باكو- تبيليسي- قارس
كانت العلاقات الأذربيجانية التركية تمتاز دائماً بطابعها الودي الخاص والتي يعبر عنها عادة شعار "أمة واحدة - للدولتين". شارك الرئيس أردوغان فى افتتاح المعرض المخصص لمشروع باكو - تبيليسى - قارس. وقد أصبح هذا المشروع ممراً جديداً يربط السكك الحديدية الأذربيجانية والجورجية والتركية. بدأ تجقيق المشروع في عام 2007 وبناؤه في عام 2008، ويشمل إصلاح وإعادة بناء السكك الحديدية بطول 178 كيلومتر. ويمكن هذا المشروع من إقامة ممر السكك الحديدية الجديد على نحو فعال من بحر قزوين إلى أوروبا عبر تركيا، والذي يقضي في النهاية على ضرورة مشروع النقل االمائي لبناء نفق للسكك الحديدية تحت مضيق البوسفور في اسطنبول. قد يربط مشروع باكو- تبليسي- قارس أيضا ممر السكك الحديدية بين الشمال والجنوب الذي يربط روسيا بتركيا. وسيتم نقل البضائع والمسافرين على هذا الخط على حد سواء، ويتوقع أن يوفر طريقاً بديلاً لطرق نقل البضائع التي سوف تمر عبر إيران. تلعب الطاقة دوراً رئيسياً في العلاقات بين تركيا وأذربيجان ويمكن اعتباره أساس علاقاتهما.
ويهتم كلا البلدين بالقيام بدور هام في نقل البضائع عبر المنطقة لتشبعا سوق الاستهلاك، ومن هذه الناحية لمشروع سكة حديد باكو - تبيليسي - قارس إمكانيات لتحقيق العديد من الفوائد السياسية والاقتصادية. وخلال زيارة الرئيس أردوغان إلى باكو أعرب الرئيسان التركي والأذربيجاني عن رغبتهما فى تنمية العلاقات الثنائية وزيادة حجم التبادل التجاري والتركيز بشكل أساسى على إنجاز مشروع TANAP فى المستقبل القريب. كما أعرب الرئيس أردوغان خلال زيارته عن تأييد بلاده لاذربيجان في قضية قاراباغ الجبلية. وقال إن تركيا واذربيجان متفقان اتفاقاً تاماً فى قضية النزاع الارمينى الاذربيجانى. قال: " نتكلم نفس اللغة وننطلق من نفس المواقف"
وجاء بيان أردوغان رداً على تقارير مفادها أن أذربيجان تريد أن ترى تركيا أيضاً في مجموعة مينسك لمنظمة الأمن والتعاون في أوروبا (التي تقوم بلوساطة بين الطرفين المتنازعين).
ممر الغاز الجنوبي
أثبتت أذربيجان نفسها كحليف رئيسي في سوق الطاقة الأوروبية، ويرجع ذلك جزئيا إلى استمرار الاهتمام بالدور المحتمل للممر الغاز الجنوبي. يمر العديد من طرق النقل الدولية من أذربيجان بما في ذلك باكو- تبيليسي-جيهان، باكو- سوبسا وباكو- نوفوروسيسك وخط أنابيب الغاز باكو- تبيليسي - أرضروم وإلى جانب طرق النقل بين أذربيجان وجورجيا وأذربيجان وإيران وأذربيجان وروسيا. ويتوقع أن مشروع TANAP سيرتبط في وقت لاحق مع مشروع TAP. من المتوقع أن مشروع ممر الغاز الجنوبي ينقل الغاز من حقل شاه دنيز في القطاع الأذربيجاني من بحر قزوين، كما أن تبدأ إمدادات الغاز إلى أوروبا بعد عام واحد من إنتاج الغاز الأول في حقول الغاز في أذربيجان. تم تصميم نظام خط أنابيب ممر الغاز الجنوبي بشكل يمكن في المستقبل مضاعفة قدرته الأولية للنقل كميات إضافية من الغاز.
تركيا - أكبر دولة ناقلة للطاقة إلى الأسواق الأوروبية
يبلغ طول خط الغاز من حقل شاه دينيز 2 في بحر قزوين إلى أوروبا حوالي 3500 كم. وسيتم توسيع خط القوقاز الجنوبية القائم لنقل الغاز بإضافة الخط الموازي الجديد عبر أذربيجان وجورجيا، وسينقل الخط عبر الأناضول (TANAP) الغاز من "شاه دنيز" عبر تركيا لتوصيله إلى خط الأنابيب العابرة للبحر الأدرياتيكي (TAP) والذي سيستلم الغاز عبر اليونان وألبانيا لنقله إلى إيطاليا. ومن المقرر ان يتم نقل أول امدادات للغاز الى جورجيا وتركيا فى نهاية عام 2018. ووفقا للخطة الاستراتيجية لوزارة الطاقة والموارد الطبيعية لتركيا (2015-2019)، فإن تنويع مصادر الطاقة يمثل أولوية قصوى. وترغب تركيا في استخدام موقعها الجغرافي في المنطقة لتصبح دولة عابرة لموارد الطاقة ومركزاً إقليمياً للنفط والغاز من حوض بحر قزوين وآسيا الوسطى وإيران إلى الأسواق الأوروبية. تركيا مهتمة باستخدام موقعها الجغرافي لتلعب دوراً رئيسياً في سوق الطاقة. تحتاج تركيا إلى المزيد من الاستثمارات في البنية التحتية لزيادة قدرة مصافيها ومرافق تخزين الغاز الطبيعي. ويمكن القول بأن نقل موارد الطاقة ستساعد تركيا على تحسين العلاقات مع الاتحاد الأوروبي وزيادة إمكانيات ترشيحها للعضوية في هذا الاتحاد. ويمكن للجانبين الاستفادة من زيادة كمية الطاقة وتنويع موارد الطاقة لإقامة علاقات مفيدة والحصول على فوائد متبادلة من اتفاق الطاقة. ومع ذلك، فإن العديد من هذه الخطط لا تزال في المراحل الأولى من التخطيط الذي سوف يستغرق تحقيقها سنوات عديدة. ومع ذلك، ليس من الواضح بعد ما هي النجاحات التي ستتحقق على المدى القصير، وسرعة تحقيق طموحات تركيا كبلد الترنزيت.
الصراع في قاراباغ الجبلية
وفي صراع قاراباغ الجبلية ، تؤدي مجموعة منسك دوراً رئيسياً، ولكننا نرى في تاريخها تقدماً ضئيلاً في محاولتها لحل نزاع قاراباغ الجبلية. لم تكن للاجتماع الأخير بين الرئيسين أي أثر واضح على مستقبل هذا الصراع. وسيعقد الاجتماع بمبادرة مجموعة مينسك لمنظمة الأمن والتعاون في أوروبا حول فضايا الأمن في أوروبا، بعد مرور عام واحد من اجتماع الرئيسين. لدى مجموعة مينسك، وخاصة روسيا، القدرة على حل نزاع قرا باغ الجبلية ويمكنهما ممارسة الضغط على الجانبين لتصبح أكثر نشاطاً في المفاوضات لتسوية نزاع قرا باغ الجبلية.