية على خط تماس القوات.
لا معنى لتوقع نتائج سريعة في المرحلة الجديدة من المفاوضات وقد تحصل العملية على بعض الديناميكية، فقط بعد انتخابات أبريل عام 2018 في أرمينيا. تدعم أذربيجان التسوية السلمية للصراع بين أرمينيا وأذربيجان حول إقليم قاراباغ الجبلية وتتحمل أرمينا المسؤولية الكاملة عن فشل عملية التفاوض، الأمر الذي سيؤدي حتما إلى التصعيد العسكري.
تستخدم السلطات الأرمينية النزاع كعنصر لتوحيد المجتمع في الصراع السياسي الداخلي في حالة تفاقم الحملة الانتخابية ونشوب خطر فقدان السلطة لعشيرة قاراباغ، وفي هذه الحالة لا مفر من توتير الأوضاع في الخطوط الأمامية، والشرارة الصغيرة يمكن أن تصبح لهباً.
ولدى الطرفين فرصة تحقيق تفكيك الوضع، دون الإخلال بالنوايا المعلنة، ولكن بالنظر إلى "القدرة الدبلوماسية" للجانب الأرميني لا معنى لتوقع تفكيك خفيف.